فهد الخنة يُسجل رده على الإتهامات التي طالته: علماؤنا أوجبوا خلع الامام الكافر كفراً بواحاً ووجوب قتاله ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 17, 2011, 1:42 ص 2858 مشاهدات 0
من وحي الخاطر
لست منهم
كتب , د.فهد صالح الخنـة
من يحزن على رحيل بن علي العلماني الملحد ليس من السلف وليس من اتباع علماء السلف قديماً وحديثا في هذه المسألة، فعلماؤنا أوجبوا خلع الامام الكافر كفراً بواحاً ووجوب قتاله ان استطاعت الأمة ذلك.
قال شيخ الاسلام بن تيمية من علماء السلف قديماً ما نصه «فمن أجاز اتباع شريعة غير شريعة الاسلام وجب خلعه وألغيت بيعته وحرمت طاعته، لأنّه في مثل هذه الحالة يستحق وصف الكفر».
وقال سماحة شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله من علماء السلف حديثاً في نفس المسألة ما نصه «الا اذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس ان يخرجوا على هذا السلطان لازالته اذا كانت عندهم قدرة، أما اذا لم تكن عندهم قدرة، فلا يخرجون، أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج، رعاية للمصالح العامة، والقاعدة الشرعية المجمع عليها أنه لا يجوز ازالة الشر بما هو أشر منه بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز باجماع المسلمين، فاذا كانت هذه الطائفة التي تريد ازالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا وعندهم قدرة تزيله بها، وتضع اماما صالحا طيبا، من دون ان يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس».
فأين أنت منهم وفقك الله ولماذا التباكي على بن علي الملحد الذي حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسعى في الأرض فساداً والذي أصدر شيخنا العلامة بن باز بياناً ضد شيخه بورقيبة وبين كفره وخروجه عن الملة فأين أنت منهم يا أخي الكريم، ولئن جاز خلعهم بالقتال كما نص الأئمة ان استطاعت الأمة ذلك مع ما في القتال من خطر عظيم وخسائر محققة فخلعه بما هو دون ذلك كالمظاهرات السلمية من باب أولى، أمّا الانتقائية فتعرف روادها وأهلها والسلفية ليست هواكم وليست الحزن على طغاة الالحاد والاستبداد العلمانيين، كما ان السلفية ليست بالدفاع المستميت عن الحكومة وكتاباتكم ولقاءاتكم التلفزيونية وكأنكم وكيل عنها أو محاموها وتتغاضون عن الفساد المنتشر بالبلاد، ان سبب خروج هذه الفتاوى المفتراة على السلف هو محاولة انزالها على استجواب رئيس مجلس الوزراء والدعوة لتكون جلسة الاستجواب سرية لأنه لا يجوز النصح العلني لولي الأمر كما تزعمون ولا يجوز طرح الثقة لأنها خروج، فالمسألة ليست مسألة مظاهرات بل قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العلني، ورغم قناعتي بصحة رأيي فيها فان الاخوة القائلين بجواز المظاهرات من السلفيين لم يخرجوا منذ تحرير الكويت الى يومنا هذا بأي مظاهرة احتراماً لجمع الكلمة ووحدة الصف السلفي وبنائه الذي نحن من أقوى لبناته والحمد لله، ومهما أخذك الحماس أنت وغيرك في تأييد رأيك بحرمة المظاهرات فاننا نحترم وجهة النظر الأخرى ومقتنعون بصحة رأينا وهو ما يراه شيخنا العلامة عبدالرحمن عبد الخالق والشيخ الدكتور محمد الطبطبائي والشيخ عبدالعزيز الفوزان وشارك أخونا الشيخ محمد حسان في المظاهرات في مصر وبعض اخواننا السلفيين ولست بصدد حصر من قال بالجواز فالأمر يطول ومع الأيام سيعود كثير من علمائنا الى القول بجوازها سلمياً وبإذن السلطات ووفق تقدير المصلحة والمفسدة كما ان مسألة المظاهرات من وسائل الدعوة وهي مسألة فقهية فرعية فعلام الحماس الزائد على أمر فيه سعة وأين ما تدعون اليه من رفق ولين وحكمة ورحمة ولطف في نصح الامام الظالم الجائر فاخوانكم في الله أولى وأوجب.
أما الدستور سامحك الله الذي تزعم أنه للعلمانيين والليبراليين والديموقراطيين ونحن نركض وراءهم فما فيه خير ويحقق مقاصد الشريعة فهو محمود وما فيه من مخالفة للشريعة فهي قليلة جداً نسعى لتعديلها قدر استطاعتنا ومع ذلك فقد أفتى العالمان والشيخان سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز وسماحة العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله وغيرهما من أهل العلم بجواز دخول البرلمان والعمل من خلال الدستور لاصلاح أوضاع البلاد والعباد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل شجعونا على ذلك، أما نحن فمتعلقون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح ولسنا متعلقين بالحكام الظلمة والمستبدين الملحدين ولا بالدساتير والقوانين الوضعية فلو كملت براءتك من العلمانية ومن يأمر بها من الحكام لكنت سلفياً حقا في هذه المسألة، أما علماء السلطة فهم موجودون مع كل ظالم والحديث كان عن بعض علماء تونس ومصر الرسميين الذين اخذوا يدافعون عن المستبدين في وجه الأمة ويصفونهم بصفات حميدة ليست فيهم لأن المقالة كلها عن أحداث تونس ومصر ولكن صدق من قال يكاد المريب يقول خذوني.
وهاتفني احد المحبين وقال ان أصحاب الفتنة والأهواء يقولون انك تقصد أصحاب السماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين وصالح الفوزان فقلت سبحانك هذا بهتان عظيم فهم مشايخي وأتشرف بذلك ولم اسمع رأي الشيخ ابن فوزان في الموضوع ومن باب أولى ألا يكون للأموات رأي في هذه النازلة، وأن يكونوا يقصدون سماحة العلامة عبدالعزيز آل شيخ مفتي المملكة فلا اقصده البتة مع أنني لا أوافقه في بيانه الذي أصدره على الأحداث مع كامل احترامي له ولمكانته.
وأختم برأي الأخ الكريم الذي نحبه في الله ونقدر جهوده المباركة في الدعوى لله وهو يلمزنا في مقالاته ومقابلاته ليل نهار حول أسلوب ازالة الحاكم المستبد حيث يقول: (ما لا يدركه هؤلاء جميعا ان تغيير الحاكم الظالم المستبد أمر واجب لأنه من أعظم المنكرات وعلى الأمة ان تنكر هذا المنكر كما أمرها الله ورسوله بالطريقة التي أراد الله ورسوله!! فليس انكار المنكر ومنه تغيير الحاكم الظالم يكون بطريقة الهوى والمزاج التي يصورها البعض ولكنها طرق توقيفية وخطوات ربانية المصدر نتيجتها تحقيق أعلى المصالح وأكملها كما نتيجتها درء أدنى المفاسد واقلها فتأمل).
أتمنى الرجوع لصفحة السلام في عددها رقم (189) والتي تبين طرق التغيير الشرعية وتبدأ بالنصح القولي مرارا وتكرارا بالسر والانفراد وبالمكاتبة مرارا وتكرارا وبالوساطة خاصة من المقربين والوجهاء والمستشارين والمسؤولين وبالدعاء بالخير بالسر والعلن ويستصحب ذلك الدعوة الى الله ظاهرا وباطنا سرا وعلانية اضافة الى الصبر على الأذى واليقين بنصر الله القادم إما بموت الظالم أو بخلعه من قبل أهل الحل والعقد أو بظهور قوة غالبة على وجه راجح تزيل الحاكم الظالم وتخلف وراءه من هو خير منه وصدق الله القائل {والعاقبة للمتقين} ركز أخي الكريم على قوله تغيير الحاكم الظالم المستبد أمر واجب لأنه من أعظم المنكرات وقوله أو بخلعه من أهل الحل والعقد أو بظهور قوة غالبة على وجه راجح تزيل الحاكم الظالم وتخلف وراءه من هو خير منه حتى تعلم أخي التخبط الذي يعيشه القوم يبنون مذهباً ثم يهدمونه ولا يعرفون ماذا يريدون، والله الهادي الى سواء السبيل. والله المستعان.
د.فهد صالح الخنه
تعليقات