صالح الشايجي يكتب عن سرقة يوسف القرضاوي لثورة أحرار مصر ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3059 مشاهدات 0



 
 
مرعب الثوار 
 
الأحد 20 فبراير 2011 - الأنباء

صالح الشايجي 

 جاء من «مسقط حقه» إلى «مسقط رأسه» ليسرق ثورة جاهزة لم يبذر بذرة واحدة في حقلها ولم ينزف قطرة عرق واحدة في سبيلها.

ذلك ما فعله «يوسف القرضاوي» حينما احتل أمس الأول «جمعة النصر» واحتكر ميدان التحرير ليعلن نفسه زعيما لثورة لم يخجل من سرقتها وأهلها شهود أحياء يرزقون.

قمع شبان الثورة وصانعيها والذين وضعوا أرواحهم في مهب «العادلي» وبطشه وجبروته والذين صمدوا في الميدان لم ترهبهم نيران طوّقتهم من كل صوب لمدة ثمانية عشر يوما ينامون في العراء ويأكلون فتات الخبز وينخر البرد عظامهم، بينما كان القرضاوي ينعم بالدفء في سرر مرفوعة من ذهب مصنوعة، يغطيه الحرير ويلتحف بالدمقس ويتنقل بين القصور ويأكل أطايب الطعام ويرفل بأثواب العز والأبهة ويختال على الناس كطاووس فقس من بيضة منقوشة.

سرقة القرضاوي لثورة أحرار مصر ليست وليدة الجمعة ولم تجئ عفو الخاطر ولا بالمصادفة البحتة، وليست لأن القرضاوي هاو لسرقة الثورات وأكل عرق الثوار، ولكن لأن «الإخوان المسلمون» والذين يقف القرضاوي على رأس رؤوسهم هم خططوا لذلك، وهم الذين هادنوا وصمتوا وكمنوا في ليل للثورة حتى إذا ما استوت وطاب أكلها قطفوها عذبة ناضجة دون جهد بذلوه أو حرف خطوه، وإذا ما فشلت كانوا أبرياء من دمها لتطير أعناق الشبان الذين أشعلوها، وربما راحوا يتبارون في تقريع أهل الثورة ووصمهم بالخيانة وشق عصا الطاعة والخروج على ولي الأمر.

وما كان المرجو ولم يكن المؤمل، أن يحصد الإخوان ثمار الثورة ويتسيدوا عرشها ويخطفوها أمام أعين أصحابها والذين قدموا أرواحهم وأرخصوا دماءهم في سبيلها.

إن تعاطف العالم مع الثورة المصرية مرده التعاطف مع الشبان الذين تولوا أمرها وقادوها وكتبوها من ألفها حتى يائها ولو أن العالم كان يعلم أنها ثورة «الإخوان المسلمون» أو أنهم سوف يخطفونها لما أبدوا أي إحساس بالتعاطف معها بل ربما وقفوا ضدها على اعتبار أن أي نظام حكم آخر حتى لو كان نظام «ستالين» أو «هتلر» أو «موسوليني» سيكون بكل تأكيد خيرا من حكم الإخوان.

الآن بات لزاما على الشبان أن يحرروا ثورتهم من الإخوان ويستعيدوها من بين براثنهم، وإلا فإن الإخوان إن تمكنوا ودانت لهم مقاليد الثورة فإن أول فعل سيفعلونه هو صلب الشبان الثائرين وقطع رؤوسهم بالسيوف والتنكيل بأهليهم ومن ثم التحالف مع إيران وخاطفي غزة من جماعة حماس التابعة لهم وبعد ذلك يبيعون مصر بـ «القطاعي».

وليس من مبرر لتخاذل الشبان الثائرين أمام القرضاوي وهم الذين أدهشوا العالم بشجاعتهم وقوة شكيمتهم وإصرارهم الفذ.

إن القرضاوي لا يملك ما يخيف به الناس، فلماذا خاف منه الثوار واستسلموا له؟!

إنه سؤال محير، فمن يملك الإجابة؟

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك