الراشد يعتب على الدعيج لاتهامه 'بالعجاف' ويحذر نواب المعارضة
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2011, 11 ص 6962 مشاهدات 0
كتب النائب علي الراشد مقالا اليوم يحذر فيه النواب من المعارضة لأنه يعتبر عبث بمصير الكويت، ويعتب على الكاتب عبداللطيف الدعيج لأنه اعتبر موقفه المؤيد للحكومة دوما على أنه 'عجاف' للحكومة. رأينا ب أنه مقال اليوم:
لنتصدَّ للعبث بمصير الكويت!
قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «لو كان الفقر رجلا لقتلته»..
وقال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: «عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه».
هاتان المقولتان، بقدر ما تشهدان على أن الفقر مؤلم وموجع للأمم والشعوب، فإنهما تشهدان ضمنا على وجوب عدم إنكار هذه الشعوب التي لا تعاني الفقر، ولا يعاني الناس فيها ـ أو بعضهم ـ عدم وجود قوت يومهم، النعم التي ينعمون بها وإدراك مغزى المشيئة الإلهية التي باعدت بينهم وبين الفقر، فالذي لاشك فيه أن إنكار نعم الله هو خطيئة الخطايا، ولاشك عندي أيضاً في أن شيئاً من هذا يحدث عندنا في الكويت اليوم، فنحن نعيش أجواء غريبة، كلها بطر وتمرد على نعم الله علينا، مع أن أحدا ممن يساهمون في وجود هذه الأجواء لم يتعرض لجوع أو بلغ منه الفقر بأي حال من الأحوال! بل على العكس تماماً، هؤلاء يعيشون في أسعد حال، وينعمون بترف لا حدود له، وخلافاً لكل تعاليم الدين الحنيف، ينعمون ولا يشكرون!
يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعدّ نعمه وأن نحصيها، وإذا فعلنا ذلك في بلدنا فسنجد الكثير، لولا هذا الكفر بالنعمة، ولنا في رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسوة حسنة، فقد كان يبتهل الى الله دائما ويرفع يديه بالدعاء قائلا: «اللهم اني أعوذ بك من الكفر والفقر»، في ربط واضح بين الفقر والكفر!
هذا الذي يحدث في بلدنا ليس عملاً سياسياً أو برلمانيا، هذا بصراحة كفر صريح بنعم الله، هذا الوطن الذي كان آمنا وادعا غنيا، انظروا اليه الآن، الى ماذا تحوّل في غيبة الايمان الصحيح والضمير الحي والعقل الواعي، تحوّل في نظر البعض الى وطن ينتظر ثورة على غرار الانتفاضة التونسية.. تطيح بـ«نظامنا الدكتاتوري القمعي، الذي يمتلئ بالمعارضين، ويزج بالآلاف في السجون، ويقصف اقلام ورقاب أصحاب الرأي والفكر، ويصادر الإعلام والحريات ويرهب الجميع»!
هذه هي الكويت في رأيهم، ولا ندري كيف جرؤ البعض على طرح مثل هذه التشبيهات الفاسدة، وهل هناك ما هو أكثر من ذلك كفراً!
وهل هناك ترف سياسي أكثر من هذا الترف، الذي حتماً يقود أهله الى الهاوية دون إدراك لعواقبه ودون وعي لتداعيات مثل هذه التشبيهات الفاسدة على عقول الشباب والأجيال الجديدة، التي مازال عقلها ووعيها يتشكلان!
كيف تجرؤون على مغالطة الواقع، كيف سمحتم لأنفسكم بتوجيه طعنات كهذه لبلدكم الجميل، الذي اشتهر بنصرة الفقراء ومساعدة المحرومين وتقديم العون للمحتاجين؟!
كيف تنكرتم لأجواء الديموقراطية والحرية التي نعيشها، والمكفولة بحكم الدستور والقانون، وارتضاها الحاكم والمحكوم؟! كيف نسيتم ان ما يجمعنا هو ميراث الآباء والأجداد، وأرض طيبة مباركة، ودستور ارتضيناه، بعد ان وضعناه بالتوافق مع حكامنا، وفق خصوصية تحفظ اعرافنا وتقاليدنا، واستمد من المجتمعات الديموقراطية ما يناسب تجربتنا؟! فكيف ولماذا نقوم اليوم وبأيدينا القضاء على مكتسباتنا؟! ونحن لدينا برلمان منتخب وديموقراطية مشهود لهما، وصحافة حرة، لماذا نستدعي تجارب خارجية مرفوضة ولا علاقة لها بنا، ونحاول أن نسقطها على تجربتنا! ونحن نعلم أن لا وجه للمقارنة بينهما أبداً؟! لماذا تريدون ان نخسر كل شيء، دون ان تدركوا انكم ستكونون اول من يعض اصابع الندم، لأنكم تفرطون في استقرار الوطن، وستعطون لأعداء الديموقراطية الفرصة والحق في الانقضاض على مكتسباتنا؟!
فيا اخواني: لا نريد أن نضيع وطننا وديموقراطيتنا بأيدينا وعلينا جميعاً مسؤولية ـ نواباً ونخباً سياسية واعلاميين وجمعيات نفع عام ومنظمات المجتمع المدني وكل فئات الشعب ـ التصدي لهذا العبث بمصير الكويت.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
***
عتب..
أعتب على الكاتب عبداللطيف الدعيج لما ورد بحقي في مقاله الذي كتبه تعقيباً على تهنئتي لسمو رئيس الوزراء بنيله الثقة، وأقول له: أنا أقدّرك يا «بوراكان» وأقدر نقدك لي، لأنه دائما يحمل وجهة نظر دون المساس بشخصي، ولكن أن تنعت تصريحي «بالعجاف» فهو ما لا أقبله منك، رغم أنني أتقبل انتقادات أخرى أقوى من ذلك، واتهامات لعلها تصل الى حد الطعن في ذمتي من أناس آخرين، وقبولي لها يكون من باب: «إذا جاءتك مذمتي من ناقص!».
ولكن أنت تعني لي شيئاً مختلفاً، لمصداقيتك في الطرح منذ سنوات حتى لو اختلفنا في الرأي! لذا يبقى الود ما بقي العتاب.
النائب علي الراشد
يذكر أن الكاتب عباللطيف الدعيج كتب الأسبوع الماضي مقالا يتهم فيه الراشد 'بالعجاف' للحكومة جاء فيها:
أمين سر مجلس الامة النائب علي الراشد «طايح له» تصريحات وتمجيد للحكومة بشكل اكثر من سمج. يوم امس زودها شوي، وصور الاصوات المحدودة التي حصل عليها الشيخ ناصر على انها «تعكس التقدير الذي يحظى به صاحب السمو وولي عهده». يا علي ترى كلهم خمسة وعشرون من اصل ثمانية واربعين صوتاً، يعني هبابهم خمسون في المائة. اقحام صاحب السمو وولي العهد في النزاعات السياسية يضر ولا ينفع، وليس عدلا في حق حضرة صاحب السمو الادعاء بان خمسة وعشرين صوتا في مجلس الامة هي كل ما يستحق. ليس لائقا وليس دستوريا اصلا يا حضرة القاضي ان تستفتي الناس في حضرة صاحب السمو وولي عهده او في النظام الكويتي. فكل هذا محسوم دستوريا وليس بحاجة لا لشهادة خمسة وعشرين ولا حتى مجمل اعضاء مجلس الامة، فالامير وولي العهد في الكويت محميان ومصونان دستوريا، وليس هناك قوة على وجه الارض تملك عزلهما او حجب الثقة عنهما طالما يتمتعان بالقدرة على ممارسة صلاحياتهما الدستورية.. فخل العجاف يا بو فيصل او روح تدرب عليه كم اسبوع.
تعليقات