زايد الزيد يكشف عن أمرين سيشكلان قلقا وهاجسا واسعين، لدى كل طغاة العالم الجاثمين على صدور شعوبهم ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 17, 2011, 1:06 م 1373 مشاهدات 0
الخلاصة
الأرواح مطاردة.. والأموال مصادرة
زايد الزيد
بات واضحا، أن هناك اجماعا، على أن «عالم الانترنت والموبايل»، كان له الدور الأكبر، في تنظيم وحشد المتظاهرين، في الثورتين التونسية والمصرية، وهو عالم التواصل والاتصال ونقل المعرفة، فتبادل المعلومات والأفكار، بين جميع المتواصلين في فلك هذا العالم العجيب، بشكل سريع ورخيص، جعل التواصل بين المستخدمين فعالا الى أبعد حد يمكن أن يتصوره عقل انسان، ولا ينبغي أن ننسى أن شباب التغيير في ايران هم أول من تجلى «عالم الانترنت والموبايل» في حركاتهم الاحتجاجية من بين كل دول المنطقة، حدث ذلك منذ سنوات عندما بدأ يتنامى الصراع بين ما يعرف بـ «الاصلاحيين» ورجال الدين في حقبة حكم الرئيس محمد خاتمي، ولكن المواجهة الأعنف بين شباب التغيير ورجال الدين كانت في العام 2009 حينما احتج الأولون على تزوير انتخابات الرئاسة.
وفي تقديري، أن الثورتين التونسية والمصرية، خلّفتا واقعا جديدا، في التاريخ المعاصر، أفرز أمرين، في غاية الأهمية والخطورة، الأول هو صعوبة ايواء الحكام الطغاة، الفارين من بلادهم، والخائفين من حساب شعوبهم، فالكل يتذكر، كيف ظل طاغية تونس، يحوم بطائرته هائما في الأجواء، لساعات طوال، بعد أن اعتذر عدد من الدول، عن عدم قبوله لاجئا فيها، أما فرعون مصر، فالتكتم على الأرض التي «يختبئ» فيها، يكشف عمق ترسخ هذا الأمر، الذي أراهن بأنه سيصبح، في القريب العاجل، مبدأ دوليا، ستلتزم به كل الدول، ولا أستبعد أن تصاغ اتفاقيات دولية لهذا الشأن.
أما الأمر الثاني الذي خلقه واقع الثورتين التونسية والمصرية، هو تحفظ دول الغرب الديموقراطي، على أموال الطغاة، وأهلهم وأقربائهم والمقربين منهم، ممن شاركوا في نهب ثروات شعوبهم، بل أن الأمر تجاوز مسألة التحفظ على الأموال، ليصل الى حد التحقيق في كيفية تناميها، وفي هذا الصدد، كان لافتا موقف الحكومات البريطانية والسويسرية والبلجيكية تحديدا، بقيامها بالتحفظ على أموال فرعون مصر ومعاونيه الفاسدين، والاعلان عن البدء في التحقق من نظافتها، وذلك من دون (أو قبل) وجود طلب من الحكم الجديد في مصر القيام بهذا الاجراء، وفي هذا تطور مهم للغاية، في طريقة تعاطي دول الغرب الديموقراطي مع الأموال الهائلة لطغاة العالم! وأيضا، لا أستبعد ترسيخ هذا الأمر ليصبح مبدأ دوليا يصاغ من خلال اتفاقيات دولية ملزمة لكل الدول.
لذا، فان هذين الأمرين، سيشكلان قلقا وهاجسا واسعين، لدى كل طغاة العالم الجاثمين اليوم على صدور شعوبهم، لأنهم سيصبحون منبوذين لا أحد يرغب بتحمل كلفة ايوائهم خاصة بعد تجريدهم من أموال السحت التي جمعوها بالقهر والظلم والسرقة والطغيان.
فتحية لشباب التغيير، في الثورتين العظيمتين التونسية والمصرية، الذين أنقذوا شعوبهم وأهليهم، وهم الآن يعتبرون النموذج الملهم، لكل الشباب في العالم، ممن يطمحون بازالة طغاتهم.
تعليقات