تفاصيل تعذيب محمد الميمونى تجعل الطغاة ينتفضون هلعا ـ حنان الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 3496 مشاهدات 0



القبس

خارج الإطار 
من هم المؤزمون الآن؟ 

كتب حنان الهاجري : 

 
الحكومة لم تبت في استقالة وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد في اجتماعها الاسبوعي، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ينفي وجود نية لتعديل وزاري، والنواب أعدوا مواد استجواب الخالد ومحاوره، ومحمد الميموني تحت الثرى نتيجة لتعذيب خضع له من قبل 13 فردا من أفراد وزارة الداخلية، بعد أن تم كسر باب منزله واختطافه منه تمهيدا لنقله الى جاخور التعذيب، وتعريضه للشواية، وهي كما عرّفها القارئ «شعبي» على موقع جريدة الآن، بأنها «عبارة عن طريقة تعذيب تتمثل بتجريد المتهم من كل ملابسه، وتعليقه من رجليه ورشه بالماء البارد، وجلده بالهوز»، بالاضافة الى ضربه بالمطاعات «بشكل عادي»! وفق وصف الضابط «س.ر» المتهم بتعذيبه، والذي انهار وتأسف وطلب «السموحة». ومسجد الدولة الكبير طوّق من قبل القوات الخاصة، والعقيد شكري النجار يتمشى فيه بكامل زيه الرسمي، وهو الذي رفع عليه مجموعة من نواب الامة والدكتور عبيد الوسمي قضايا بتهمة الاعتداء واساءة استعمال السلطة في أحداث الصليبخات، وكل هذا يخولنا أن نسأل الآن عن المؤزم الحقيقي في البلد، هل هم النواب الذين عادة ما تكون تصريحاتهم وقراراتهم عبارة عن ردود أفعال للأداء الحكومي، أم هي الحكومة التي باتت تستفز مشاعر الشعب، وتفشل في قراءة الشارع بعد أن أصيبت بمرض «الدسلكسيا» أو بطء التعلم؟
السؤال الاكثر استحقاقا هو لمصلحة من يتم استفزاز المواطنين بهذا الشكل، ولماذا؟ الوضع العام ينذر بأن الحكومة تنتظر - بل تحاول أن تصنع - ردود افعال أقوى من التجمع والتنديد بالظلم والتعذيب في الساحات العامة، والأمر يتجاوز أن يكون رفضاً للاستقالة عندا في مسلم البراك او غيره من النواب. وان كان بعض النواب والكتّاب قد تخصصوا في الدفاع عن الحكومة، وكل ما يصدر عنها - ولو كان المغدور الميموني قطة تمر في الشارع أمامهم لما عذرناهم لقبولهم تعذيبها «بالشواية» كما فُعل بهذا الابن والأخ والأب والمواطن أولا وأخيرا - فالأحرى بهم الآن ألاّ يستنكروا فقط ما حدث لهذا الرجل، بعد أن أظهرت التحقيقات المنشورة تفاصيل تجعل الطغاة ينتفضون هلعا، بل أن يساهموا في توصيل رسالة التذمر والسخط التي بات صوتها يرتفع شيئا فشيئا، علهم يساهمون في تخفيف حدة الاحتقان قبل أن يتطور لما هو أخطر.

د.حنان الهاجري

تعليقات

اكتب تعليقك