بعد أن كان الكل يستهزأ «بالمطوع» و«الملا» أصبح الكل يتقرب منهما.. أنوار الجويسري ترى أن الجمع بين الصحوة العلمية والدينية مطلب لنمو الأمة
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2011, 3:02 ص 2437 مشاهدات 0
صحونا بفضل الله
«الصحوة» كلمة كثُر مستخدميها وتعددت مجالات انتشارها، فهي في معناها لمن كان نائماً عن الشيء فصحا له أو تنبَه عليه، ولكثرة ما نغفل عنه لابد من تزايد ما نصحو له ونسعى إليه، قبل، ما يقارب، الأربعين عاما كانت الصحوة مرتبطة أكثر ما تكون بالدين، «الصحوة الدينية» التي بدأت وسارعت في الانتشار ودخلت كل بيت وتزايدت بشكل كبير وواسع بين الناس، هذا يعني أن الوعي الديني كان مفقود الوجود منخفض الصوت، فبعد أن كان الكل يستهزأ «بالمطوع» و«الملا» أصبح الكل يتقرب منهما لأخذ العلم ونشره وللالتزام بالدين والتعرف على مبادئه وعلومه، الوعي المنتشر آنذاك كان دينياً بشكل كبير، إلى أيامنا هذه مازالت هناك صحوة دينية ونشرا للعلم الشرعي بأشكال متعددة لكن ليست الصحوة الدينية هي محور صحوتنا اليوم وليست الأعلى صوتاً، فصحوة هذا العصر «صحوة علمية وثقافية»، صحوة العلوم البحتة والعلوم الدنيوية، صحوة في الإقبال على طلب العلم وعلى الشهادات العلمية العالية المستوى، مع تزايد الطلب على دخول الجامعات والسفر للخارج لتلقي العلوم التي قد لا نجدها في بلادنا، ارتفاع معدلات الطلبة المتفوقين وارتفاع نسب قبولهم في الجامعات المختلفة، كل ذلك من المؤشرات التي تدلنا على الصحوة العلمية الهائلة التي تجتاح عالمنا بل بلادنا على الأخص، حتى أنك لا تستغرب ممن لا يمتلك شهادة عالية إن سمعت منه معلومة عظيمة لا يقولها إلا طبيب أو دكتور في العلوم السياسية أو عالم أحياء بحرية، إن هذا شيء يدفعنا للتفاؤل والسعادة وهذا ما نحتاجه للرقي والتطور، فالصحوة التي تمر بالدول قادرة على الصعود بها إلى مستويات عالية من الرقي، فحري بنا أن نحافظ على الصحوة العلمية ونتمسك ونزيد من قوة الصحوة الدينية، فلم تكن الصحوة العلمية إلا نتاجاً للصحوة الدينية التي سبقتها، لا فاصل بينهما ولا تعارض وإنما إحداهما تكمل الأخرى وتزيدها قوة وتماسكاً، فلكل طالب علم من العلوم الدنيوية وقود روحي يستمده من العلم الشرعي الذي يحثه على التعلم والتعليم، وقبل أن نفقه كتب الفيزياء فقهنا القرآن والسنة التي فيها من المعجزات العلمية ما استفاد منه الفلكيون والأطباء، الدين والعلم متلازمان في المعنى الجوهري العميق ومتفقان حتى في المعاني الجزئية البسيطة، فالجمع بين الصحوة العلمية والدينية مطلب من مطالب نمو الأمة وازدهارها، وشرط من شروط استكمال بنائها وتقوية أركانها.
أنوار الجويسري
تعليقات