المثقفون العرب بحثوا في أسباب التعثر وآفاق الإنعتاق
منوعاتيناير 26, 2011, 12:31 م 690 مشاهدات 0
افتتح صباح أمس الثلاثاء أعمال ملتقى المثقفين العرب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي (17) والتي تستمر لمدة يومين للحوار حول تعطل مشروع النهضة العربية .
وقد افتتح الملتقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي بقوله أرحب بالجميع ضيوفنا من العرب والكويت من المثقفين والمفكرين المهمومين بشأن الأمة ونطرح في هذا الملتقى تقضى أسباب الانسداد الذي نعيشه يوميا، حروب أهلية وتخلف في كافة المجالات وانهيار في الداخل، وتقلص في سعة الأسواق ، وضيق المعيشة ولازال الفقراء والجهل والمرض هذا الطاعون يتحكم في مصير أمتنا العربية وأضاف بالقول تخلفنا عن الركب وبدأنا اللحاق لكن مسيرتنا لم تكن بنفس وتيرة الآخرين وسبقتنا أمم كثيرة كانت في عداد الأمم المتخلفة والفقيرة تعاني من الاستعمار والسيطرة الأجنبية وجمود في تراثها وحركتها الفكرية واستطاعت أن تتطور وتتقدم ومنها الدول الأسيوية.
وأشار إلى أن الأمة العربية الفتية العريقة ، تقف على اعتاب القرن 21 وقد تخلفت وفي أحسن الأحوال تقف في نفس المكان وقال هذه دعوة للمثقفين ومن يؤرقهم هذا السؤال نلتقي ونتحدث حول تعطل المشروع وهذه محاولة للحوار حول هذا الموضوع الكبير وما إذا كان هناك دور للمثقف يلعبة في هذا الشأن؟
وقال هل من المفيد استمرار اللقاءات هل هناك آليات للاستفادة من هذه النقاشات هل المطلوب نوع من الرصد لمدى تفوق الأمة ومدى أن يلعب المثقف دور
وأضاف حين قررنا اختيار هذا العنوان ، كان في الزهن أن هناك أزمة قائمة وقبل 40 سنة عقدت جمعية الخريجين ندوة بعنوان أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي وطرحوا تساؤلات كثيرة وما زال السؤال مطروح ونترك الإجابة لنقاشكم.
كلمة المشاركين
وبعد ذلك تحدث الدكتور الطيب تيزيني عن المشاركين في الملتقى بقوله لقائنا اليوم قد يؤسس لحالة جديدة في مرحلة جديدة قد نطلق عليها مصطلح الحطام العربي ، إنه حطام أسس له منذ عقود ولكن على عكس ما يعتقد البعض أن العرب غير مهيئين للتقدم التاريخي تاتي انتفاضة تونس لتؤكد ، غير ذلك وفتحت الدائرة وأضاف لقاء المثقفين العرب قد يأتي في حالة نادرة من تاريخينا في اعقاب الحدث الجليل الذي يمثل إجابة على أن العرب غير مهيئين للتقدم جاء ماحدث في تونس وبلاد أخرى وما سوف يأتي ليطرح سؤال لماذا أخفق المشروع النهضوي العربي التنموي ؟ سؤال كبير الإجابة تحتاج إلى لقاءات كثيرة من المثقفين العرب .
وختم بالقول أشكر الأخوة في الكويت وخاصة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن استضافتهم لهذا اللقاء الذي يضم نخبة من المفكرين الذين يحملون هذا الهم أنه لشيء جميل أن تتم هذه الحوارات وهي ممنوعة في بعض البلاد العربية هذا اللقاء استثنائي تتمنى أن يعاد في كل لحظة نستطيع أن نلتقي أحييكم وأحيي المداخلات التي سوف تقدم وتتطلع على حالة جديدة تخرج العرب من حطامامهم الذي يعيشون نعم العرب قادرون على الإنجاز لكن هناك شروط منها.
الحوار الديموقراطي العقلاني الذي يجد الابواب المفتوحة التي أغلقتها بعض النظم العربية الاستبدادية وختم بالقول باب التاريخ العربي قد بدأ في الإنفتاح وعلينا أن نتحرك في اتجاه سليم.
وكان الدكتور جمال حماد قد قدم الجلسة بقوله إن هذا الملتقى أيها الأحباب ملتقى المثقفين العرب يمثل فرصة ثمينة من أجل التبادل والوافق والتشاور والتحاور للنظر في أزمة نهضتنا العربية التي تؤثر بالتاكيد في تشكيل ثقافتنا وحضارتنا .
وناقش الملتقى مجموعة من الأورق التي تدور حول أسباب تعطل مشروع النهضة العربية .
وتواصلت أعمال ندوة ملتقى المثقفين العرب في جلسات صباحيةو مسائية عرضت فيها عدد من الاوراق، منها ورقة فرحان صالح تحت عنوان ' العصر وموقع العرب فيه' ويقول صالح في مقدمة ورقته لقد قطعت دروب التنوير مع الثقافة الإقطاعية تاريخياً، وهذا ما تظهره الدعوات الاستقلالية عن الأجنبي. إلا أن هذه الدعوات، لم تترافق مع أخرى مماثلة لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عربية داخلية، أي أنها لم تسعَ إلى القطع مع ثقافة الغرب المحتل. لذلك، فقد بقي نظام الإقطاع قائماً، خاصةً وأنه لم تتم إعادة النظر بالوضع التربوي ومناهجه، حيث أن التعليم يلعب دوراً محورياً في عملية تطوير المجتمعات لاتجاهاتٍ أكثر إنسانية وحضارية.
تؤدي المناهج التي نتكلم عنها، إلى القطع مع الثقافة التقليدية الموروثة، وإلى الانتقال إلى ثقافة مجتمعية مؤسساتية، أكاديمية وصناعية، تستند إلى تقنيات حديثة على صعيد الإنتاج الزراعي، وذلك بعد أن يتم اكتشاف المكان والسيطرة عليه،
ويختتم صالح ورقته بالتأكيد على ضرورة أن ندرك أن الانقسامات الطائفية والدينية، وكما تُمارَس اليوم، هي انقسامات سياسية، وأن ندرك أيضاً أن الأصل الثقافي للعرب ليس واحد، ولكن ليس للدين شأن في ذلك.
سؤال النهضة
ويرى الدكتور نادر كاظم أن سؤال النهضة سؤال بلغ حد الإنهاك، متسائلا هو الآخر هل بات دوام السؤال هو بحد ذاته أزمة، مشيرا إلى ان كثير من المفكرين تنبهوا إلى أن الأزمة تكمن في ضخامة السؤال وعمومية الأجوبة المقدمة عنه، وكان المطلوب في نظرهم هو تقديم أجوبة جزئية وصغيرة حتى تتحرك عجلة التقدم عندنا، لان التقدم يبدأ وربما ينتهي بخروجنا من البيت إلى العمل في الموعد المحدد وفي احترام أنظمة المرور والتقيد بأصول النظافة.
ويؤكد كاظم أننا نقف اليوم على مشارف لحظة استثنائية في تاريخنا الحديث ، الا انه ينبغي أن نكون أمناء لنقول أن أحوال العالم العربي لم تكن – طوال تاريخه الحديث- باهرة وأننا نعيش عصرا ذهبيا بكل المقاييس، إلا أن ما يميز الزمن العربي الحديث منذ قرن ونصف أن الفعل والخطاب والمزاج كان فيه متيقظا ومتفائلا الموجات الثلاث يجعلنا نقول أن حجم ما تحقق لا يقاس بحجم التضحيات المبذولة في سبيله، والأخطر من هذا أن الإحساس العام الذي بات يمتلك الكثيرين هو أن الأمور تبدو أكثر تعقيدا مما كنا نظن ، وان الإنهاك قد تملك الكثيرين، الأمر الذي زعزع روح الحماسة والشجاعة الجماعية في هذه المجتمعات، وحولها إلى حالة من الركود المصحوب بانزعاج من الواقع المعيشي الذي صار يزداد ضيقا مع موجة الغلاء وارتفاع الأسعار وبقلق على مستقبل صار بلا أفق وبلا وعد.
لمن تقرع الأجراس ؟
وتحت هذا العنوان يقول الدكتور فهمي جدعان ان الفضاء الخاص لما اجتمع على تسميته بالنهضة العربية على محور مكاني – زماني طرفه الأول على وجه التقريب رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي في النصف الاول من القرن التاسع عشر، وطرفه الثاني ما ينعت بالصحوة الإسلامية في الثلث الأخير من القرن العشرين ، أي ان سؤال النهضة ظل يتردد طيلة قرن ونصف، وهو لا يزال مستمرا، لكن الثمار كانت ولا تزال مرة.
وتابع : في الحقل الثقافي والفكري مازالت جدليات التنظير الضاربة في الأسس الأيدلوجية سيدة المشهد، ولا يخفي على احد انه لا احد يريد ان يسمع إلى احد، فالفهوم متضاربة وظاهر الغائيات متضادة، وخالص الحال ومحصلته أن أفعال الجميع تبدو غير مجدية وتشكو الإخفاق والإحباط ، الإسلاميين انحرفوا عن الإسلام والرحمة والعدل ، وابتدعوا منظورا سياسيا راديكاليا لدين الإسلام يقصي كل مخالف محليا وكونيا، ويتنكر لمبدا الاعتراف المتبادل ، والليبراليون لم تدرك ابصارهم من الواقع الاجتماعي والانساني الا مفهوما ضيقا للحرية ، واعتقدوا ان الاساس القاعدي لمتطلبات الخلاص وكثير من انحرف إلى الليبرالية الجديدة ، عدو الخير العام والعدالة وكل ما هو مجتمعي ، والعلمانيون استقر في عقولهم ونفوسهم – مثلما اعطوا الانطباع لخصومهم – ان العلمانية هي النقيض المطلق للدين -، اما القوميون فغفلوا عن معطيات أقدارهم الخاصة ونظروا الى الامة العربية والوطن العربي من علو، حتى بات المشهد الثقافي يشكو من غياب صريح لتضافر هذه القوى واجتماعها على ثلة المبادئ المشتركة الجديدة التي تضع الأسس لفعل تضافري تنويري وعملي وعقلاني شامل.
الهشاشة والشعوذة
وقدم الدكتور علي حرب ورقة مطولة تحت عنوان ' الهشاشة والشعوذة والزيف والجهل' تحدث فيها عن القوى الجديدة الصاعدة، ومفارقات الوضع العربي، ومسألة عبادة التراث والاصول القديمة ، والزيف الوجودي الذي يراه الوجه الاخرلعبادة الاصول فيما يعرف بالنرجسية الثقافية التي تجعلنا نسطو على المعارف التي ينتجها الغربيون.
وتحت عنوان الطفولة الحضارية يرى حرب انها تتجسد في الموقف العدائي من العولمة كما يفعل الكثيرين من الذين ينفون وقائع العصر والثورة التقنية والمعلوماتية التي فتحت إمكانات هائلة امام البشرللمعرفة والعمل والإدارة والتدبير، مشيرا إلى أن الثقافة العربية تعاني من الداء النخبوي الذي أنتج الإخفاق وآل أحيانا إلى الكوارث ولا عجب ان تكون المحصلة هي الفشل والتراجع.
التاريخ والحداثة
ويتساءل الطيب تيزيني لماذا أخفقت النهضة في العالم العربي ؟ وأمازال المشروع النهضوي هاهنا محتملا ؟ وهل ثمة دور للمثقفين العرب لتحقيق هذا المشروع المحتمل؟ وفي المحور التاريخي لورقته يقول : ثمة حالة تاريخية عربية لايمكن التغاضي عنها ، إذا ما حاولنا البحث في تلك الأسئلة الثلاثة ، أما الحالة المعنية فتتحدد في أن حديثاً عن نهضة عربية حديثة لم يكن محتملاً إلا في مرحلة تاريخية معينه تمثلت في بروز ثنائية كبرى قامت على نقطتين إثنتين ، أما الأول منهما فيقوم على أن العرب في العصر الحديث بدأو يواجهون ضرورة إعادة بناء مجتمعاتهم في ضوء التحرر من الاحتلال العثماني الذي ظل أربعمائة عام جاثما على صدورهم باسم حماية الإسلام وحمايتهم ، وكان هذا التحرر من أجل أن يكون فاعلآ ، كان لا بد أن يكون حقيقيا وشاملاً ، بمعنى أنه كان مشروطا بالانفصال عن هذه الإمبراطورية الإقطاعية العجوز من طرف ، وبمعنى أنه – كذلك – كان لابد أن يقترن بالتقدم التاريخي السياسي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي خصوصاً ، من طرف آخر ، وبصيغة أخرى ، كان موجوداً على بساط البحث أمام العرب ومع القرن الثامن عشر هدفان يؤسسان للنهوض العربي ، هما التحرر القومي والدخول في عالم التقدم والحداثة.
والمؤسسات الثقافية لا توجدإلا في سياق إقصاء قوى الاستبداد والتخلف وإذلال كل من يسعى إلى الدفاع عن الحرية والكرامة والكفاية المادية ، نعني القوى التي لخصـت كل مثقف ( ومواطن ) في ملف هو بالنسبة إليه بمثابة إدانة تحت الطلب .
عثرة النهضة
وتحت عنوان ' دور المثقف العربي في تجاوز عثرة النهضة العربية' يرى الكاتب حلمي سالم أن أسباب تعثر النهضة العربية تكمن في خمسة أسباب هي: الأول : هو الاستبداد السياسي ، المدني أو العسكري . ونعني الأنظمة السياسية التي وصلت إلى السلطة عبر انقلابات ( مدنية او عسكرية)، الثاني : هو الاستبداد باسم الدين ونعني أنظمة الحكم العربية التي تتبنى تأويلا ضيقا أو تفسيرا سلفيا للدين ، للسيطرة على الوطن والمواطنين، الثالث : هو التحالف ( القديم ، الحديث ،المستمر ) بين الاستبدادين ، الاستبداد السياسي والاستبداد باسم الدين ، حيث يتقوى هذا بذاك ويبقى ذاك بهذا، الرابع : هو تحالف السلطة والثروة ، وهو التحالف الذي تلعب فيه الثروة دور السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية ، فتزداد الهوة بين الفقر والغنى ، وتتركز الثروة في حفنه حاكمة اقتصاديا وسياسيا وقانونيا ، الخامس : تدني الوعي الجماهيري الشعبي ، وذلك نتيجة للأسباب السابقة ، في ظل غياب الطليعة الفكرية التي ضربها الاستبداد جميعا : بالسجن أو النفي أو التهميش أو الاحتواء أو التخوين أو التكفير ، مما يعوق هذه الطليعة عن المساهمة في الارتقاء بالوعي الشعبي الجماهيري.
الناشرون العرب
وتتحدثت الدكتورة آسيا موساي من الجزائر عن دور للناشرين العرب وتساءلت لماذا تعطل مشروع النهضة ؟، مؤكدة أن هذا سؤال تتعدد الإجابة عنه ولا يمكن لأية إجابة أن تدعي الحقيقة أو أن تعطي صورة واضحة لمجمل الأسباب التي عطلت مشروع النهضة كما بدأت بواكيره مع نهاية القرن التاسع العاشر، لا زلنا نراوح مكاننا ولا زال العقل العربي سجين دوغمائيات لم يستطع التخلص منها، وساهمت الصورة الضبابية لكثير من المثقفين العرب تجاه جل المفاهيم الحديثة في تكريس هذه الحلقة المفقودة
أطباء الحضارات
وتحدث هاشم صالح انه وجد حلا لمأزق تعثر النهضة العربية في ورقته تحت عنوان ' المثقف العربي والانسداد التاريخي ماالحل؟ماالعمل؟ما الطريق؟ من خلال ما اسماهم أطباء الحضارات أو المفكرون الكبار حيث يقول: سوف أكون متسرعا او مغرورا أكثر من اللزوم اذا ما قلت بأني توصلت الى حل نهائي للمأزق الرهيب الذي نتخبط فيه اليوم. ولكن بالمقابل سأكون متواضعا بشكل كاذب اذا قلت بأني لم أبصر بصيص نور في نهاية النفق المظلم بعد الاشتغال على الموضوع طيلة اكثر من ثلاثين سنة متواصلة في فرنسا. نعم انه انسداد خطير لم يسبق له مثيل في التاريخ اللهم الا انسداد الحالة الألمانية قبل ظهور لوثر،او الحالة الفرنسية قبل ظهور ديكارت وفلاسفة التنوير الآخرين..نحن نتخبط في ظلمة حالكة السواد ولا نكاد نرى شيئا أمامنا من شدة الضباب الكثيف الذي يكاد يسد الأفق ويمنع الرؤيا. نحن ضائعون حكاما ومحكومين.
دور المثقف
وعن دور المثقف اليوم و أسباب فشل النهضة العربية قدمت الدكتورة ناجية الوريمي ورقة أكدت فيها ان نهضتنا أو ما سمي نهضة لم يكن في الأصل سوى نسق سياسي وفكري وأيدلوجي غايته التحرر من المستعمر، وهذا مشروع تماما من الناحية التاريخية لكنه لا يمثل شروط التحديث الجذرية لا في بنية المجتمع ولا في بنية العقل العربي، فكانت علاقته بالحداثة علاقة انفصام، ولم يكن هناك أساس موحد بين جميع الأطراف والتوجهات في تمثل شروط النهضة، طرف رآها محصورة في العودة إلى السلف لاستمداد البدائل منه، فأقام بذلك حواجز تاريخية بينه وبين عصره، وطرف رآها في القطع مع السلف وتبني العلوم الغربية الحديثة ، فأقام حواجز بينه وبين تأصيل الحداثة والإبداع والإضافة الى الرصيد المعرفي والإنساني، وآخر رآها في نسخ نظريات وأيدلوجيات هي أجنبية وخاصة بسياقاتها التاريخية التي أنشأتها، وآخر رآها في انغلاق قومي ايديولوجي علاقته بالآخر هي علاقة تفاضلية عرقية حضارية.
الصحافة والمؤسسات الثقافية
وعن دور المؤسسات الثقافية اللبنانية تحدث فرحان صالح فقال لقد تبين لنا أن ما قدمته تلك الروابط الثقافية قد ساهم في خلق مناخات لحركة تقدم لبنانية، كان لدى النخب التي شاركت فيها رسالة لتنشئة وطنية، حاول أركانها التوفيق بين الاستقلال الوطني والانتماء العربي، وأعتقد الكثيرون من رموز هذه النخب أن عروبة لبنان لا تنفي عنه لبنانيته، ولا تتناقض مع صداقة الآخر غير العربي والتعاون معه، وقد شدتنا مقولة ابراهيم عبد العال، الذي قالها في الخمسينات (إن أكمل الأفعال جميعا هو فعل البناء) كما شدتنا أكثر الروحية الثقافية التي أتى بها جيل النهضة، وعلى رأسهم جبران خليل جبران .
الصحافة الثقافية
وتحدث الكاتب أحمد فرحات في ورقته عن دور الصحافة الثقافية في استئناف مشروع النهضة حيث يؤكد أن لمهمة الصفحات الثقافية قضية جليلة ومهمة جدا ، ألا وهي الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها من كل الهجمات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها وأولاها سيادة اللهجات التي تعمل على تكريسها عشرات الفضائيات العربية المتكاثرة كالفطر هنا وهناك . وكما يقال وهو صحيح جدا فإن الصحافة العربية أسهمت في المزيد من انتشار اللغة العربية وتخليها من حالات التخضرم وتقريبها من الشرائح القرائية كافة ، ومن هنا علينا تكريس ذلك ثم دعوة السياسيين لحماية اللغة العربية تماما كما يفعل الفرنسيون والألمان والإيطاليون فقد صدرت قوانين في تلكم البلدان تحمي اللغة الأم عندهم ومن يخالفها يتعرض للمسائلة والمحاكمة .
وشارك بتقديم بتقديم اوراق كل د.بشارة منسي ود.جورج كتورة ود. علي الزميع ود.محمد خوجه وشارك في التعقيب كل من احمد الديين وسامي النصف كما قدم د.عبد السلام السليمان ورقة بحثية وشارك في التعقيبات د. عبد الله الجسمي وشارك في الحورات في جلسة المساء كل من حسن ياغي وعبده وازن .
الجلسة الاخيرة المسائية شارك فيها كل من د.عبد المحسن جمال وخليل حيدر ود.ايمن بكر ود.المنصف الشنوفي ومصطفى عبد الله وسوسن الابطح وبشار شبارو .
وادار جلسات الملتقى الامين العام بدر الرفاعي وقدت صباح اليوم الاربعاءجلسة ختامية قدمت مجموعة من الاقترحات والتوصيات (البيان الختامي ) الذي اشتمل على مجمل الاراء التي تم تداولها خلال الندوة
تعليقات