لتوليه مقاليد الحكم
محليات وبرلمانالذكرى الخامسة لأمير البلاد غدا السبت
يناير 28, 2011, 1:25 م 3297 مشاهدات 0
ضجت قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة يوم التاسع والعشرين من يناير 2006 بالتصفيق الحار لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عند دخوله القاعة التي شهدت جلسة خاصة ادى خلالها سموه اليمين الدستورية وفقا لنص المادة (60) من الدستور الكويتي الصادر في 11 نوفمبر 1962 وقد رد سموه التحية بالتلويح بيده لهم.
وبعد اداء القسم القى سموه أول كلمة له وعد فيها الشعب الكويتي بتحمل الامانة وتولي المسؤولية مؤكدا سموه العمل من اجل الكويت وشعبها داعيا الجميع الى العمل من اجل جعل الكويت دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والاخاء والمحبة ويتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات.
وشدد سموه على ضرورة المحافظة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير مؤكدا سموه ان القائد لا يمكنه ان ينجح الا بتعاون شعبه معه تعاونا حقيقيا داعيا سموه المواطنين الى ان يجعلوا مصلحة الوطن قبل مصلحتهم ويتجاهلوا منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع وان يحترموا القانون والنظام ويحرصوا على مصلحة الوطن وممتلكاته وانجازاته.
ويعد سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد منذ اكثر من 57 عاما واحدا من ابرز الشخصيات الكويتية حيث تربع على قمة الدبلوماسية الكويتية منذ نهاية شهر يناير عام 1963.
وتشهد سجلات الجمعية العامة للامم المتحدة بأن كلمة الكويت التي تنطق بسياستها ومواقفها ازاء القضايا الاقليمية والدولية كانت في معظم الاحوال من نصيب سموه.
ويبرز سموه من بين الرجال الذين ساهموا في صنع تاريخ وطنهم فهو بلا جدال رجل السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين على مستوى العالم للمدة الطويلة التي قضاها سموه وزيرا للخارجية وللخبرة المتميزة التي عرف بها بين أقرانه من الدبلوماسيين.
وكان سموه قد بدأ حياته السياسية الأولى وتمرسه في العمل العام في التاسع عشر من يوليو عام 1954 عندما أصدر الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح امرا اميريا بتعيينه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد اليها مهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط وفي فبراير عام 1959 تم تعيين سمو الشيخ صباح الأحمد رئيسا لدائرتي المطبوعات والشؤون الاجتماعية.
وحين قرر الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وضع دستور للكويت اصبح سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهد اليه مهمة وضع دستور دولة الكويت في بدايات عام 1962.
وعلى اثر تحول الدوائر الحكومية الى وزارات مسؤولة بموجب الدستور تولى سمو الشيخ صباح الاحمد العديد من الحقائب الوزارية كانت اولاها حقيبة وزارة الارشاد والانباء في عام 1962 ثم حقيبة وزارة الخارجية في عام 1963.
وبحكم صفته الوزارية اصبح سموه عضوا في مجلس الامة منذ تأسيس ذلك المجلس في عام 1963 حيث قدر له من خلال تلك السنوات الطويلة ان يعاصر تطور الحياة النيابية في الكويت وما تخللها من ازمات دستورية في بعض الاحيان.
وقبل ان يتولى سمو الشيخ صباح الاحمد هذه المناصب الحكومية على اختلافها كان قد بدأ العمل في بعض الانشطة الاجتماعية التي استطاع من خلالها اكتساب خبرات كانت مفيدة له عندما انتقل الى العمل الحكومي وكان من ابرز تلك الانشطة رعايته لنادي المعلمين ومشاركته اعضاء النادي في ندواتهم التي كانوا يقيمونها بين الفترة والاخرى وترأس سموه في شهر فبراير عام 1952 ندوة بعنوان (شؤون التعليم في الكويت) اقيمت في مقر النادي.
ومن الامور التي اعانت سموه على اكتساب الخبرة في المسائل السياسية رحلاته المتعددة ومنها ما كان بصحبة والده المغفور له باذن الله الشيخ احمد الجابر الحاكم العاشر للكويت عندما طاف بعدد من الدول واكتسب من ذلك دراية بالدول ومعرفة بالمسؤولين وعدد من الشخصيات البارزة من افراد شعوب تلك الدول كما اكتسب من والده مباشرة ما كان ذخيرة له في مستقبل حياته من سلوك الحكام وتقديرهم لكل الامور.
وعاصر سمو الشيخ صباح الاحمد سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح وسمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح - رحمهما الله - في جميع مراحل توليهما للمسؤولية في البلاد وكان سموه قد مثل سمو امير البلاد الراحل في الكثير من المؤتمرات والاجتماعات المحلية والاقليمية والدولية.
واستطاع سموه خلال هذه الفترة ابراز دور الكويت في المحافل الدولية وفي كل المجالات سواء الاقليمية والعربية أو الاسلامية والعالمية وكان سموه ومازال حريصا على مصلحة الكويت واعلاء كلمتها في هذه المحافل وكان بحق الحافظ للامانة والقادر على ادارة شؤون الحكم في البلاد.
كما مكنت الخبرة الكبيرة والمتعددة لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد لان يكون مرجعية عربية وعالمية يركن اليها ويوثق بحاستها وحساسيتها السياسية فكان موضع استشارة ووسيطا لحل ومعالجة الكثير من المشكلات التي واجهت وتواجه اقطارا عربية وغير عربية والتي كلل معظمها بالتوفيق والنجاح بعد حلحلة الموقف المأزوم واتاحة الفرصة امام التفاوض المباشر بعيدا عن التوتر والتشنج لطرفي او اطراف النزاع.
وكان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في الوزارة العاشرة في 16 فبراير عام 1978 حتى الوزارة الرابعة عشرة في 20 يونيو عام 1990 ثم اصبح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في الوزارة السادسة عشرة في 17 اكتوبر عام 1992 حتى الوزارة العشرين في 14 فبراير عام 2001.
وفي 13 يوليو عام 2003 اصدر سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد امرا اميريا بتعيين الشيخ صباح الاحمد رئيسا لمجلس الوزراء وكلفه بترشيح اعضاء الوزارة الجديدة التي اعلن عن تشكيلها في اليوم التالي.
كما عمل سموه وزيرا للارشاد والانباء في اول تشكيل وزاري في تاريخ الكويت في 17 يناير عام 1962 ثم وزيرا للمالية والنفط بالوكالة اضافة الى حقيبة وزارة الخارجية في 4 ديسمبر عام 1965 ثم وزيرا للاعلام بالوكالة في 2 فبراير عام 1971 ثم وزيرا للداخلية بالوكالة في 16 فبراير عام 1978 ثم وزيرا للاعلام بالوكالة في 4 مارس عام 1981.
ويؤكد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وهو الابن الرابع لامير البلاد الراحل الشيخ احمد الجابر الصباح في مناسبات عديدة انه تعود منذ صغره ان يقرأ كل ما يقع تحت يديه فهو يقرأ تقارير العمل والرسائل الموجهة وحتى المقالات الصحافية واكتسب هذه العادة مع الايام وعرف مدى اهميتها لان بعض الكلمات قد تحمل اكثر من معنى فمن الواجب الالمام بها حتى يكون القرار المتخذ سليما وعادلا.
واستطاع سموه وعلى اعلى مستوى ان يقوم بمهام رئيس مجلس الوزراء بالنيابة خلال فترة غياب سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله في الخارج اثناء محنة المرض.
وكان سمو الامير الشيخ صباح الاحمد يدرك منذ تسلمه مهام رئاسة الوزارة بالنيابة انه يكمل مسيرة سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله وهي مسيرة الكويت فكان سموه في مواجهته للاحداث سواء المحلية او العربية او العالمية يستلهم نفس الروح الكويتية التي تبتعد عن النظرة الضيقة وتغلب روح الاسرة الواحدة.
ويتصف سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بالصراحة واحاديثه التي لها وقع مؤثر في كل من يسمعه فهو دائما يتحدث من القلب الى القلب كما يتصف سموه بالبسمة المتفائلة الواثقة في خضم كل الازمات كما يمتلك حضورا سياسيا فاعلا في المحافل الدولية ورصيدا سياسيا كبيرا محليا وخليجيا وعربيا ودوليا.
وخلال تربع سموه على قمة الدبلوماسية الكويتية استطاع ان ينسق السياسة الخارجية للدولة ويدرس الشؤون المتعلقة بها ويسهر على علاقات الكويت مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية ورعاية مصالح الكويتيين وحمايتهم في الخارج وهذه الامور هي من صلب اعمال وزارة الخارجية.
وفي هذا الشأن كان لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بصمات واضحة حيث قام بجولات مكوكية لمختلف دول العالم مرسخا بذلك علاقة الكويت مع هذه الدول في جميع المجالات.
تعليقات