عمر الطبطبائي لم يعد يحترم جميع الآراء بعد أن أصبح شعار الموالاة 'انبطاح إلى درجة الانشكاح'

زاوية الكتاب

كتب 1631 مشاهدات 0



كرامة تحت الأنقاض
 
 
«من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئاً فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر»... أفلاطون.
يكاد المرء يفقد صوابه وهو يستمع الى إحدى شرائح المجتمع الكويتي بقضية المرحوم محمد الميموني رحمه الله، أو قضية ضرب وإهانة المواطنين، وكأن ما يحدث هو أمر طبيعي وللحكومة حق التصرف المطلق حتى لو بالضرب والتعذيب!
في السابق كنت مؤمناً بمبدأ احترام جميع الآراء، خاصة تلك الآراء التي لا أتفق معها، لكني اليوم لا أستطيع احترام أي انسان يرتضي على نفسه ويبرر لبعض رجالات الداخلية بما قاموا به من تعذيب حتى القتل بحجج واهية سخيفة، إحداها عدم التقليل من هيبة «الشرطي»!
أي غباء ومنطق هذا الذي تنطلقون منه! فالهيبة للقانون وحده دون سواه، والهيبة تأتي من خلال تطبيق القوانين وليس وأدها، فقد فعلوا ما فعلوه باسمه فاستباحوا حرمتنا وضربوا الكويتيين وقتلوا محمد ظلماً على أيادي من يجب عليهم محاربة الظلم.
هذه الشريحة والتي تنطلق من مبدأ «هوية المقتول» لتحديد رأيها تعارض وبكل وقاحة كل من ينتقد الحكومة لسببين رئيسيين أولهما المصالح «الجشع»، وثانيهما أن المعارضة انتقلت حسب مفهومهم من الحضر إلى أبناء القبائل، وكأن لدى الأخير نشيدا وطنيا يختلف عن نشيدنا أو علما يختلف عن علم دولة الكويت! كما سمحت هذه الشريحة لنفسها أن تصور بأن أغلب أبناء القبائل يحتم عليهم الموالاة ولا شيء غيرها، لكنهم تجاهلوا إلى حد ما بأن حتى الموالاة انتقلت اليوم من بعض أفراد القبائل إلى بعض أفراد الحضر!
هذه الشريحة ما هي إلا شريحة الموالاة الجديدة والتي شعارها «انبطاح إلى درجة الانشكاح» حيث تنقسم إلى أقسام عدة، فهناك موالي الدينار، وهناك موالي الاسم أو المقام، وأخيراً موالي الكرسي، أو «الوصولي المتسلق»، وجميعهم مسحوا من ضمائرهم مفهوم الكرامة!
إن من تهون عليه نفسه مسح مفهوم الكرامة من ضميره واستبدالها بالدينار أو أي مصلحة أخرى حتماً سيمسح معها كرامة وطن بأكمله، فاخلعوا عبودية المصالح ولا تجردوا أنفسكم من كرامة صنعت تاريخ الوطن، انتفضوا لكراماتكم الإنسانية دون النظر لهوية الظالم والمظلوم فالحكومة التي لا قيمة للمواطن فيها لا تستحق البقاء برمتها.
نذكر هذه الشريحة والتي تنظر الى المواطن البسيط بأن لا قيمة له من برجهم العاجي الذي أساساته «وهم» وأعمدته «طبقية» على أن البشر ينظرون إليكم كذلك كحشرات صغيرة بعيدة وأنتم في أعلى هذا البرج، وبأن هناك بنتا كويتية تدعى «غلا» يتمت على أيديكم وأفكاركم المقرفة. أدرك تمام الإدراك بأن هناك من سيتهم هذا المقال على أنه تحريض على البعض، وهذا الاتهام عار عن الصحة، إنما كلماتي ما هي إلا الحقيقة التي قد لا تتقبلها فئة معينه، وعموماً هذا الاتهام لن يثنيني عن كتابه الحق أينما وجد... تحياتي لكل منتقد.
رسالة: نقول لكل من لديه طموح خوض انتخابات مجلس الأمة في الدائرة الثانية والثالثة، وهو حق مشروع، بأن لديك طريقين لا ثالث لهما، إما أن تكون قراراتك خالصة لقناعاتك وضميرك ووطنك وهذا هو الطريق الأول والأصعب، أو أن تسلك الدرب الأسهل وهو مسح كرامتك من قاموس ضميرك، والبحث عن بعض شرائح الموالاة حتى الانشكاح الذين ينفقون أموالهم على السهر لأنها أداة من أدوات رفاهيتهم، لأنهم لن يمانعوا بالانفاق عليك، وبأن تكون أنت الأداة السياسية غير المشروعة لهم!


عمر الطبطبائي

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك