موقف الجيش المصري: رئيس الاركان رجل الامريكان
عربي و دولييناير 29, 2011, 4:19 م 8957 مشاهدات 0
رفض الرئيس المصري حسني مبارك تقديم استقالته حين أمر قوات ودبابات الجيش باخذ مواقعها في المدن لاخماد احتجاجات الشوارع ضد حكمه الذي استمر 30 عاما . ومبارك كرئيس للجمهورية هوالقائد الأعلى للقوات المسلحة البالغ عدد منتسبيها العاملين 450 ألف رجل . اما القائد العام للقوات المسلحة فهو المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان هو الفريق سامي حافظ عنان. وقد عاد الاخير فجرا اليوم من واشنطن محملا بثقل حروف سبع كلمات كررها له كل من في البيت الابيض وهي ' يتعيّن على القادة المصريين الاستجابة لتطلعات الشعب المصري.'
فكيف قرأت الولايات المتحدة ما يجري من خلال الابعاد الثلاثة للازمة وهي الجيش والشعب وحسني مبارك ؟
ترى واشنطن كما تقول مصادر غربية عدة إن هناك تفسيرين لما يحدث في مصر حاليا :
1. حرق الرئيس المصري حسني مبارك للبلد وما فيها، كما يفعل الطغاة دائما ،من جراء شعور باحتقار الجهة المناوئة لهم، وهم مجرد صبية تحركهم ايدي آثمة وسيعودون الى رشدهم بالسياسة او بالعنف .
2. تفضل واشنطن تفسير يقول بأن مايجري هو انقلاب تديره أصابع جنرالات الجيش المصري، وهذا لانقلاب الذي يتم داخل الثكنات ضد رفيق سلاح سابق له سمات عدة منها :
1. هو انقلاب مصمم لانقاذ النظام وليس انقاذ الرئيس المصري حسني مبارك الذي قبع في موقف يصعب الدفاع عنه.
2. كرفاق سلاح عينهم مبارك واكرمهم بالمناصب حين تقاعدهم ، لذا يتم دفع الرئيس للخروج من المشهد الساسي برفق ولين لاسباب منها :
(1) لن يخرج العنيد حسني مبارك بعد 30 عاما هاربا كما فعل الشاه وزين العابدين وجعفر نميري.
(2) تنحيته بالقوة تحت ضغط الشارع سيخلق سابقة قد تتكرر مع العسكر انفسهم .
(3) ستكون إزاحته مرتبة ومحكمة ، وقد يتم تكريمه بمنصب عميد العائلة المصرية ، او ما شابه ذلك .
رجل المرحلة القادمة هو من عاد حاملا توجيهات الولايات المتحدة ، ونقصد رئيس الأركان الفريق سامي حافظ عنان؛ الرجل الذي لايملك اعداء بل ولا اصدقاء ، حيث عاش في الظل منتظرا العام القادم ليتقاعد ويحصل على منصب مدني في شركة التصنيع الحربي .
أما مدى تحقق ما تريده واشنطن ليصل عنان الى السلطة فمرهون يظروف عدة، وتقول اصول الدراسات المستقبلية بالشرطية في تحقق الاستشراف ، حيث إن هناك مؤشرات ستحدد ماسيجري لاحقا :
1. إذا غصت الشوارع بمتظاهرين بنفس حجم وتفاعل غضب يوم الجمعة الماضي ولم يقم الجيش بقمعهم فهذا معناه الغاء الخطة ، وقد يؤدي لخروج السلطة من يدهم ، وبقاء مبارك ، او عدم استقرار قد يقود الى المجهول ؛ فسيناريو الجيش يقول بضرورة عدم مرور اكثر من اسبوع على مايجري .
2. إذا قدم رجال الجيش الكبار استقالاتهم خوفا من مصير ضباط شاه ايران 1979م ، فسيعني ذلك سقوط دعم العسكر للحكم القائم ثم انهياره.
3. إذا قام الجيش بضرب المتظاهرين وسحقهم فيدل ذلك على إن الخطة تسير كما هو مقرر لها، وسيظهر رجل الظل ورئيس الأركان الفريق سامي حافظ عنان ليلقي خطاب تنصيبه كحافظ للامن ومرتب للانتقال الى ديمقراطية لا نعرف شكلها حتى الان .
أما من يتسائل عن عدم اتساق موقف واشنطن مع ماتدعيه في خطابها الرسمي من الديمقراطية وتناوب السلطة، وغيره من مثاليات الغرب ، فعليه ان ينظر مليا الى الحلفاء الرئيسيين لها في جمهوريات الشرق الاوسط ليجد انها دعمت حكم العسكر في مصر وباكستان وتركيا لسنوت طويلة ، بل ان واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط وهي اسرائيل لايصل الى رئاسة حكومتها الا من يحتل منصب رئيس الاركان أولا .
تعليقات