لأن الرسالة وصلت والشعوب أدركوها.. وضحة المضف تتوقع تكرار ثورة تونس ومصر في مكانٍ ما

زاوية الكتاب

كتب 963 مشاهدات 0


البوعزيزي وخالد سعيد... أيقظتم الشعوب

 

أرجو المعذرة «فلن أستثني أحداً» فثورة شعب تونس ومصر سرقت الأضواء وبهرت العالم وأيقظت الشعوب، وأعطت درساً مستحقاً للأنظمة العربية، وجعلتنا نتجاوز مقولة «الشعوب لا تصنع الحدث أو لا تستطيع صناعة تاريخها»... فإرادة الشعوب تكره المزاح، والآن وفي هذا الوقت الشعوب لا تمزح بإطلاق سراح القهر المنتكس والمرتكس في أعماقها، الشعوب لا تمزح بإعلان تمردها فحجم الإهانة في ضمائرها مكعب ومتراكم بعد أن سئمت الانتظار وأتاها الفرج بإرادة الجبار، فإرادة الشعوب لا تقهر حين تثور، وأعراض حمي الانتفاضة قد استفحلت... أجل، فالثورة على الحيف والظلم فعل معد، والعدوى السياسية سرت، والرسالة وصلت والشعوب أدركوها... فهناك في مكانٍ ما من سيكرر المحاولة!
دعونا نقف ونتصارح على ضوء انتفاضة تونس... لا أحد راهن على عربة بقدونس تسقط نظام أعيته كل الحيل في قمع الناس كورقات الخريف. ولحقتها انتفاضة مصر التي ما زال يكتنفها الغموض بعد أن دست أميركا أنفها في الشأن المصري، وتبنت كالعادة نهجاً مزدوجاً خطيراً بتشجيع القيادة السياسية على الإصلاح وعلى الضفة الأخرى من «قبلة العشاق وملاذ الغلابة كوبري قصر النيل» تشجع الثوار على التخلص من الرئيس بإرادة الشعب المصري لكي تأتي لاحقاً كفرقة إنقاذ أميركية «دهاء قبيح عياناً بياناً»... وما زلنا نراهن على الإنتفاضة المصرية، وفي انتظار وصولها للاكتمال والمثالية بعد تبني مشروع حقيقي يستند على قرآننا العظيم يتحركون في ضوئه لنجعلها نموذجا يحتذى.
إن الانتفاضات غدت علامة فارقة، فحقبة من ليس له فزعه فدمه حلال «سننتصر لمحمد المطيري»، وحقبة القدرة على جلد ظهور البشر دون خطيئة «في غرف التحقيق الملعونة»، وحقبة الشطارة بالسحل والرمي بالسجون واتهام الرصيف «وتغريم د.عبيد الوسمي ثمن الكلمة»، وحقبة ديموقراطية التعتيم والتكميم «فعشاق الفيس بوك والتويتر لم يفتحوا صدورهم ويقفعوا الأكمام إلى الخلف ويتباطحوا بل رفعوا المادة 36 شعاراً»... كل هذه الحقب إلى زوال بحكمة أميرنا وقائد مسيرتنا ومن الوهم تصور غير ذلك.
إن كل ما نحتاجه في هذه المرحلة الصدق والحوار الجاد، فباب الحرية تُرك مشرعاً وبإمكان كل من يبحث عن الحرية والكرامة الدخول بيسر، ورسالة إلى كل من تسول له نفسه قمع حراكنا السياسي أو محاولة النيل منه... نقول افعلوا ما أنتم فاعلون فالحراك السياسي لم تأت به تيارات وقوى سياسية، بل أتى من إرادة شعب عظيم وبإصرار شباب واعد... حتى أصبح الحراك السياسي هويتنا ووجودنا وهواءنا الذي نتنفسه وبذرته الحرة المباركة نمت في قلب كل وطني حر وشريف... فلا نأكل حتى ندعو لحفظ هذا الحراك، ولا نختم صلاتنا حتى نتوسل الثبات لحراكنا، ولا ننام إلا ومطالبنا تشاركنا أحلامنا... وكفى لا تسرقوا حرية البشر فلا لذة للحياة بجوانبها كافة إلا بالحرية الشاملة، أقبل أن أضع القلم... فليس غرضي هنا التخويف، ولن أقول ارجعوا إلى التاريخ واقرأوا كيف كنست إرادة الشعوب أنظمة الفساد... بل انظروا لعبرة العربة التي تستحق أن تُروي للأجيال المقبلة.


وضحة أحمد جاسم المضف

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك