مشاري العدواني يعرض قصة سجين كان متعاط للحشيش حولته المباحث إلى تاجر ودفع من عمره 10 سنين في السجن، وسيخرج بعد أيام
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2011, 12:58 ص 2974 مشاهدات 0
عالم اليوم
تم النشر
دولة المباحث المستقلة!
كتب مشاري العدواني
قبل ساعات وردني اتصال غير عادي، من داخل السجن المركزي، لمواطن كويتي محكوم عليه بالمؤبد، قضى مدة الحكم كاملة وسيخرج بعد أيام قليلة من السجن، بالتحديد في فبراير بالعفو الأميري، بمناسبة الأعياد الوطنية، إليكم قصة هذا الرجل :
كان مدمنا لمادة الحشيش، وقبل عدة سنوات اقتحم بيته مجموعة من رجال المباحث الجنائية طبعا بدون احم ولا دستور... فكسروا الباب،ودخلوا عليه وضربوه مع زوجته الأجنبية، ووجدوا بحكم انه متعاط كمية بسيطة من الحشيش في بيته، وهنا بدأت رحلته في دهاليز التعذيب باسم استنطاق المتهمين، وبالفعل قطه حظه العاثر، بضابط مباحث، ضباط البعث بالعراق يطلعون أمامه كتاكيت!
فقال له بالبداية تريد الخروج من هذا العذاب، هات لي 50 كيلو حشيش! وعندما اقسم له بأنه متعاط، وبأنه بسبب ما رآه منه، سيتوب عن هذا الدرب، زاد في تعذيبه!
ولان زوجة الرجل أجنبية، وورائها سفارة غربية كبرى، قدمت شكاوى عن طريق الخارجية والداخلية في حق الضابط عما تعرضت له منه، وبالفعل ضيقت الوزارة على الضابط، والأخير رمى زوجها بالتهلكة، لأنهم فكروا بأنهم يشتكون ! فتم تلفيق قضية الاتجار بالمخدرات بجميع أركانها!
فحكم عليه بالمؤبد، وكان عند دخوله للسجن يبلغ من العمر 38 عاما والآن سيخرج من السجن وهو بال48 عاما، سيخرج بعد أن شطبت حياته بجرة قلم، وبعد أن دمر ماضيه وحاضره ومستقبله!
الرجل حتى هذه اللحظة معترف بأنه أجرم في حق نفسه قبل أن يجرم في حق عائلته بتعاطيه المخدرات، وكان سيتقبل الحكم عليه كمدمن، لكن أن يحاكم كتاجر مخدرات هذا هو الظلم باسم تطبيق القانون!
قصة هذا الرجل هي نموذج حي على الدولة الواقعة داخل دولة الكويت وهي «المباحث» هذا الرجل سجن، وشرب من الظلم حتى سكر... وباقي له أيام ويخرج، ولا يريد أي شيء من المجتمع، لكنه يريد إنقاذ بقية زملائه المظاليم، القابعين بالسجن المركزي، على يد دولة المباحث المستقلة!
إذا كنا فعلا دولة ديمقراطية، ودستورية، وتحترم الإنسان .... يجب فتح جميع ملفات المباحث ، ويجب تشكيل لجنة محايدة، أمينة، لمراجعة تلك الملفات، ويجب أن يكون هناك فرع بالسجن المركزي، لتلك اللجنة يستقبل شكاوى المظاليم،الذين دبت فيهم روح العدالة، من جديد... بعد أن صعدت روح محمد الميموني للسماء!
تعليقات