متى تهدأ أسعار النفط ؟!
الاقتصاد الآنفبراير 15, 2011, 10:35 ص 4396 مشاهدات 0
متى تهدأ أسعار النفط ؟ أو متى ستستقر أسعار النفط ؟ وهل من نهاية للمضاربات اليومية على أسعار النفط . وهل من نهاية للأضطرابات السياسية في العالم.
مع تنحى مبارك ومغادرته القاهرة وفرحة العالم العربي بثورة شباب مصر تراجعت اسعار النفط لتستقر الي مادون ال 100 دولار للبرميل.
و لكن لفترة وجيزة لتعاود الأرتفاع مرة أخرى بسبب الأحداث الجارية في كل من اليمن و الجزائر لتؤثرا مرة اخرى على معدلات الأسعار ولتصعد مرة اخري لتلامس معدل ال100 وفي اقل من 24 ساعة.
و لذا تكرار السؤال المطروح ' متى تهدأ أسعار النفط' ؟ وما هو دور الدول المنتجة للنفط في استقرارأسعار النفط.
من المؤكد ان أسعار النفط مرتبطة مباشرة في المجريات اليومية سواء كانت سياسية , أقتصادية , مالية أو حتى أن كانت مرتبطة بكوارث طبيعية أو بيئية. يعني الأحداث اليومية هي التي تعصف بأسعار النفط و لكن من المؤكد ان الأزمات السياسية والثورات هي الأكثر مؤثرة وهي الأكثر فعالة .
وافضل مثال هو ثورة الشباب المصرية التي أطاحت بنظام مبارك في 18 يوما كانت فيها أسعار النفط ترتفع تدريجيا ولأسباب كثيرة وأهمها أحتمالات أغلاق قناة السويس والتي كانت ستسبب في تأخير وصول الشحنات النفطية مابين 10 الي 15 يوما الى المستهلكيين في العالم، أو في توقف الأمدادات المصرية من النفط و الغاز الي الاسواق العالمية، ومدى استعدادات الدول النفطية الاخرى لسد العجز من النفط و الغاز في فترة وجيزة.
ومع تنحى مبارك انخفضت أسعار النفط الى مادون ال100 دولار في جميع المراكز النفطية.
ويبلغ انتاج مصر من النفط الخام حوالي 700 مليون برميل يوميا وتبلغ قيمة صادراتها الى الخارج في حدود ال 6 مليارات دولار سنويا.
ومعدل أنتاج مصر الحالى من النفط الخام لا يفى بأحتياجات مصر اليومية المتزايدة حيث تستهلك نفس الكمية متمثلة باستيرد المنتجات النفطية المكررة وخاصة مادتى وقود الديزل ووقود الطائرات وتستورد حاليا تقريبا مايقارب مليون طن سنويا من مادة الديزل من الكويت.
الدول النفطية لا تستطيع ان تتفاعل مباشرة في نفس الوقت والسرعة مع الحوداث اليومية و مستجداتها لكنها تتابعها وتحاول بقدر الأمكان من تهدئة الأسعار و ماعليها سوي ضخ كميات أضافية الي الأسواق النفطية وهذا مايحدث فعليا لكن الشحنات النفطية تصل بعد عدة أسابيع تكون فيها الأزمة قد أنتهت لتحل محلها أزمة أخري و في مكان آخر. ولهذت السبب نري على سبيل المثال ان سعر النفط الخام الأمريكي اقل من سعر نفط خام برنت بحوالي 15 دولار للبرميل و السبب الرئيسي لهذا الفرق الكبير هو أبتعاد الولايات المتحدة عن مناطق الأزمات ووجود كميات كبيرة من المخزون التجاري بعكس ما يحدث في أوربا و أعتمادها الكبير على نفوط الجزائر و نيجيريا و أنجولا وهي نفس الدول التي تكثر فيها الأضرابات العمالية و الأضطرابات العرقية والسياسية والتي جعلت أسعار النفط في أوروبا الأعلى حاليا في العالم. ومع ذلك تحاول الدول النفطية الأخري من داخل منظمة ' أوبك' في تعويض الكميات اذا ما دعت الحاجة.
وغالبا تستطيع دول المنظمة من تهدئة الأسعار وتساعد في أستقرارها لكن 'أوبك' لم تستطع مثلا من وقف الأرتفاعات الهائلة في أسعار النفط عندما وصلت معدل ال 147 دولار للبرميل و ذلك لعدم قدرتها من ضخ كميات أكثر من النفط الخام حيث لم تكن تمتلك طاقات أنتاجية فائضة من النفط الخام لمواجهة الطلب العالمي المتزايد ولم تستطع عمل أي شيئ لتهدئة أسعار النفط.
ولذا معظم الدول النفطية تتسارع في بناء و زيادة طاقاتها النفطية تحسبا للزيادات الفورية على الطلب العالمي على النفط و لتجنب ماحدث في عام 2007.
اذا تستطيع الدول النفطية من تهدئة فورة أسعار النفط فقط عندما تمتلك طاقات أنتاجية فائضة عن حاجة الاسواق على الدوام عدا فالحوداث اليومية هي التي تتحكم في أسعار النفط و أتجاهاتها.
كامل عبدالله الحرمي كاتب ومحلل نفطي مستقل
تعليقات