أحداث 'ديوان الحربش'، والإعتداء على الوسمي، وتظاهرات البدون كشفت لسعد العجمي عن وسائل إعلام 'مسعورة' ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2011, 12:13 ص 2928 مشاهدات 0
معركة البقاء قادمة
سعد العجمي
ضرب الشيعة والتشكيك في ولائهم مباح، واتهام أبناء القبائل بالازدواجية وعدم الانتماء إلى هذا الوطن مسموح، ووصف الحضر بأنهم يريدون الانقضاض على خيرات البلد دون سواهم أمر مشروع، المهم إشاعة أجواء الكراهية والبغضاء بين مكونات الشعب، فلا سبيل للحفاظ على 'بعض' الكراسي المخملية، وزارية كانت أم نيابية إلا في ظل هذه الأجواء.
قاتل الله السياسة، وبالذات تلك التي على الطريقة الكويتية، فلا محاذير فيها ولا خطوط حمراء يتم التوقف عندها، حتى لو وصل الأمر إلى إثارة ملفات لها تداعيات خطيرة على الأمن القومي والسلم الأهلي، حتى بتنا شعباً بلا عقول تستوعب ما يحدث في مجتمعات قريبة منا دفعتها صراعاتها الاجتماعية والطائفية إلى التناحر.
لم يفوت سمو الأمير- حفظه الله- فرصة إلا حذر فيها من خطورة شق النسيج الاجتماعي والاصطفاف الطائفي، حتى وسموه يطوي بنفسه صفحة من التأزيم السياسي والمجتمعي عندما أمر بالعفو عن الدكتور عبيد الوسمي، والتنازل عن القضايا المرفوعة على أصحاب الرأي، وجدنا هناك من ينفث في نار الفتنة من أجل أجندات خاصة!
هناك وسائل إعلام أُنشئت لتنفيذ تلك الأجندات، تقوم بالترويج وخلق الأرضية المناسبة لكل فتنة، وفق سياسة من يدفع أكثر، فاليوم تدافع عن هذا الطرف وغداً تنقلب عليه، حتى أننا لم نعد نفرق 'مَن مع مَن... ومَن ضد مَن'، لأن سياسة الانقلاب على الحلفاء هي الأسهل لكل وسيلة إعلام تتبع نهج 'القبض' وليس 'المبدأ'، وما عليكم سوى العودة إلى تغطياتها وتعاملها مع قضايا مثل أحداث 'ديوان الحربش'، والاعتداء على عبيد الوسمي، وتظاهرات 'البدون'، لتتأكدوا أننا أمام وسائل إعلام 'مسعورة' هدفها مصالحها الخاصة أو مصالح مَن يمولها.
اليوم بدأت تتشكل تحالفات سياسية جديدة، وبالتالي فإننا أمام تغيير تكتيكي وليس استراتيجي لسياسات وتوجهات بعض الصحف والقنوات، ومعركة كسر العظم بين بعض الأطراف قادمة قريباً، وهي بالمناسبة لن تتوقف عند الحد الأدنى لكل خصومة شريفة، بل ستنحدر إلى الدرك الأسفل من الفُجر السياسي.
سنوات مضت ونحن نعاني سياسات خرقاء لحكومات متعاقبة، أهملت تنمية البلد وتفرغت لإدارة معاركها السياسية مع خصومها من منطلق فرق تسد، وكأنها حكومات احتلال وليس حكومات حظيت بثقة سمو الأمير، واستمدت شرعيتها من الأمة التي هي مصدر السلطات جميعاً، وعلينا الانتظار لسنوات أخرى قادمة حتى نعيد ترميم الشرخ الذي تسببت فيه ممارساتها الخاطئة، والتي كانت ستقودنا إلى الهاوية لولا تدخل سمو الأمير حفظه الله.
عموما هناك استحقاقات سياسية مهمة جداً ستشهدها المرحلة المقبلة، ومن أجل الحفاظ على الكراسي والمناصب ستثار الكثير من القضايا والمشاكل لصرف الأنظار عن تلك الاستحقاقات؛ لعل أولاها قضية 'البدون' التي أخذت منحى جديداً لا يمكن تجاهل مدلولاته السياسية وليس الإنسانية، وإذا مازال بيننا عقلاء فعليهم إيصال الرسالة واضحة للجميع بأن أمن الكويت وسلمها الاجتماعي ليسا ورقتين في ملف التكتيك السياسي، فالمناصب والكراسي زائلة، والكويت هي الباقية.
تعليقات