الطبطبائي يقود معركة كسر عظم ضد الوكيل ، لأنه لم يرضخ لابتزازه ومطالبه غير القانوينة وغير الدستورية..من مقالة على البغلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2007, 8:14 ص 434 مشاهدات 0
..واللي تبيه سوه!!
المحادثة المنشورة في صحيفة عالم اليوم (2007/11/27) التي جرت بين الأخ الفاضل وزير الصحة عبدالله الطويل ونائب كيفان وليد الطبطبائي ان صحت، ونظنها كذلك لمعرفتنا بجوهر شخصية عبدالله الطويل، فهي تعيد لنا الأمل في عودة الروح لأعضاء مجلس وزرائنا الموقر.. الذين شهدوا خلال العامين الماضيين - مجازر نيابية - غير مبررة بحقهم، ولم يكن ذلك لقوة حجة النواب الذين قادوا المعارك التأزيمية، فأغلب الطروحات كانت تنضح بالشخصانية والغوغائية، يكفي أن نصيب الأسد من تلك المعارك كان للنائب الصاخب (الطبطبائي)، الذي يقود معركة كسر عظم ضد أحد موظفي الدولة (وكيل وزارة الصحة)، لأنه لم يرضخ لابتزازه ومطالبه غير القانوينة وغير الدستورية.. الطبطبائي عندما قال للوزير بكل صلف واملاء، إما أن تقيل الوكيل وإما الاستجواب! أجابه الوزير بما يستحقه وبأن ذلك ليس من شغل النائب قولا واحدا، لتعارضه مع المادة 50 من الدستور التي تنص على 'فصل السلطات'، والتي يصر المذكور ومن لف لفه على دوسها في سيرتهم النيابية - الخالية من أي انجاز - مع أنها أهم أسس نظام الحكم الديموقراطي.. وهو أمر بحت أصواتنا بالقول انهم لا يؤمنون به وقد ركبوا مركب الديموقراطية الذي نكب بهم، لكي يسوسونا ويحكمونا بأفكار الغلو والتزمت وأفكار عفا عليها الزمن.
الطبطبائي في تراجعه - المهين - عن استقالته التي لوح بها لم يفاجئنا، فالمذكور، مثله مثل غيره، ومن سبقه من نواب السلف يعضون بالنواجذ على الكرسي 'اللي لازقين فيه بباتكس!'، وقد قلنا أنه لن يستقيل.. فمن سيتذكر النائب المذكور لو لم يكن نائبا، الطريف هو عريضة موقعة من مريديه وأعضاء من حزبه (بو نفرين) كما قال أحد قادة الحزب السلفي منذ ايام، في معرض انتقاده لانتهازية النائب المذكور.. تمثيلية الاستقالة والعودة منها تذكرنا باستقالة العملاق جمال عبدالناصر بعد هزيمة يونيو 1967، عندما خرجت له جميع فئات الشعب المصري مطالبة اياه بالرجوع عن التنحي، عبدالناصر تراجع عن استقالته، كما تراجع الطبطبائي لأن الكرسي عزيز ومكلف.
نرجع لحزم الوزير الطويل وعزمه ونقول له جزاك الله خيرا على عبارة 'اللي تبيه سوه' التي ختمت بها محادثتك مع النائب، وقد ذكرتنا هذه العبارة بأغنية سمرات شهيرة هي للفنان البحريني الشهير أحمد الجميري وعنوانها: تو النهار توه.. 'واللي تبيه سوه' يا طبطبائي انت واللي معاك!!
.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
***
هامش:
الأخ الفاضل جاسم العمر وكيل وزارة التربية شخص كفء وعلى خلق ودراية ومعرفة بدواخل وبواطن الوزارة، وله كل احترام وتقدير، ولكن تعذر تفاهم الوزيرة الصبيح معه، فطلبت احالته للتقاعد، وهذا من صميم حقها الاداري والقانوني والدستوري.. وبالتالي فان تدخل أعضاء مجلس الامة الفج بضرورة عدول الوزيرة عن قرارها، في مقابل مطالبة النائب الطبطبائي باقالة وكيل وزارة الصحة!! تلك التصرفات النيابية الجائرة المتضادة، تدخلنا في خانة قمة التأزيم السياسي غير الدستوري.. الله يستر من عواقبه، التي نتمنى ألا تعيد لنا هذه النوعية من النواب في الانتخابات القادمة بعد حل مجلس الامة الذي يسعى اليه اولئك النواب بكل جهودهم!!
علي أحمد البغلي
تعليقات