أحداث مصر: أين القمة الخليجية ؟
عربي و دوليفبراير 9, 2011, 10:55 م 3203 مشاهدات 0
لأن الحيرة مقيمة بيننا ،يرفع صانع القرار الخليجي يديه مبتهلا الى خالقه أن يحفظ مصر؛ ثم تستفزه قناة الجزيرة بدكتاتوريتها الخارجة عن حساباته. فتخرجه من باب الدعاء، إلى باب المفاوضات مع ربه في خشوع، طالبا ان يكون العوض حكومة تحفظ أمن واستقرار مصر إذا كان لابد من زوال الحالية !! ثم يتخندق صانع القرار الخليجي خلف فضيلة الصمت الذهبية، في الوقت الذي يدعوا فيه قادة خمس دول أوروبية بالانتقال السلمي للسلطة في مصر. وفي صدى دعوتهم يضيف الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا: إن مصر لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق وأن وقت التغيير حان .
ويشكل الاستدعاء الخاطئ لمبدأ عدم التدخل في شئون دولة أخرى معضلة حقيقة لصانع القرار الخليجي، ربما لفقدانه لمهارة المقاربة الذكية للاحداث،حيث ان مبدأ عدم التدخل ليست القراءة المحتملة الوحيدة للمشهد المصري. وإلا ما تفسيرهم للتدخلات السابق ذكرها ، ثم التدخل الايراني الجسور، الذي وإن كان لايملك مقدرة على صنع الحدث في ميدان التحرير إلا انه نجح في الايحاء لشعبه ولمن يدور في فلكه انهم يملكون القدرة على التأثير في كل مايجري في الدوائر الاقليمية المحيطة بهم ،لا خطابيا فحسب، بل عملياتيا، بعد فرار خلية تدين له بالتبعية من سجن وادي النطرون في عملية هروب استثنائية.
لو ركزنا على السياق الذي تتحرك ضمنه دول مجلس التعاون من خلال تصريحات المسئولين فيها، لوجدناها تمشي على خيط رفيع بين مبارك والمحتجين. فهل هذه السياسة هي خيارات الشعب الخليجي الوحيدة؟ الشعب الخليجي يطالب صانع القرار بالوضوح في الرؤية، بعيدا عن التلاعب بالمفاهيم ودبلوماسية الانكفاء . حيث أن بالامكان الاستئناس بما تم في الدوحة يوم 8 فبراير الجاري حين تضامن البرلمان العربي – ومعهم ممثلين من المجالس التشريعية الخليجية- مع الشعب المصري والتونسي. وبعد الاستئناس بقرارات البرلمان العربي،يمكن لصانع القرار الاحتماء بمجلس التعاون حتى لايعرض نفسه لملامة من ينتصر في القاهرة. حيث يمكن عقد قمة خليجية طارئة يتم على اثرها اصدار بيان خليجي موحد من قبل الامين العام نقول فيه بالتضامن مع من له المستقبل . وبحكم المنطق الداخلي والخارجي للأحداث سيصبح ميدان التحرير أكبر تجمع للبؤس البشري ، أو أكبر انجازات الكرامة البشرية .
تعليقات