لماذا مازال المواطن غير مقتنع بالطرح الحكومي ومنزعجاً من التوجه النيابي ؟، تساؤل يطرحه أحمد المليفي

زاوية الكتاب

كتب 647 مشاهدات 0


مراقب
ترتيب الأولويات
أحمد المليفي  
    

 
رغم كل المدة التي مضت على إقرار خطة التنمية ورصد الأموال اللازمة لتنفيذها، وكل الاحاديث الدائرة عن تنفيذ برامجها. إلا أن الصراع مازال يدور حول قضايا قديمة مجددة. ومازال المواطن غير مقتنع بالطرح الحكومي ومنزعجاً من التوجه النيابي.

واضح أن كلا من الحكومة والمجلس فاقدون بوصلة التوجه واولويات الاهتمام. والا فإن مشروعا مثل خطة التنمية وبهذا الحجم من الطموحات والميزانيات كان يفترض أن يكون حديث الساعة واليوم والشهر والسنة، حديثا لا يعلو عليه حديث، فهو مشروع دولة ومستقبل وطن، ولكنه أصبح في طي النسيان إلا من تصريحات متفرقة على استحياء ومتناثرة على حسب الظروف وكأنها إبراء ذمة وليست أداء مهمة.

فليس من اولويات الخطة على الأقل في الوقت الحاضر التصريح عن توقيع عقود كبيرة بغض النظر عن حقيقة هذه العقود وارتباطها بخطة التنمية من عدمه، وليس التصريح عن عقد الاجتماعات واتخاذ القرارات رغم أهمية كل ذلك.

اعتقد أن من اولويات مشروع الخطة هو الإنسان الذي سوف يشارك في تنفيذها، وكيف سنحقق ذلك وهذا الإنسان مازال يشك في قدرة الحكومة على التنفيذ ؟ بل أحيانا يشك في صدق الحكومة في التنفيذ.

هناك اولويات متعلقة بحياة الإنسان اليومية ومتطلبات حياته المعيشية يجب أن يشعر بتحركها نحو التحسن والتطوير لكي تتحقق لديه القناعة بأن العجلة بدأت في التحرك، وان هناك من ألقى حجرا في بركة الماء الراكدة منذ أمد.

نعم قد تكون هذه المشاريع ليست كبيرة وأساسية في قضية التنمية ولكنها أساسية ومهمة في قضية تهيئة الإنسان وخلق شعور عام بالحركة تتبعها المشاركة.

ما نحتاج له اليوم ونحن مقبلون على اعيادنا الوطنية أن تكون هناك جلسات حقيقية حكومية - حكومية، وبرلمانية - برلمانية ولا يمنع بأن تكون برلمانية حكومية تكون فيها المصارحة والمكاشفة حول حقيقة الأمر وإعادة ترتيب الاولويات ولملمة كل الأوراق لنأتي بعد العطلة بروح جديدة في العمل والعطاء والتعاون بين السلطتين، تعاون يحقق الصالح العام بعيدا عن تهاون يؤدي في النهاية الى صدام، الخاسر الوحيد والنهائي فيه هو الوطن. 
 
 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك