زايد الزيد يروي لنا تفاصيل متابعته ثورة 'ميدان التحرير' عبر زميله المصري حتى ليلة سقوط 'فرعون مصر' ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 14, 2011, 12:54 ص 1573 مشاهدات 0
الخلاصة
عظيمة يا مصر..
زايد الزيد
لم نفرح فرحة عظيمة، نحن العرب، منذ سنوات طويلة خلت، كفرحتنا بالثورة المصرية الحالية، فمن هزائمنا أمام اسرائيل، مرورا بالحرب الأهلية اللبنانية، وصولا إلى خلافاتنا وحروبنا بين بعضنا بعضاً، لم نذق أبداً طعماً للفرح.
أخي وصديقي الزميل حسن فتحي، هو واحد من جيل الصحافيين المصريين الشباب، ممن يملكون حرفة الصحافة بكل اقتدار وجدارة، تعلمت على يديه فنون العمل الصحافي، أولا في دورة مهنية احترافية في العام 1992، بعدها قمنا في العام 1993، وبمشاركة صديقنا الحميم جرجس الضهر، الذي جاءنا من مدرسة جريدة السفير اللبنانية، بتأسيس مجلة «علوم وتكنولوجيا» في معهد الكويت للأبحاث العلمية، بقيادة الأخ الأكبر، والصديق الأعز، مبارك العدواني، ومن الثلاثة (مبارك وحسن وجرجس) الذين سبقوني في ممارسة العمل الصحافي بسنوات، تعلمت الكثير، في عالم الصحافة الواسع، قضينا نحن الأربعة ثمانية أعوام مع بعضنا بعضاً (من 1993 وحتى 2001)، كفريق عمل واحد، كان مبارك (النوخذة) مديرا للتحرير، وكنت نائبه، وحسن وجرجس سكرتارية تحرير المجلة، فاتيحت لي فرصة لاتعوض في التعلم، من ثلاث مدارس صحافية مختلفة وثرية، فتعلمت من الثلاثة فنون العمل الصحافي، فمن خلالهم تعلمت حرفنة كتابة المقال، وفن صياغة الخبر، وأبجديات عمل التحقيق الصحافي، وفن صياغة المانشيت، وفنيات إجراء المقابلات الشخصية.
أعود للصديق حسن فتحي، بمناسبة الثورة المصرية المجيدة، فلقد كنت متواصلاً معه منذ بداية اندلاعها، الرجل كان مرابطا في ميدان التحرير، لايبرحه إلا قليلا، سألته في اليوم الرابع: كيف حال جريدة الأهرام أبا محمد؟ فأجابني: لن أدخلها إلا بعد سقوط النظام الفاسد! كانت نبرته واثقة لاتحتمل الشك، الرجل واثق من أنه سيدخل الأهرام بعد سقوط فرعون مصر (نسيت أن أذكر لكم أن الرجل يشغل حاليا منصب نائب مدير تحرير في جريدة الأهرام).
في اليوم الثاني عشر، وهو يوم السبت الذي أعقب «جمعة الرحيل»، كنت محبطا للغاية، حينما رأيت على شاشة قناة «الجزيرة»، حضورا هزيلا للمتظاهرين في ميدان التحرير، لم أره طيلة الأيام السابقة للثورة، فاتصلت بأبي محمد مساء ذلك اليوم الكئيب على نفسي، فبادرته القول: ماذا حل بكم؟ هل تعبتم! هل أصابكم الملل؟ هل نجح الفرعون في تفتيتكم؟ هل.. فقاطعني أبا محمد: لا تقل هذا، أنا الآن في وسط الميدان، نعم جمعة الرحيل يوم أمس أنهكتنا لأننا تواجدنا فيها منذ الفجر فأفطرنا فيه، وصلينا الجمعة، وتغدينا، وصدحنا بالهتافات، وقمنا بحماية الميدان من البلطجية، وقمنا أيضا بواجباتنا اليومية في تنظيفه، لذلك فإن معظم المتظاهرين أحسوا بالتعب الشديد، فلقد كانت جمعة استثنائية بكل المقاييس، ولذلك فإنك تشاهد اليوم أعدادا قليلة بالميدان، قياسا على الأيام السابقة، لكن لا تيأس أبا طلال، وكن على ثقة من أن يوم غد الأحد والذي أسميناه «أحد الشهداء»، سيكون يوما مختلفا ومزعجا للمستبدين، أبا طلال ستشاهد غدا، عبر الجزيرة، زحفا للميدان يسر الناظرين..!!
أصدقكم القول، ان كلام الصديق أبي محمد لم يبعث في داخلي أي اطمئنان، وقلت في نفسي أن الرجل يقول ذلك لحماسته التي أعرفها، ويقول ما يتمناه، لا ما هو ما واقع على الأرض.
وللحديث بقية..
تعليقات