الديموقراطية تصلح نفسها بنفسها إذا وعى وفكر الآخرون بالأفكار أكثر من الأشخاص والأشياء.. باسل الزير يسجل ملاحظاته على دستورنا
زاوية الكتابكتب فبراير 19, 2011, 4:59 ص 2153 مشاهدات 0
هل توجد معارضة حقيقية في الكويت؟
كتب باسل الزير :
«أصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشياء، وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأشخاص، وأصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار» (مالك بن نبي)
***
سألني أحد الزملاء الصحافيين في الخارج عن حقيقة ما يحدث في بلادنا من ندوات واستجوابات واعتصامات، وكان يبدو لي من سحنته التخوف والاستغراب..
فقلت له: أبدا هذا حراك اجتماعي سليم، والمجتمعات التي لا تتحرك ولا تتكلم ولا تنتفض هي مجتمعات بليدة كسيرة قد نالها المرض..
فسألني عن حقيقة المعارضة الكويتية.. فقلت له ما في نفسي ما الله مخفيه:
مجتمعنا الكويتي ككل المجتمعات في العالم الثالث لايزال يعيش المراهقة السياسية، ولم ترق إلى رفع سقف مطالبها بأن تكون لها ديموقراطية حقيقية، تحاسب وتحاكم وتحكم عبر أحزاب، فلا ديموقراطية بلا أحزاب، ولا ديموقراطية بلا مؤسسات مجتمع مدني حر في الاختيار. ومجلس الأمة الكويتي ليس لديه المفتاح السحري الذي يفتح جميع الأبواب المغلقة، فالديموقراطية بذرة قبل أن تكون ثمرة تحتاج إلى بيئة صالحة للغرس حتى تنمو ويقطف ثمارها وينال خيرها.. فالسياسيون عندنا ينظرون إلى الأشياء و الأشخاص، ولا ينظرون إلى العمق إلى الأفكار..
فمشكلتنا هي في دستورنا الذي جمع بين نظامين «الرئاسي والجمهوري» ولم يعط الشعب مصدر السلطات جميعا، وهنالك مطالب لدى كثير من الشعب بأن يكون الرئيس مختارا من لدنها ..
وقبل هذا وذاك لابد للشعب أن يعي في قرارة نفسه أن الديموقراطية ليست فقط صندوق اقتراع، بل هناك صندوق آخر يسمى (الدماغ ) يجب أن يملأ ويعي التعددية والحرية والعيش مع الفرق والأحزاب..
فلايزال بعض من شعبنا يعترض على إخواننا الشيعة في بناء المساجد..
وما انفك مجتمعنا يتنابز بالألقاب ويفهم حرية الرأي والإعلام بأنها شتيمة وسباب..
وما برح أعضاؤنا يعترضون على فلان وعلان من دخول البلاد، ومنع تداول الكتب في معرض الكتاب في عالم يعج بالحرية التي هي كالشمس لا أحد يسد أشعتها بغربال..
لا جرم أن مجتمعنا يظن كل الظن أنه يمارس بالظاهر الديموقراطية وهو في باطنه يمارس الدكتاتورية من حيث لا يشعر.. فالديموقراطية ليست انتخابات حرة بقدر ما تكون رأيا حرا.. الديموقراطية التي يريدها أعضاؤنا في السياسة، ولا يريدونها في الدين ولا في الفكر ولا في الممارسة المجتمعية..
لذلك مع كل ما تقدم أقول، الديموقراطية تصلح نفسها بنفسها إذا وعى وفكر الآخرون بالأفكار أكثر من الأشخاص والأشياء..
«ويقاس رقي المجتمع بمقدار ما لديه من أفكار» فهل من مدكر؟!
باسل الزير
تعليقات