فيصل الزامل يستغرب ان يتم انصاف حسن البنا من واشنطن على عكس إرهاب 'رأيه' في مصر وبعض الدول العربية ؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 8, 2011, 11:17 م 902 مشاهدات 0
حسن البنا
كتب: فيصل الزامل
حركة الاخوان المسلمين تنال اليوم عطفا شديدا من الشارع المصري بسبب حجم الضغط الذي تعرضت له لأكثر من نصف قرن، وعندما رأت واشنطن أن هذا هو موقف الشعب المصري الذي يعبر عنه في أية انتخابات نقابية أو سياسية يدخلونها رحبت بأن يشملهم الحوار السياسي الدائر الآن، هذه الحركة ترتكز على مفهوم عدم اقتصار دور الدين على المسجد وأن شعار (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) قد طرح في أوروبا على خلفية تجربة مختلفة إبان العصور المظلمة التي أعدم فيها العلماء..الخ، وقد لقيت دعوة الشيخ حسن البنا قبولا في مصر و72 دولة حسب دراسة نشرت مؤخرا، وقد رفعت صورة حسن البنا الأسبوع الماضي في اسطنبول في تظاهرة تضامن مع ما يجري في مصر، ما يشير الى أنه معروف خارج نطاق العالم العربي بشكل أفضل ربما من بعض البلاد العربية بسبب الحملة المعروفة، وهو شيء غريب أن يأتي إنصاف الرجل من واشنطن واسطنبول بينما تقبع حرية التعبير تجاهه تحت إرهاب الرأي في بلده وبعض الدول العربية.
الهدف من إعادة قراءة تجربة حسن البنا هو إنصافه حتى من التصرفات التي حدثت من قبل بعض أتباعه من بعده، وفرز فكره عن حركات لاحقة نسبت إليه بينما هو يدعو إلى أن «نعمل لتحقيق ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه» أين هذا من فكر التكفير الذي قيل إنه خرج من عباءته؟
وحدث أن وصل البنا الى قرية لإلقاء خطبة في مناسبة، وكان الباشا المسيطر على القرية رافضا السماح له بذلك وحرض أعوانه لمنعه فاحتشد أنصار البنا وأخذوه من محطة القطار الى موقع الحفل فطلب أن يأخذوه الى بيت الباشا، وعندما التقاه قال له «بيتك هو بوابة القرية، لو أنت مش حتسمح أرجع الآن لمحطة القطار» وخرج الاثنان الى موقع الحفل وتعانق الناس هناك وألقوا ما كانوا يحملون من أدوات العراك.
مثل هذا الفكر التوافقي مطلوب كونه الأرضية لبناء مجتمع قوي متعدد الاجتهادات والأديان والمذاهب، وقد ساحت في بلادنا أفكار الإقصاء والتهميش عقودا كثيرة، وآن الأوان لإفساح الدرب للفكر التوافقي الذي يستوعب الجميع، وأعتقد أن التجربة الحالية في مصر قد حسمت – عند الإسلاميين هناك – مسألة قبول الآخر كما هو وزودتهم تجارب السنين بخبرة عدم توظيف الشعار الديني ضد من يخالفك الرأي، وهو أكثر ما كان معارضو الحركة من الاتجاهات السياسية الأخرى يرفضون رؤيته في الساحة السياسية.
كلمة أخيرة:
زرت الشيخ حسن أيوب رحمه الله عندما جاء الى الكويت عام 1972 فقال لي ولصاحبي: «الكلام اللي حأقوله لكم مش مجاملة للكويت دي الحقيقة، أنا بعد ما خرجت من السجن في مصر ما كنتش أنام الليل بطوله، أصحى مرتين تلاتة وأنا مفزوع، ومراتي تهديني وتقول لي «انت في البيت يا حسن، خلاص نام»، وده من اللي كان بيحصل لنا في السجن، يصحونك في نص الليل، جري بالساحة بالظلمة، وضرب بالسياط زي البهايم ورش ميه باردة، كنا بنجري زي المجانين نخبط بالحيط وحاجات كثيرة، المهم لما جيت هنا عندكو، ابتديت أنام الليل بطوله».
تعليقات