مناور الراجحي يعقد مقارنة بين وزيري الداخلية الكويتي والمصري ؟!

أمن وقضايا

1102 مشاهدات 0


أرجوحة
 

الحمود والعادلي

 
كتب , د.مناور بيان الراجحي

 
 

 
شتان بين الوزيرين الحمود والعادلي، فالأول شعاره «أنا منكم وفيكم » اما الثاني فشعاره «يا فيها يا أخفيها». ان الدولة القانونية وقبلها الدولة المنظمة ومن قبلهما الدولة الناشئة تعتمد على عنصر مهم جداً وهو عنصر الأمن العادل، لذلك نرى الدول سابقة الذكر وما سوف يأتي في المستقبل تختار وزير الأمن أو ما يسمى في كثير من الدول بوزير الداخلية بعناية تامة، لأن ركائز الدولة وخططها التنموية ومستقبلها بين الدول يحددها محورها الأمني ليس على الصعيد الدولي فحسب بل حتى على الصعيد الانساني، فمنذ الخليقة تتوافد البشر على دول الأمن والأمان أكثر من دولة الزرع والأنهار، ولنا في كويتنا الحبيبة أسوة حسنة، فجميع من توافد على هذه الأرض الطيبة منذ مئات السنين حتى يومنا هذا يبحث عن الأمن والطمأنينة والعدل الذي هو أساس الحكم، كل ما سبق يعلمه الجميع وقد عايشه كبار السن أما نحن يا معشر الأربعينيات وما هو أقل من ذلك فخبرتنا في الحياة الأمنية قليلة باستثناء من عاش فترة الغزو الغاشم في الكويت.
ان الأمن احدى النعم التي تجحد، فقد قيل في الأمثال (نعمتان مجحودتان صحة في الأبدان وأمن في الأوطان) وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» رواه البخاري والترمذي، ومن هذا يعتبر الأمن ركيزة من ركائز العيش الكريم، ولقد عايشت الأيام الثلاثة الأولى من ثورة أبناء النيل وكيف كان فقدان الأمن يعادل فقدان الحياة.
ان ما قام به وزير الداخلية المصري حبيب العادلي بسحب الأمن من الشوارع المصرية واطلاق المساجين والموقوفين لعمل الفوضى هو اجرام في حق الانسانية جمعاء وليس الانسان المصري فقط. ان السرقات والهلع والخوف والحرائق وعدم الراحة والانشغال وغيرها كثير من الأمور التي تأثر فيها العالم جميعاً وهم يرون على شاشات التلفاز ويسمعون الاغاثة تلو الأخرى من أطفال ونساء وكبار السن والمثقفين والعلماء وهم في حالة لا يعلمها الا الله، ان الايام الثلاثة التي مرت علينا أنا والزميلان الدكتور حمد القحطاني والدكتور عبدالله الهاجري أعطتنا درساً له معان كثيرة قد نفهم بعضها الآن والبعض الآخر في المستقبل، انني في هذا المقام ومن خلال هذا المقال أحث نفسي وأحث غيري على العمل تجاه ضبط الأمن مهما خسرنا وسوف نخسر لأن الأمن هو ركيزة العيش الكريم.
إن العمل الاجرامي الذي قام به وزير الداخلية المصري السابق والذي يقابله العمل البطولي الذي قام به وزير الداخلية الكويتي يوضح لنا كيف يتعايش رئيس الأمن وكيف يفكر ويؤمن بعمله وأهميته، لقد أثبت الشيخ أحمد الحمود أنه فعلاً الرجل الحازم كما أطلق عليه في السابق (نظراً لجديته وصلابته في العمل) عندما تولى في المرحلة الحرجة التي مرت علينا بعد التحرير مباشرة وعلى مدى عامين وزارة الداخلية وبعدها وزارة الدفاع. ان ما قام به معالي وزير الداخلية بحضوره شخصيا لتفقد الأمن عند ندوة النائب الفاضل مبارك الوعلان لهو دليل على نية الحكومة العمل على التهدئة لأن هذه الأيام العصيبة التي تمر على عواصم الدول العربية لا تسمح للشارع الكويتي صاحب الديموقراطية الحقة ان يتأثر بها، أيضاً على الوزير الحمود ان ينظر لوزارته من الداخل وهنا أخص بعض القياديين الذين يعتبرون أنفسهم وأقاربهم وأصحابهم فوق القانون ولذلك نراهم متغطرسين ينكرون عيش الكرامة للآخرين، وأخيراً نبارك للرجل الحديدي ونقول له في المستقبل (رجل السلام –ورجل العدالة –ورجل القانون) ان شاء الله.
نختم بكلمات شاعر الأحداث عبدالله الردعان:
ثَوْرَةْ «شباب النيل» بالعقل تنْقاس
درسٍ يعلّم كل نفسٍ جهوله
ما يستريح الحر والحق ينْداس
زَلْزَلْ صروح الشّر والنّاس حوله

د. مناور بيان الراجحي 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك