عن مفاوضات عمر سليمان مع المعارضة، وليد الطبطبائي يتساءل: هل يعيد النظام المصري إنتاج نفسه؟

زاوية الكتاب

كتب 852 مشاهدات 0


ديوان العرب
 

هل يعيد النظام المصري إنتاج نفسه؟

 
كتب , د.وليد الطبطبائى
 

 

 

 
ما يسعى اليه اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري من مفاوضاته مع ممثلين عن المعارضة هو كسب الوقت وتحييد وسائل الاعلام الدولية وايهام الشباب الثائر بأن تحقيق مطالبهم بات قاب قوسين أو ادنى، وبعد أن يتحقق تمييع التحرك الشعبي – لا سمح الله – فان النظام لن يعدم وسيلة بل وسائل في سبيل الالتفاف على كل ما حدث، وحينئذ ستبدأ حملة ملاحقة وانتقام لا هوادة فيهما ضد كل من قاد التحرك وعلى رأسهم الاسلاميون.
النظام اذاً يسعى الى اعادة انتاج نفسه، وسواء تم ذلك باستمرار حسني مبارك في الرئاسة او بتولي شخص آخر من داخل النظام فهذا لا يهم، فبالنسبة للولايات المتحدة فان نظام مبارك يمثل ركناً اساسياً من سياستها الشرق اوسطية، هذه السياسة التي تجعل من أمن اسرائيل على رأس أولوياتها، وواشنطن تعتبر صيانة مصالحها – اي استمرار سيطرتها على السياسة الخارجية لهذا البلد - مسألة مصيرية، ومن يستمع الى الرئيس أوباما وهو يعطي التوجيهات لما ينبغي أن يكون وما لا ينبغي ان يحدث في مصر يظن أن أوباما شخصية سياسية مصرية لا زعيم دولة أجنبية.
لذا نرجو من الاخوة في قيادات المعارضة المصرية النظر الى المفاوضات مع عمر سليمان بحذر شديد فهو رئيس مخابرات النظام ولا يتمتع بأي قدر من الحياد يؤهله لشغل موقع القائد للمرحلة الانتقالية التي يتحدث عنها النظام وتتحدث عنها أمريكا، خصوصاً مع ما كشفته وثائق ويكيليكس من ان اسرائيل تعتبر سليمان مرشحها المفضل لخلافة حسني مبارك وانه يقوم باتصالات شبه يومية مع الاسرائيليين منذ عام 2008 عن طريق جهاز هاتف خاص.
ان شباب مصر المتجمعين في ميدان التحرير وباقي ميادين مصر هم رأسمال المعارضة الاصلاحية في مصر، وان تفريق هؤلاء الشباب عن الميادين واعادة السيطرة عليها هو هدف النظام الأول، فاذا لم تستطع المعارضة ان تضرب الحديد وهو ساخن وتحقق رحيل الرئيس مبارك واعوانه في وقت قريب فان قبضة النظام ستستعيد قوتها وستفقد المعارضة فرصتها التاريخية، واذا فشلت الثورة المصرية – لا سمح الله - فانه لن يكون فشلاً لمصر بل لكل الشعوب العربية.

الوزير الحمود

حقق الشيخ أحمد الحمود انطباعاً عاماً جيداً خلال قيادته وزارتي الداخلية والدفاع خلال التسعينيات، وهناك أمل الآن في أن يكرر ذلك الآن من خلال قيادة عملية اصلاح شاملة في وزارة الداخلية وبشكل خاص معالجة ملف التجاوزات على حقوق الانسان ومنع كل صور التعذيب والابعاد الاداري الظالم للوافدين، كما نأمل أن يضفي وجود الشيخ أحمد الحمود في مجلس الوزراء شيئاً من العقلانية والجدية في عمل الحكومة، ويبقى ان الداخلية هي ملف ضمن ملفات الاخفاق الحكومي الكبير، وان الاصلاح الحقيقي يتطلب تغييراً شاملاً في الحكومة وكذلك فلسفة ادارة الدولة، وهذا ما يتمناه الكويتيون في المرحلة المقبلة.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك