يريدون إقالة الوكيل في إحدى الوزارات ولا يريدون إقالة وكيل وزارة أخرى، مع انهم يتهمون الوزارتين بالفساد..نواب آخر زمن..هكذا يصفهم عبدالرحمن النجار

زاوية الكتاب

كتب 492 مشاهدات 0



نواب »آخر زمن«!!
في البداية نتقدم بخالص التقدير والاحترام للكثير من نواب مجلس الأمة الأفاضل الذين يحترمون الدستور والقوانين المنبثقة عنه ويتحاشون المزايدات ويخدمون مصالح الشعب الحقيقية... ولكننا لا نستطيع السكوت عن عجائب (نواب آخر زمن) الذين يضعون العصي في عجلات مسيرة هذا البلد ويريدون التحكم والتدخل في أدق التفاصيل التي هي أصلا ليست من اختصاصهم حسب اللوائح.
ولعل المثل الصاخب على التدخلات النيابية التي صارت تملأ الجو جعجعة وصراخا ومغالطات هي تدخلات بعض النواب في أعمال واختصاصات الوزراء التي هي فعلا من أعمال واختصاصات الوزراء فقط، كسلطة تنفيذية مكفولة الحقوق، بل ان المضحك ـ والمحزن أيضا ـ أن مطالبات أولئك النواب باتت متناقضة شكلا وموضوعا... كيف؟؟... إسمع يا حبيبي:
أولئك النواب ـ ما غيرهم ـ يلعلعون ويصرخون ويطالبون وزير الصحة بإقالة وكيل وزارة الصحة!!
وأولئك النواب ـ ما غيرهم ـ ملأوا الدنيا صراخا يطالبون وزيرة التربية بعدم إقالة وكيل وزارة التربية!!... وهكذا، فهم يريدون إقالة الوكيل في إحدى الوزارات ولا يريدون إقالة الوكيل في الوزارة الأخرى، مع انهم يتهمون الوزارتين بالفساد!!!... يفعلون ذلك وكأنهم يقولون: »كيفنا... ديرتنا... نسوي اللي نبي!!«... وعلاوة على ذلك فهم يتدخلون في مسائل نقل مدراء الإدارات ويريدون من كل وزير أن لا يخطو خطوة إدارية أو تنظيمية في وزارته إلا بعد استشارتهم وأخذ موافقتهم على كل شيء... خلاصة الأمر أن نوابنا المتدخلين في كل شيء يبدو أنهم لا يهتمون بألف باء الدستور ولا يدركون معنى مسمى »استقلالية السلطات« بل يرون أن »السلطة التشريعية« هي السلطة المهيمنة على التشريع والتنفيذ معاً، وعلى المدارس الخاصة وعلى ماذا يلبس الناس، وماذا يقرأون، وما الكتب التي يجب إبعادها عن معرض الكتاب والتي يجب عدم إبعادها عن مكتبات المدارس سواء أتت تلك الكتب من وزارة الأوقاف أو من وزارة الأشغال(!!)... ولا يريدون عطلة (الجمعة والسبت) كي لا نصبح من الصهاينة(!!!)... ومع هذا لا مانع عندهم شخصيا من استخدام سيارات »المشركين« وكمبيوتر »الملاحدة« وشراء تذاكر سفرهم ودفع فواتير فنادقهم ببطاقاتهم الصادرة من شركات يهودية في شتى أنحاء العالم... والكلام في ذلك يطول ويطول... وكان الله في عون وزيرة التربية ووزير الصحة!!
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك