عن عودة 'الغنوشي' مؤسس 'الإخوان المسلمين' بتونس لبلده، يكتب مبارك الدويله: عودة فيها من العبرة والمعاني ما ينفع كل ذي قلب سليم.
زاوية الكتابكتب فبراير 2, 2011, 1:46 ص 208 مشاهدات 0
عودة الغنوشي
كتب مبارك فهد الدويله :
لنبتعد قليلاً عن أحداث مصر ونرجع الى تونس ـــ ملهمة الثوار ـــ لنرقب عودة راشد الغنوشي، مؤسس حركة الاخوان المسلمين فيها، والذي حكم عليه الطاغية بن علي بالاعدام لترؤسه حزباً دينياً في دولة ليس للدين فيها أي اعتبار، مما اضطره إلى السفر خلسة هارباً من بلاده الى بلاد اخرى عاش فيها عشرين عاماً ويزيد، وعينه على تونس ينتظر الفرج ويحدوه الأمل بأن الباطل مهما استشرى وطغى فلا بد ان يتغير ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للصبح ان يعود.
«وتلك الأيام نداولها بين الناس» صدق الله العظيم.
وتدور الأيام، وينفذ الله حكمته ويطرد الشعبُ الطاغيةَ شر طردة! ويهرب كما هرب الغنوشي خلسة، لكن الفرق ان الغنوشي وجد كل الدول تفتح له أبوابها، بينما بن علي لم يجد غير أرض الحرمين تستقبله لانها أرض الأمن والأمان.
ويعود الغنوشي بعد 21 عاماً، ويستقبله الآلاف استقبال الأبطال ولسانه يقول «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
عندما فتح المسلمون بلاد فارس وتهاوت مدنها واحدة تلو الأخرى، وجدوا فيها كنوز الأرض وخيراتها التي تركها الفرس غنيمة للمسلمين، وتقدم قائد المسلمين يؤم المسلمين في الصلاة، فقرأ قوله تعالى «كم تركوا من جنات ونعيم وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين». فبكى القائد وبكى المسلمون خلفه وهم يرون ارادة الله تعالى تتحقق على أرض الوقع «ولن تجد لسنة الله تبديلاً».
نعم، انها سنة الله في الأرض، مهما طغى الطاغية وتكبر، ونسي ان الله الذي يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء، وانه سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، عندما ينسى الحاكم هذه السنن الكونية ويعتمد على دعم اميركا له وحرص اسرائيل على بقائه، عندما يعتمد على اعلامه الفاسد الذي يشوه عمل الصالحين ويزين عمل المفسدين، عند ذلك ينفذ الله فيه امره «إن أخذه أليم شديد».
عودة الغنوشي فيها من العبرة والمعاني ما ينفع كل ذي قلب سليم.
***
لفتة كريمة
لو كل شعب يعاني من الظلم والقهر يثور على حكامه، أتوقع ما يبقى من دول بني يعرب إلا الخليج وأهله، الله يعزك يا كويت.
مبارك فهد الدويله
تعليقات