مذكرات نادرة لحسن مطلك بعد عشرين عاماً من رحيله
منوعاتيناير 30, 2011, 10:49 ص 3099 مشاهدات 0
صدر حديثاً عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع كتاب 'حسن مطلك..العين إلى الداخل' ويعد الكتاب مجموعة من اليوميات والقصائد التي جاءت على هيئة كتابة حرة جمعها وأعدها للنشر الدكتور محسن الرملي.
ويعد هذا الكتاب ذي أهمية بالغة، حيث يكشف في أوراق ومذكرات ويوميات الروائي العراقي الراحل حسن مطلك ويقدمها للقارىء كما هي بأمانة شديدة كون الذي أعدها للنشر شقيقه الدكتور محسن الرملي بعد أكثر من عقدين على رحيل مطلك.
ويضعنا حسن مطلك تحت سطوة هذه الكتابة الحرة، واليوميات الدافئة التفاصيل بدءاً من سنة 1983 إلى عام 1989 وهو العام الذي اعتقل فيه.
حيث ينطلق حسن مطلك في تدوين تلك اليوميات مبيناً أفكاره ومشاهداته ومصادر ثقافته.
ويحتوي الكتاب الذي يقع في 141 صفحة من القطع المتوسط، في شقه الأول يوميات حسن مطلك بينما ينفرد الشق الثاني من الكتاب باثنين وعشرين نصاً شعرياً بلغة شعرية باذخة وعميقة قدم لها الدكتور محسن الرملي.
يقول مطلك في مذكراته المكتوبة في الرابع من يونيو عام 1983: ' انتهت دراستي الجامعية. جالسٌ في غرفتي، في قريتي، اقرأ وأستمع إلى الموسيقى. لقد عزمت على شيء.. وإني لأرتجف حتى في الكلام عنه: أن أكتب رواية.. يا للهول..!
روايتي الأولى ستكون كافية لقتلي أو إحيائي.. وإنني خائف أيما خوف!
إنني أستجمع قوتي للوثوب، للافتراس، للبدء في الكتابة.. يا له من عمل شاق...! أتهرب منه مثلما أشتاق إليه..' موغلاً في تلك العوالم، مشرعاً لقارىء هذه اليوميات نوافذ على تلك التفاصيل ملامساً تلك الروح، مدفوعاً للكتابة دون أن يدري سبب اشتغاله بالكتابة أمام احساسه بالعجز الكبير أمام الكتابة بوصفها 'كائناً خرافياً' كما جاء على لسانه في اليوميات.
وفي تقديمه للجزء الشعري من الكتاب ينقل الدكتور محسن الرملي عن حسن مطلك قوله: 'الشاعر: شخص كتب قصيدة عظيمة ثم أضاعها.'
ويضيف الرملي 'هذه جملة نصوص شعرية، مضاعة- ربما عن قصد- عثرنا عليها متناثرة بين ما تبقى من أوراقه ودفاتره، منها أوراق لا صلة لها بالأدب كدفتر بأسماء الدائنين أو دفتر لرسومات خرائط البيوت مثلاً.. وهي بذلك توحي لنا بأنها قد كانت دفقات إبداعية لمشاعر وأفكار وحالات انتابت حسن مطلك فاحتواها الشكل الشعري، في حينها.. على عجل؟!، وتُركت كمسودات خام، مكتوبة كيفما اتفق، منها ما لم يكتمل بعد، ومنها ما شُطب عليه، ومنها ما هو بلا عنوان أو تاريخ، كتبت بعضها بشكل القصائد والآخر بالصيغ النثرية...
ومنها ما فقد حتماً.. لكنها جميعاً قد كتبت لمرة واحدة فقط دون إعادة.. ولو كان هو بيننا الآن لرفض أن نجمعها ونهتم بها. كل ذلك لأن حسن مطلك لم يزعم يوماً بأنه شاعر.. مع أن المعروف عنه بأنه قارىء نهم وناقد ذواق للشعر ومالك لزمام لغة مدهشة.'
تعليقات