مدافعا عن وجدي غنيم، محمد المليفي يكتب أن السلف فجروا بالخصومة وأحلوا الكذب والبهتان وكان اغلب دعاتهم يتغنجون ويتغزلون بصدام حسين

زاوية الكتاب

كتب 809 مشاهدات 0


في العمق

بل هي قضية ناجحة وبكل المقاييس يا من تنتسبون إلى السلفية!

محمد يوسف المليفي

الأحد, 25 - نوفمبر - 2007

عندما يأتيك واحد من عوام الناس، ويقول لك: لماذا تجهد نفسك في الدفاع عن عرض أخيك المسلم؟ يا أخي «خله» يحترق، ما دخلك به أنت؟ فإنك لا تستغرب ضحالة سؤاله ومستوى فهمه وسطحية تفكيره،لأنه في نهاية الأمر امرؤ جاهل وبسيط للغاية، لكن الطامة العظمى والبلية الكبرى هما عندما يأتيك من يتصدر توجيه الناس وينصحهم بـ «قال الله وقال رسوله» ثم يقول على ملأ من الناس : إن قضية الدفاع عن عرض أخ مسلم وحافظ للقرآن وداعية إلى الله هي قضية خاسرة وساقطة، ولا قيمة لها، فعندها يحق لك أن تكبر على منهجه الذي ينطلق منه أربعا، لأنه لا يتفوه بمثل هذا الكلام إلا من ارتضى الوطنية منهجا له، إذ إن ما يمس وطنه هو الفيصل عنده في الولاء والبراء، وليس ما يمس دين الله، فضلا عن الذات الإلهية المقدسة..!
أحد أولئك الذين يزعم بأنه يسير على منهج السلف الصالح..كتب قبل أيام مقالا لا يدل إلا على أنه يقتفي منهج الخلف الطالح، إذ كتب يقول زورا وبهتانا، بل وبكذب صريح للغاية: إن الشيخ وجدي غنيم قد اتهم الشعب الكويتي باللواط! نعم والله هكذا كتب، ولكم أن تتخيلوا يا معاشر القراء حجم هذه الفرية العظيمة التي تنزه أن يطلقها حتى أكثر الكتاب كرها للدعاة إلى الله..! والذي سمع الشريط الذي أخرجه «التراثيون» من تحت الأرض لا نصرة لله ولا لرسوله، بل نصرة للعبتهم السياسية، يقول الداعية وجدي غنيم في الشريط : ولقد سمعت أن هناك مظاهرة للجنس الثالث تطالب بحقوقهم في اللواط، هذا هو نص العبارة التي قالها الشيخ وجدي! ولكن لأن جموع المنتسبين لما يزعمونه سلفية قد بلغ بهم الفجور بالخصومة مبلغه ، فكان من أثر ذلك أن أحلوا لأنفسهم حتى الكذب والبهتان على من يخالفونه فكانت مثل هذه الفِرية العظيمة!
- بما أننا نتحدث عن منهج السلف الصالح، فإن إمام السلف الصالح كلهم وسيد الخلق جميعا يقول في الحديث الصحيح: «ومازال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا» ونحن نتساءل هل امتهان الكذب علانية على الدعاة هو من منهج السلف أيضا؟!
- المشكلة أن يعتب على من دافعوا عن أخيهم الداعية ووصفهم بالمحامين الخاسرين، بينما مارس الفشل، وبكل جدارة في دفاعه عن الشامتين بعرض أخيهم الداعية، وكأن الداعية قد مس المعصوم، ولكم أن تتلمسوا الفرق بين المحامين!
- اللافت إلى النظر في هذه القضية هو أنها لم تكشف عن المستوى الأخلاقي لبعض الذين يحسبون أنهم دعاة إلى السلفية، ولكنها كشفت عن حقيقة ما يزعمونه من أنهم أهل الاتباع والتوقف عند النص الشرعي.. فالنص الشرعي يقول «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ» بينما الواقع العملي لبعض دعاة السلفية هو: والمؤمنون والمؤمنات.. بعضهم أعداء بعض، يفضحون بعضهم، ويؤذون بعضهم، ويتصيدون على بعضهم، بل ويحرضون على بعضهم.. إلخ، صفاتهم الحميدة..! فنعم التزكية ونعم الاتباع .. والأهم من هذا كله هو أن التوحيد الخالص هي الذي يجمعهم، وليس الوطنية..!
معاشر السادة القراء
الشيخ الفاضل وجدي غنيم تحدث أيام الغزو العراقي، وقال إن «صدام حسين كافر بعثي، ولقد كنت أكفره، لأنه بعثي قبل أن يغزو الكويت.. فالبعث كله كفر، ثم أردف كلامه الشرعي بالقول: إنه مستعد للقتال من أجل إخراج البعث الكافر من الكويت» في حين ما نود أن ننبه إليه جموع العالمين أن جمعية إحياء التراث كان أغلب دعاتها يتغنجون ويتغزلون بأمجاد القائد والمجاهد الكبير صدام حسين قبل أن يغزو الكويت! بل وكان بعضهم يعادي حتى من يكفره، لأنه وفق سلفيتهم من الخوارج! وأما في ما يخص هجوم المنتسبين للسلفية على الداعية الفاضل نبيل العوضي، لأنه دافع عن أخيه وجدي، فذلك سنخصص له مقالا منفردا نبين فيه حجم الضياع الشرعي الذي أوقعوا أنفسهم فيه من أجل قضيتهم «الوطنية» الخاسرة!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك