مسلم البراك برأى سعد العجمي رجل نقي السريرة، طيب القلب، متواضع، دمث الخلق، حلو المعشر، متواصل اجتماعياً، لم يطرح يوماً ما طرحاً طائفياً
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2011, 12:57 ص 2890 مشاهدات 0
الجريدة
مسلّم النهج... وليس مسلّم الشخص !
سعد العجمي
لماذا يحظى مسلّم البراك بكل هذه الشعبية الجارفة؟ ولماذا يكون دائماً محط اهتمام وسائل الإعلام ومطلباً لكل الصحافيين داخل المجلس وخارجه؟ ولماذا يتعرض دون سواه من النواب للهجوم والتجريح من قبل بعض الكتّاب؟ ولماذا يحرص أغلب منظمي الندوات والاعتصامات على حضور مسلّم؟ ولماذا يضعونه دائماً آخر المتحدثين؟ ولماذا يتميز البراك بالقدرة على الحصول على الوثائق والمستندات ومفاجأة الوزراء بها مثلما حدث في جلسة تشكيل لجنة التحقيق في مقتل محمد المطيري؟
صدقوني لو أطلقت العنان للتساؤلات حول مسلّم البراك لغصت هذه الزاوية بعلامات الاستفهام، ولربما زحفت على زوايا مقالات زملائي اليوم في هذه الصفحة، ولتوسطت كذلك بالزميل سعود العنزي لدى محمد الوشيحي وغانم النجار وحسن العيسى ليعيروني أملاكهم في الصفحة الأخيرة علّها تسع «اللماذات» التي سأدونها عن البراك.
رجل نقي السريرة، طيب القلب، متواضع، دمث الخلق، حلو المعشر، متواصل اجتماعياً، وغيرها الكثير الكثير من الصفات الشخصية التي يتمتع بها مسلّم البراك، لكنها لم تكن يوماً من الأيام سبباً رئيساً لدفاعنا عنه، لأن المزايا الشخصية تثار في الديوانيات والمجالس الخاصة لا في وسائل الإعلام.
مسلّم البراك بالنسبة لي «نهج» وليس شخصاً، فالدفاع عن الدستور، وحماية المال العام وأملاك الدولة، والحرص على المكتسبات الشعبية، ومتابعة أداء الوزراء، والمساهمة الفاعلة في التشريع، هي في نهاية الأمر نهج سياسي لا علاقة له بالشخوص، من هنا فإننا ندافع عن مدرسة سياسية نتعلم نحن وغيرنا منها، أي أننا في نهاية الأمر منحازون إلى مبادئ لا أشخاص.
منذ نجاحه في مجلس 96 لم يتغيب مسلم عن أي جلسة، رسمية كانت أم خاصة، وخشية من هامش النسيان فإن غاب فهي جلسة أو جلستان بعذر، وعلى من يشكك أن يطلب من الأمانة العامة سجلات الحضور والغياب... والرجل أيضا من أكثر النواب التزاماً بحضور اجتماعات اللجان التي يكون عضواً فيها، ولم يثر في حياته البرلمانية قضية إلا أثبتت لجان التحقيق صحتها رغم كثرة خصومة فيها، ولم يخاصمه أحد في ساحة القضاء إلا انتصرت له العدالة.
البراك ورغم أنه أكثر نائب في تاريخ الكويت- على ما أظن- حديثاً داخل القاعة وخارجها، سواء عبر التصريحات الصحفية أو المشاركة في الندوات، فإنه لم يطرح يوماً ما طرحاً طائفياً، أو فئوياً يضر بالوحدة الوطنية، وإن انتقد أو هاجم فهو يوجه كلامه إلى أشخاص وليس إلى عوائل أو طوائف أو شرائح اجتماعية.
كثير من القضايا والآراء السياسية التي طرحها البراك خالفتها الأغلبية من النواب والكتّاب في البداية، ودارت الأيام لتثبت الأحداث والتطورات صحة وجهة نظر مسلّم، ولعل أكثرها وضوحاً وقرباً زمنياً وجهة نظره في الحكومة الحالية، التي لم تمر سوى أيام قليلة على تشكيلها حتى حسم رأيه فيها، فيما احتاج آخرون أكثر من شهر وسنة واستجواب وكشف تعيين وترقيات، حتى يكتشفوا صحة كلامه، ونظرته الثاقبة.
ويتميز «أبو حمود» دون سواه من رموز العمل السياسي الذين عرفتهم الكويت، بميزة كأنها لم تخلق إلا له، تكمن في أن الأغلبية الساحقة من خصومه ومخالفيه في الرأي من الكتّاب والإعلاميين تحديداً يقولون خلف الكواليس عن مسلّم غير ما يقولونه في زواياهم أو برامجهم التلفزيونية، فعندما يلتقون به عن طريق المصادفة في المناسبات أو الدواوين تجدهم مبهورين به ولا يُحرَجون من إبداء إعجابهم به، بل إنهم يحرصون على أن يقولوا له ذلك شخصياً، وأن قناعتهم فيه تختلف عن كلامهم وكتاباتهم!
عموما سيبقى مسلّم البراك كشخص، تدور حوله الأحاديث وتنسج حوله الحكايات من الطرفين: «محبيه وخصومه»، لكن مسلّم النهج، مسلّم المبدأ، مسلّم القناعات، مسلّم الشجاعة، مسلّم الموقف، سيبقى ما بقي في الكويت انتخابات وبرلمان ومولاة ومعارضة، وسيظل مسلّم «النهج» لا «الشخص» سوطاً مسلطاً على ظهور كل من حاول الاعتداء على أموال الشعب ومكتسباته.
***
يقول الشيخ علي اليوسف حول خبر الزميلة «الراي» عن تعذيب أكاديمي ستيني، إن الرجل ليس أكاديمياً بل بائع سمك، وإن عمره 57 عاماً فقط، ولم يصل إلى الستين من العمر!.... الله أكبر... معنى كلام الشيخ أنه لا مانع من تعذيب «بائع السمك» فهو لم ينفِ صحة حادثة التعذيب بل نفى حصوله على الدرجة العلمية وبلوغه العقد السادس من العمر، وعلى قول إخواننا المصريين «ساب الحمار ومسك البردعة»!!
تعليقات