معتبرا قبول استقالته خسارة للكويت وأجهزتها الأمنية .. محمد العوضي يثني على تاريخ خدمة كامل العوضي
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2011, 12:47 ص 1058 مشاهدات 0
الراى
محمد العوضي / خواطر قلم / كامل العوضي... المفترى عليه!
طوال سنوات كتابتي في (الراي) لم أتناول في مقالاتي أي شيء عن شخص أرتبط معه بصلة قرابة حتى لا تثار تساؤلات في أذهان البعض عن حياديتي ومصداقيتي تجاه ما أكتب في القضايا العامة، ولم أكتب مادحاً لأحد ممن أجتمع معه بصلة - وإن كان يستحق - ذلك احتراماً لعقل القارئ وإبعاد نفسي عن شبهة استغلال زاويتي لتحقيق مآرب لأهلي.
لكني اليوم أجد لزاماً على نفسي أن أكتب بإنصاف عن رجل لم يدخر وسعه يوما في احقاق الحق وتيسير أمور المراجعين - مواطنين ووافدين - مع حرصه الشديد على تطبيق القانون وحفظه للأمن.
كلنا يذكر كيف كانت إدارة هجرة حولي قبل أن يتسلمها العقيد كامل العوضي، سمعتها السيئة وفوضاها ذات الجذور المتأصلة، وكيف تحولت إلى قطعة فنية ليس فقط بالديكور والأثاث الداخلي والنظافة وتجميل الممرات، بل تحسين أداء العمل للموظفين والموظفات الذين كانوا يتفانون في خدمة المراجعين بمحبة وتقدير وانسانية، ثم يتم بعد ذلك اختياره لتنظيف وتصحيح مسيرة إدارة هجرة العاصمة التي كانت مرتعا للفوضى والمحسوبية وإضاعة أوقات المراجعين مواطنين ووافدين، ولقد كان له ما أراد وحولها من إدارة ينزعج من ذكرها الكثير إلى ما يشبه فندقا بخدمة (5) نجوم.
كامل العوضي الذي أتحدث عنه الآن هو ذاته كامل العوضي الذي كنت أراجعه في بعض المعاملات فيرفضها ولا يجاملني ولا يتودد إليّ سواء لصلة القرابة أو لكوني شخصية إعلامية وكان دائماً يقول يا محمد انت شيخ العوضية ولكن الكويت أهم وأولى... اسمح لي «معاملتك ما تمشي» ولا أستطيع تجاوز القانون.
ومنذ أن تسلم العميد كامل العوضي منصب مدير عام الادارة العامة للهجرة كلنا يلحظ كيف تغيرت إدارات الهجرة التابعة له إلى الأفضل كأداء وظيفي وكاحترام لحقوق الإنسان ولقد شهدت في بعض زياراتي له وجود سفراء من دول عدة في مكتبه خصوصا من دول شرق آسيوية، وهم يثنون عليه وعلى فكره الإداري وعقليته المتميزة في الحفاظ على حقوق المجتمع مواطنين ووافدين أرباب عمل أو خدم. ثم بعد ذلك يفاجأ المجتمع بحادثة الاعتداء على العميد كامل العوضي أثناء تأدية عمله داخل مكتبه وإصراره على تقديم شكوى ضد المعتدي حفاظا على هيبة رجال الأمن والقانون، والمفاجأة الأكبر أنه تمت احالته كمتهم في القضية إلى أن فصل القضاء بحكمه النهائي بإدانة المعتدي وتبرئة اللواء كامل العوضي. وكم كان مذهلاً ألا تقوم وزارة الداخلية بتنفيذ حكم القضاء والاكتفاء بتحويل مدة المحكومية بخدمة المجتمع... وأنا لا يعنيني الأمر هنا كون المتخاصمين لهما ما يريدان، ولكن الذي يعنيني كيف سيأمن رجال الأمن على أنفسهم وهم في أماكن خدمتهم العسكرية؟! فإذا كان قيادي كبير قدم خدمات أكثر من جليلة في عمله يجابه ويكافأ بهذا النكران العظيم وتنتهك كرامته ارضاء لعين فلان أو علان.
انني أعلم أن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد لا يرضيه أن يهان أحد من قادة المؤسسة العسكرية.
ان الكويت كلها تتساءل اليوم من الذي أمر باستبدال حكم المعتدي على اللواء كامل العوضي بخدمة المجتمع وبماذا سيخدم المعتدي على رجال الأمن مجتمعه المسكين بعد أن تجرأ على القانون وحماته.
ختاماً... نقول إن قبول استقالة كامل العوضي هي خسارة للكويت وأجهزتها الأمنية التي يمثلها، ونتمنى من وزير الداخلية رفض استقالته فإن مشوار الاصلاح أمامه طويل وهو يحتاج إلى أمثال اللواء كامل العوضي من المخلصين الصادقين ليكونوا له عوناً.
محمد العوضي
تعليقات