نظافة الإنسان
محليات وبرلمانمن سنن الفطرة، والإسلام جعلها مفتاحا للعبادة
يناير 21, 2011, 1:33 م 4196 مشاهدات 0
من أجمل الأخلاقيات التي أمرنا بها الإسلام وحرص على تطبيقها وأوصانا بها رسول الله الله صلى الله عليه وسلم هي النظافة والحرص عليها والاهتمام بالطهارة الشخصية والبدنية، ولقد جعل الإسلام النظافة أساسا ترتكز بها العبادة وجعلها مفتاحا للعبادة، فالصلاة لا تصح إلا بالوضوء والطهارة الجسمية والبدنية ونظافة المظهر الخارجي، وقرآءة القرآن وجميع العبادات التي نتقرب بها إلى الله سبحانه، كما انها مرتبطة بتطهير العقيده من الشوائب والشركيات والمعاصي والآثام والبدع الضالة، ولهذا جاءت دعوة الإسلام إلى تطهير الظاهر والباطن.
وجاءت اوامر الله للنبي صلى الله عليه وسلم بالطهارة حيث قال الله تعالى بسورة المدثر (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) وقال سبحانه وتعالى بسورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
كما أن حب التزين والتطيب من الإيمان، وأمر الإسلام بها وأوجبها على كل مسلم لقول الله تعالى بسورة الأعراف (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)، وقد قورنت النظافة بشطر الإيمان وقد حرص الإسلام عليها، فعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحانه الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم.
إن ما يلزم على الإنسان المسلم ان يهتم بمظهره الداخلي فمن باب أولى الاهتمام بالمظهر الخارجي، والاهتمام بالأبدان كالاستحمام والتنظيف وقد استحب الغسل غسلا كاملا لصلاة الجمعة وصلاة العيدين، كما هو الاغتسال للحج أو العمرة، وتقليم الأظافر وما دونها، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنن الفطرة، وهي نوع من أنواع الطهارة الشخصية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 'الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط' رواه البخاري.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بنظافة بدن المسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إذا استيقظ أحدكم فليفرغ على يده ثلاث مرات، قبل أن يدخل يده في إنائه، فإنه لا يدري فيم باتت يده' رواه مسلم، كما انه ارشد على طهارة الفم ونظافته، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم 'السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب' رواه البخاري.
وعلى الإنسان ان يحذر إهمال نظافته فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وأن يهتم بمظهره الخارجي كما هو الحال بالمظهر الداخلي، وفضلها عظيم، ففي صحيح مسلم: رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل).
كما اهتم الإسلام بنظافة المسكن والملبس والطرقات، لقوله سبحانه وتعالى بسورة البقرة (أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) كما انه جلا وعلا يحب المطهرين، لقوله سبحانه وتعالى بسورة التوبة (رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
ومن الآداب المستحبة في الطرقات هي إماطة الأذى عن الطريق فعن النبي صلى الله عليه (الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) رواه البخاري.
تعليقات