على المعارضة ان تقلع وتدها من ساحات التهييج.. وان تخلع نعليها امام باب قاعة عبدالله السالم وتبر بقسمها باحترام الدستور ـ مبارك صنيدح

زاوية الكتاب

كتب 957 مشاهدات 0



الوطن

بين ساحتي الصفاة ورياض الصلح

 
كتب , مبارك صنيدح
 

مع أهمية الحراك السياسي السلمي في النظام الديموقراطي وأنه عنصر من عناصر الديموقراطية.. لكني لست مع توريط الشارع السياسي دائماً في الخلافات السياسية التي نهايتها تحتكم الى المؤسسة الدستورية.. فلسنا في دولة قمعية ونظام دكتاتوري تسلطي بل في دولة ديموقراطية يشهد لها القاصي والداني.. ونحتكم لدستور 62 ودولة مؤسسات ونظام فصل السلطات.. ومجلس منتخب بإرادة شعبية حرة ولم يطعن احد في نزاهة الانتخابات.. وقضاء نزيه.. وبلد الحريات وحرية صحافة وقنوات فضائية ومدونات ليس لها حصر وليس عليها رقيب.
والأحداث الماضية على الرغم من فداحتها وجرمها لكنها شاذة ولايقاس عليها من خلال مسيرة نصف قرن من العهد الديموقراطي.. ولقد غرست المعارضة رايات الغضب في عيون الحكومة باستجواب أحداث الصليبيخات.. وكانت الرقيب على تجاوزات المباحث الجنائية وأحالت قيادييها الى النيابة العامة وتقديم وزير الداخلية استقالته.
وليس من باب المراوغة التي تعشم بالنسيان ولكن المعارضة خطفت الأبصار وزلزلت القلوب في الأحداث الأخيرة وقامت باستخدام أدواتها الدستورية.. ولكن على المعارضة ان تقلع وتدها من ساحات التهييج.. وان تخلع نعليها امام باب قاعة عبدالله السالم وتبر بقسمها باحترام الدستور الذي نص على ان الحكم في الديموقراطية للأغلبية في المؤسسة الدستورية وان كانت الأغلبية مختطفة.. وليس من سبيل الا من خلال الانتخابات القادمة ويقول الشعب الكويتي كلمته امام صناديق الاقتراع لمن خذله وغشى بصره وصم آذانه عن القفز على الدستور واهدار الكرامات.
وكما قيل الغضب يعمي ويصم والشيء اذا زاد عن حده انقلب ضده.. ونبتعد عن الفوضى الغالبة.. وتواصل المعارضة النيابية مسيرتها في مراقبة الأداء الحكومي باستخدام ادواتها الدستوية وتكون درعا حصينا لحقوق المواطنين ومكتسباتهم والذود عن كراماتهم.
فلا نريد ان نورث للأجيال القادمة عدم احترام المؤسسة الدستورية والانقلاب عليها واللجوء للشارع السياسي عندما لانحقق اهدافنا وعندما لاتكون الغالبية في صالحنا.. ونتحول من غير أن نشعر الى لبنان ثانية عندما رفضت قوى 8 آذار الأقلية حكم الأغلبية لقوى 14 آذار وأدخلت البلاد في نفق مظلم عجزت مبادرة (الدوحة) وملايينها لزعماء المعارضة ومبادرة (س–س) السعودية وسورية من انقاذه.. وتتحول ساحة الصفاة الى ساحة رياض الصلح.. خصوصا مع تشبيه البعض النظام التونسي بالنظام الكويتي..!!!
مبارك صنيدح 
 
 

تعليقات

اكتب تعليقك