خرج وزيران من الحكومة الأول آثر الصمت وينتظر مكافأة نهاية الخدمة، والثاني آثر المواجهة والتصدى لخصومه والنواب لن يكفيهم رأس الوزيرين ..طالع مقال ماضي الخميس
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2007, 11:13 ص 612 مشاهدات 0
بين الحميضي والمعتوق
ماضي الخميس
بنى الدكتور عبدالله المعتوق وزير الأوقاف والعدل السابق جدارا سميكا من الصمت حول منزله وانكفأ حوله بعيدا عن كل الهرج والمرج الدائر في الكويت منذ فترة والذي كان هو أحد ضحاياه، وكأني أراه في بهو منزله الزاهي جالسا بين أبنائه أو منكبا على أحد الكتب التي تزخر بها مكتبته يمارس هوايته القديمة التي - بالتأكيد - أبعده كرسي الوزارة عنها طويلا.
آثر الصمت وعدم الخوض في معارك كلامية مع النواب الذين تصدوا له وأخرجوه من الوزارة، بينما فعل زميله بدر الحميضي وزير النفط السابق عكس ذلك حين استبسل منذ أول يوم من خروجه من الوزارة في التصدي لخصومه، واعلان حالة التحدي القصوى لكل ما كان يلفق ضده من ادعاءات واستعداده للمواجهة، وهو مقاتل من الدرجة الأولى، ومواجهاته مشهودة، فكيف ننسى حين ذهب الى تلفزيون «الراي» بانتظار المناظرة مع النائب ضيف الله بورمية الذي لم يحضر تلك المواجهة التلفزيونية المثيرة.
الوزيران السابقان الحميضي والمعتوق تتشابه ظروفهما الى حد كبير، ولكن الأول اعتبر أن ميدان المنازلة مع الخصوم يتسع إلى أكبر من مجلس الأمة، ويؤمن بأن المعركة انتهت، ولكن الحرب مازالت دائرة، ويرى أن من حقه أن يواصل الدفاع عن نفسه وإظهار الحقيقة سواء تحت قبة البرلمان أم خارجها، وإذا كانت الفرصة لم تتح له للدفاع عن نفسه في ساحة البرلمان، فهناك ساحات أخرى أكثر اتساعا يمكنه أن يواصل معاركه بها.
أما المعتوق فيظهر أنه آثر السلامة وركن إلى الهدوء، ولملم جراحه بانتظار مكافأة نهاية الخدمة التي لا نعلم كيف يكون شكلها!!.
خرج الحميضي والمعتوق من الحكومة .. وفتيل الأزمة لم ينتزع بل ازداد حدة وشراسة.. الحكومة قبلت بمبدأ التنازلات، ظنا منها أن ذلك هو سبيل الاستمرار، لكن التصعيد لم ينته.. لا يكفي رقبة الحميضي ورأس المعتوق ما دام جسد الحكومة قائم.. انها حكومة بخمسة عشر رأساً .. اذا سقط رأس جاء غيره.. إنهم يريدون الرأس الكبيرة الطيبة.. التي والله سيتحسرون كثيراً عليها .. ودمتم سالمين.
تعليقات