علي جابر الأحمد يودع القراء ويوضح موقفه من الضرب

زاوية الكتاب

ويشكر من تابع ومن عارض وانتقد مقالاته قبل وداعه مستعينا بالصبر على من أساء إليه

كتب 6338 مشاهدات 0


الوزيران     
Sunday, 13 February 2011 
علي‮ ‬الجابر الأحمد

استقالة الشيخ جابر الخالد جسدت مدى المسؤولية الكاملة التي‮ ‬تحلى بها طوال مدة تكليفه مهامه وحرصه التام على تطبيق القانون،‮ ‬فكانت ثقته بنفسه حاجزاً‮ ‬منيعاً‮ ‬امام فيضان الضغوط والابتزاز الذي‮ ‬مورس تجاهه،‮ ‬لم‮ ‬يقبل الا بالاصلاح طريقاً‮ ‬وحيداً‮ ‬لمكافحة الفساد الذي‮ ‬حاول البعض ان‮ ‬يعزز من مكانته ليتسنى له تمرير مصالحه‮.‬
وستبقى سيرته عطرة مليئة بالانجازات والاحداث التي‮ ‬ختمها بتحمله مسؤولية اخطاء وتجاوزات‮ ‬غيره،‮ ‬وقدم استقالته مبرهنا ان المنصب لا‮ ‬يعنيه بشيء امام مصلحة الوطن،‮ ‬فسد الذرائع على من‮ ‬يسعى لاستغلال الاحداث وتأجيجها،‮ ‬وانا على‮ ‬يقين انه لو استمر في‮ ‬منصبه لسعى جاهداً‮ ‬في‮ ‬استكمال مسيرة الاصلاح التي‮ ‬بدأها وسيكملها بأمانة الشيخ احمد الحمود الذي‮ ‬هو احد ابناء وزارة الداخلية،‮ ‬وان كان الوضع والظروف قد اختلفا ولكن الأمل معقود على خبرته وحنكته في‮ ‬التعامل مع الاحداث والقضاء على الواسطة وعناصر الفساد ولاستكمال مسيرة الاصلاح التي‮ ‬بدأها سلفه،‮ ‬فهو رجل‮ ‬يشهد له تاريخه بنظافة اليد ومواقفه الوطنية الراسخة التي‮ ‬ستشكل مداداً‮ ‬من العطاء لوزارة الداخلية بما‮ ‬يعزز من الأمن والأمان والاستقرار لوطننا الحبيب،‮ ‬متمنين له التوفيق والعون من رب العالمين‮.‬

مصر العروبة
جمهورية مصر العربية تاريخ من الحضارة ومنارة للعلم ومبعث للاعتزاز والفخر،‮ ‬لما لها من مكانة دولية واقليمية وعلاقات قامت على الاحترام المتبادل بينها وبين جميع الدول‮.‬
وما زاد من الأسى واللوعة ما آلت اليه الامور من احداث عندما قام الشباب بثورتهم للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفقر والغلاء الذي‮ ‬هو حق لا‮ ‬يمكن انكاره ولكن هذه المطالبة وجدها البعض فرصة ليعمم الفوضى التي‮ ‬تسببت باراقة الدماء وسقوط‮  ‬العديد من الجرحى من قبل بعض العناصر المأجورة لبعض المنتفعين،‮ ‬فمصر كانت ومازالت درع العروبة بمواقفها المشرفة مع جميع الدول العربية،‮ ‬وموقفها مع الحق الكويتي‮ ‬موقف مشرف لن ننساه طيلة الدهر،‮ ‬وعلاقة الرئيس السابق محمد حسني‮ ‬مبارك باخوانه امراء وملوك الخليج كانت قائمة على التقدير والاحترام،‮ ‬خاصة مع المغفور له الشيخ جابر رحمه الله واسكنه فسيح جناته وزادها حباً‮ ‬وترابطاً‮ ‬صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد،‮ ‬ونستذكر ما قام به من خدمة الشعب المصري‮ ‬طيلة ثلاثة عقود من الزمن عمل من اجلها الكثير وحقق لها نعمة الامن والاستقرار،‮ ‬الا ان ما قام به البعض من تعامل بطريقة‮ ‬غير حضارية بالاساءة لزعيم من زعماء الأمة ونسيان ما قدمه من تضحية وعمل وجهد خلال فترة رئاسته لهو‮ ‬يمثل النكران وعدم الاحترام‮.‬
سائلين العلي‮ ‬القدير ان‮ ‬يديم على مصر نعمة الأمن والأمان وان‮ ‬يغلب العقل على العاطفة لان لغة العقل هي‮ ‬الفيصل في‮ ‬عودة مصر وكما عهدناها واحة استقرار وامان،‮ ‬مصداقاً‮ ‬لقوله تعالى‮: »‬ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين‮«.‬

الكلمة الأخيرة
اتمنى من السادة كتاب الزوايا ان‮ ‬يراعوا ضمائرهم عند ردودهم على مقالات الآخرين،‮ ‬وألا‮ ‬يبالغوا في‮ ‬النقد ويكتبوا ما لا‮ ‬يقال،‮ ‬لان الامانة الصحافية توجب عليهم احترام عقل القارئ وتلزمهم ذلك،‮ ‬اما عن نفسي‮ ‬وما سبق ان طرحته من مواضيع في‮ ‬هذه الزاوية فهدفي‮ ‬فيه مصلحة بلدي‮ ‬كما هو العنوان الرئيسي‮ ‬للمقال الاسبوعي‮ »‬الوطن ثم المواطن‮«‬،‮ ‬فليس لي‮ ‬مصلحة مع الحكومة ولا توجد أي‮ ‬خصومات مع السادة النواب ولا خلافات مع الاخوة الكتاب،‮ ‬ومن البديهي‮ ‬ان‮ ‬يتعارض بعض ما اطالب به لمصلحة الكويت مع مصلحة المواطن،‮ ‬لأتلقى الردود من قلة من الزملاء بالتحريف والتشكيك وانتزاع العبارات من سياقها وبترها لتعطي‮ ‬معنى آخر‮ ‬غير المقصود،‮ ‬والمبالغة باضافات لم‮ ‬يتضمنها ذلك المقال كالحديث عن الضرب الذي‮ ‬لم‮ ‬يفهمه البعض كما اقصده،‮ ‬وغيره من المواضيع التي‮ ‬ترجمها الآخرون وفق تصورهم،‮ ‬علماً‮ ‬بان الرحمة والرأفة ومحبة الناس هي‮ ‬البذور التي‮ ‬زرعها في‮ ‬قلوبنا المغفور له امير القلوب،‮ ‬فالمعذرة على اي‮ ‬اساءة فهمها البعض من دون قصد مني‮ ‬من أي‮ ‬مقال تم نشره‮.‬
اما من‮ ‬يظن انه قد اساء لي،‮ ‬فأستعين بالصبر مردداً‮ ‬قول المولى عز شأنه‮: »‬ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور‮«‬،‮ ‬واتخذ من السماحة سبيلاً،‮ ‬كما قال الشاعر‮:‬
‮       ‬ايقنت ان من السماح شجاعة
وعلمت ان من السماحة جوداً‮      ‬
واختم مقالي‮ ‬الاخير بالشكر لمن تابع ومن عارض وانتقد،‮ ‬والشكر موصول للصحف التي‮ ‬فتحت صفحاتها لاحتل احدى زواياها لاكثر من اربع سنوات وهي‮ ‬وفق الحروف الابجدية‮ »‬الأنباء‮«‬،‮ »‬السياسة‮«‬،‮ »‬الشاهد‮«‬،‮»‬النهار‮« ‬و»الوطن‮«‬،‮ ‬متمنيا الصحة والعافية وطول العمر للجميع،‮ ‬وللكويت الاستقرار والأمن والأمان‮.‬
‮»‬رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً‮«.‬

 

الشاهد-مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك