قلم عمر الطبطبائي يؤكد له أن خيار استقالة الحكومة وبناء البلد ماهي إلا أحلام اليقظة!

زاوية الكتاب

كتب 940 مشاهدات 0


نعم يا قلمي


بادئ ذي بدء، نبارك لسمو رئيس مجلس الوزراء تخطي كتاب عدم التعاون بفارق بسيط جدا وبغض النظر عن طريقة او نوعية النواب الذين دعموه، الا اننا نؤمن في الدستور ويجب علينا احترام الديموقراطية ونتائجها.
نعم يا قلمي تخطى سموه جلسه كتاب عدم التعاون، ولكن هذا لا يعني انه تخطى أيضا رغبة الشارع الكويتي، ولعل حضور تجمهر ساحة الصفاة، كان خير دليل حيث انتفضوا الآلاف لكرامة الأمة التي سلبت بتاريخ 2010/12/8!
أعلم بأن حال حبرك يا قلمي متألم حقا من رؤية حكومات أغلب دول العالم الراقية والمتطورة، التي تستقيل من تلقاء نفسها اذا أدركت بان وجودها غير مرحب به من الشعب، وحتى الوزراء أيضا في هذه الدول يقوموا بتقديم استقالتهم عندما تهان كرامات الانسان انتفاضة للمبادئ السامية، ولماذا الذهاب الى تلك الدول يا قلمي ولدينا خير مثال وهو وزير الاعلام الكويتي السابق الفاضل الدكتور أنس الرشيد، الذي قدم مصلحة الوطن ومبادئه على أي شيء آخر سنه 2006 احتجاجا على عدم تطبيق الدوائر الخمس، وبسبب لجنة تنقيح الدستور آنذك.
كلي يقين يا قلمي بأنك تود ان تخط للتاريخ كل تعديات واخفاقات هذه الحكومة، من انتشار لغة الفساد في جميع وزارات ومؤسسات الدولة وضرب الوحدة الوطنية، من خلال رعاية بعض قنوات الفساد وغيرهما من الاخفاقات التي تكفل باحراجها واستقالتها وكلي يقين كذلك، بأنك تود أن تكتب رسالة الى هذه الحكومة تشرح فيها ما جاء في المذكرة التفسيرية لدستور دولة الكويت، والتي تشير الى تخوف طغيان ضمانات السلطة التنفيذية على «شعبية الحكم»، وان «بحث موضوع عدم الثقة أو عدم التعاون، كفيل باحراجه والدفع به الى الاستقالة، اذا ما استند هذا التجريح الى حقائق دامغة وأسباب قوية تردد أصداؤها في الرأي العام»، وأعتقد بأن الضرب والاهانة... حقيقة دامغة وسبب قوي يدفع الحكومة الى الاستقالة، اذاً استقالة الحكومة يا قلمي هو الخيار الدستوري، وهو الخيار الافضل لاسترجاع كرامة الناس ولكن لا حياة لمن تنادي.
اما الخيار الثاني والطبيعي يا قلمي، هو الخيار الذي تتمناه وهو طوي الحكومة صفحات الاستجواب، وجلسة كتاب عدم التعاون والمضي في طريق التنمية والتركيز على بناء البلد من خلال تقديم المشاريع والقوانين، ولا عذر لهذه الحكومة حيث ثبتت للجميع بأنها تملك أغلبية مجلس الأمة، الأغلبية على تمرير أي مشروع قانون لصالح البلد، الأغلبية التي يمكنها- اي الحكومة- بنظرة عين واحدة تجعل كل مواليها ان يرفعوا أيديهم للتصويت، حتى دون سماع أو قراءة هذه المشاريع ولكن هل ستفعل ذلك؟
ثم ومن دون أي مقدمات صرخ علي القلم بأعلى صوته قائلا: وهل تعرفني أكثر من نفسي؟
فأجبته: نعم أيها القلم المشاغب، اعرفك أكثر مما يجري في وريدك من حبر، فأنت قلق على مستقبل أجيال هذا الوطن الجميل.
فقاطعني مرة أخرى بغضب شديد وقال: لو كنت تعرفني معرفة اليقين لما تكلمت عن خيار الاستقالة وخيار بناء البلد، فالمعطيات تشير الى عكس ما تفضلت به، ربما تتكلم من منظور المنطق لكني اخاطبك يا عمر من منظور الواقع!
هذه هي الحقيقة والأيام وحدها بيننا لتشهد على صدق قولي، وحدسي أما ما تفضلت به ما هو الا أحلام اليقظة!


عمر الطبطبائي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك