تونس تطالب السعودية بتسليمها بن علي

اعلنت وزارة الخارجية التونسية ان تونس طلبت من السلطات السعودية ترحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الى تونس لمواجهة القضاء في تهم تتصل بعمليات القمع العنيف الذي تعرض له متظاهرون الشهر الماضي.
ونقلت وسائل الاعلام التونسية الرسمية عن بيان للخارجية التونسية جاء فيه ان تونس تريد محاكمة بن علي لدوره في مقتل متظاهرين بيد قوات الامن خلال الانتفاضة التي اطاحت بحكمه الذي استمر اكثر من عقدين.
يذكر ان بن علي فر الى السعودية، واصيب هناك بجلطة دماغية، وقيل انه يرقد حاليا في غيبوبة بمستشفى بمدينة جدة.
وكانت الحكومة التونسية الانتقالية قد اصدرت السبت عفوا عاما عن كل السجناء السياسيين خلال عهد بن علي.
وقال رئيس الحكومة الانتقالية محمد الغنوشي ان قرار العفو سينفذ فورا بحيث 'يتمكن اولئك الذين ادينوا من قبل النظام السابق من استعادة حقوقهم المدنية والسياسية والانخراط مجددا في المجتمع التونسي'.
ومن المقرر ان تجرى انتخابات رئاسية لاختيار جديد للبلاد في غضون الاشهر الستة المقبلة، من المتوقع ان يتنافس فيها مرشح اسلامي واحد على الاقل.
كما سبق ان بث التلفزيون التونسي الرسمي شريطا يبين الاماكن السرية التي خبأ فيها بن علي كميات من النقود والمجوهرات وغيرها من النفائس في قصره بالعاصمة تونس.
واظهر الشريط ان بن علي خبأ كنوزه خلف ستائر القصر الرئاسي في سيدي بو سعيد وفي مخابئ سرية بنيت خلف مكتبة القصر.
واظهر الشريط ايضا مبالغ من النقود تقدر بعدة ملايين من الدولارات واليورو، وعقود من الماس والذهب عثرت عليها السلطات في هذه المخابئ.
وكانت كل من فرنسا وسويسرا وكندا والاتحاد الاوروبي قد اعلنت عن تجميد الاصول العائدة لبن علي واسرته.
وقالت الحكومة التونسية الانتقالية انها بصدد استرداد اموال بن علي واسرته لاستخدامها في مكافحة الفقر المتفشي في تونس، حيث لا يزيد معدل دخل الفرد التونسي على عشرة دولارات في اليوم.

ومن جهة أخرى قال احد المقربين من اسرة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الخميس ان بن علي في 'غيبوبة' منذ يومين.
ونسبت وكالة فرانس برس عن هذا المصدر قوله ان بن علي، الذي فر من البلاد في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني تحت ضغوط انتفاضة شعبية واسعة، في حالة غيبوبة منذ يومين، وهو يرقد حاليا بمستشفى في مدينة جدة السعودية، عقب اصابته بجلطة في الدماغ.
واضاف المصدر ان بن علي (74 عاما) دخل في الغيبوبة اثناء تلقيه العلاج في مستشفى من اصابته تلك، وانه 'في حال خطرة'.
وكان بن علي وعائلته فروا الى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير بعد انتهاء حكمه الذي استمر نحو 23 عاما.
يشار الى ان الاتحاد الأوروبي كان قد قرر مطلع الشهر الحالي تجميد أصول بن علي، وزوجته، ليلى الطرابلسي، بناء على طلب من الحكومة التونسية.
ويتهم بن علي وافراد من اسرته واقاربه بالإثراء غير المشروع على مدى سنوات طويلة على حساب الشعب التونسي.
ورغم أن تونس تمتعت عموما بازدهار اقتصادي نسبي تحت حكم بن علي، فإن الكثيرين بمن فيهم الشباب الذين بدأوا أعمال الاحتجاجات في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي ظلوا يعيشون في فقر وبطالة.
ويعتقد أن أعضاء في عائلة الرئيس المخلوع وشركاء له نجحوا في السيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد التونسي.
وقد يواجه عدد من شركاء بن علي عقوبات اقتصادية مماثلة، وفق مسؤولين في الاتحاد الأوروبي.