الحكومة توهمنا على طريقة مسرحية 'على جناح التبريزي وتابعه قفة' بأن لديها خطة انمائية ستُنجَز في شهر يونيو المقبل..من مقال أحمد الديين
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2007, 7:44 ص 405 مشاهدات 0
خطة «علي جناح التبريزي»!
كتب أحمد الديين
للكاتب المسرحي المصري الراحل ألفريد فرج مسرحية شهيرة تحمل عنوان «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» سبق أن مُثِّلت في الكويت أواسط عقد السبعينيات من القرن العشرين، حيث لعب الممثلان القديران محمد المنصور وغانم الصالح دوري علي جناح التبريزي والتابع قفة، وشاركتهما في البطولة الفنانة الكبيرة سعاد عبداللّه... وتدور أحداث المسرحية حول قدرة التبريزي على إيهام الآخرين، بمَنْ فيهم تابعه قفة، بل يصل الأمر إلى إيهام نفسه أيضاً، بانتظاره وصول قافلة موعودة محمّلة بالسلع ليسدد ما عليه من ديون والتزامات!
ويبدو أنّ حكومتنا تتبع خطى علي جناح التبريزي بإيهامنا على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة الأخ فيصل الحجي في جلسة مجلس الأمة يوم الأربعاء الفائت أنّ الخطة الانمائية الموعودة ستُنجَز في شهر يونيو المقبل، بعدما كانت قد وعدتنا أكثر من مرة ولم تف بأيٍّ من وعودها تلك بأنها ستنجز الخطة المأمولة في مواعيد حددتها سابقاً، ولكنها مرت وانقضت ولم تُنجز الخطة الموعودة!
والآن، بافتراض أنّ الخطة الإنمائية الموعودة ستُنجَز في شهر يونيو مثلما يعدنا نائب رئيس مجلس الوزراء، فإنّه لم يوضح لنا ما إذا كان المقصود إنجاز الخطة التنموية طويلة المدى، مثلما يوجب ذلك القانون رقم 60 لسنة 1986 في شأن التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، أم أنّ المقصود هو مشروع الخطة الخمسية للتنمية؟!
فإذا كانت الخطة التنموية المقصودة هي الخطة طويلة المدى فيفترض أن يتم إعدادها وفق تصوّر أو رؤية استراتيجية متفق ومتوافق عليها لمستقبل الكويت ولخياراتها التنموية، ومثل هذه الرؤية الاستراتيجية غائبة ولم يسبق طرحها ولا الحوار حولها ولا التوافق عليها... أما إذا كان المقصود بالخطة الإنمائية الموعودة بأن تُنجَز في شهر يونيو في غالب الأمر هي الخطة الخمسية للتنمية، فمثل هذه الخطة الخمسية يجب وفقاً لأحكام قانون التخطيط أن تستند بالأساس إلى وجود خطة تنموية طويلة المدى لم يسبق وضعها!
ولا أحسب أنّ هناك حاجة لتكرار القول إنّ برنامج عمل الحكومة نفسه المحال إلى مجلس الأمة عن الفترة من 2007 إلى 2010 يقر من حيث المبدأ وبالنصّ الحرفي الكامل بحقيقة “انعدام الرؤية الاستراتيجية طويلة المدى لدولة الكويت”، ناهيك عن أنّ هذا البرنامج الحكومي قد جرى إعداده من دون أن يستند إلى خطة تنموية طويلة المدى أو خطة خمسية... وكذلك هي الحال مع المشروع الجديد للمخطط الهيكلي، الذي أُنجِز في غياب الخطة الإنمائية طويلة المدى والخمسية... وبعد هذا كله، في غياب الرؤية الاستراتيجية طويلة المدى، وانعدام وجود الخطة الإنمائية بعيدة المدى أو الخطة الخمسية للتنمية، وافتقاد أدنى درجات التنسيق بين برنامج عمل الحكومة والمخطط الهيكلي من جهة ومثل هذه الرؤية أو تلك الخطط الإنمائية من جهة أخرى... فلنا أن نتصوّر أي تخطيط مزعوم يجري الحديث عنه... وأي تنمية مدعاة يمكن أن نتوقعها ؟... وأي برنامج عمل حكومي يمكن تنفيذه؟... وأي مخطط هيكلي سيتم إقراره؟!
تعليقات