أين ذهب مهرجان القرين الثقافي؟ ومن سرقه؟ ـ سعدية مفرح تسأل

زاوية الكتاب

كتب 843 مشاهدات 0


القبس

أسفار 
من سرق مهرجان القرين الثقافي؟ 

كتب سعدية مفرح : 

 
أين ذهب مهرجان القرين الثقافي؟
كيف ذاب هكذا.. وكأنه فص ملح في مياه الخليج؟
كيف تلاشت هذه الحالة الثقافية سنة بعد سنة، وذهبت ريحها الابداعية في كل فج عميق من دون ان تعود وهجاً كما كانت تفعل في سنواتها الاولى؟
من المسؤول عن ذلك التردي الثقافي الذي تمر به الكويت والذي يمكن النظر الى حالة مهرجان القرين الثقافي المزرية في الوقت الراهن لتكون صورته ومثاله؟
كيف يمكن تفسير غياب الحالة، وانهزام الروح، مع بقاء الشعارات الثقافية الموروثة تجتر ذاتها، وتستعيد صورتها القديمة بمجرد الكلام من دون أي تجديد أو تنمية؟
وبمناسبة «التنمية».. ما هي حصة الثقافة تحديدا من عرس التنمية المزمع إقامته خلال السنوات القليلة المقبلة والذي بدأ الاستعداد له، كما نتمنى فعلا، منذ الآن؟
*** *** ***
كان الوطن يلملم أشتات روحه المبعثرة تحت وطأة الغدر وفرحة التحرير، عندما قرر القائمون على الحالة الثقافية في بداية التسعينات من الالفية المنصرمة أن يواصلوا المشروع الثقافي الكويتي المستمر منذ ما قبل الاستقلال، بفكرة إبداعية جديدة وقابلة للتمدد والاستمرار والتأثير في من حولها جغرافيا وانسانيا. فكان للكويت مهرجانها الثقافي الذي توقع له الجميع ان يكون المهرجان الثقافي العربي الأول على مستوى الحدث والحالة والتحقق والطموح، على الرغم مما سبقه من مهرجانات أنفقت عليها الدول المجاورة اضعاف ما قدر للمهرجان الكويتي الوليد من أموال.
لكن هامش الحرية الواسع بالنسبة للحالة الكويتية عزز التوقع، ورسخته الفعاليات التي بدأ بها المهرجان نشاطه في سنواته الاولى، ليس على مستوى العناوين التي طرحت آنذاك وحسب، بل أيضا على مستوى الاسماء التي شاركت والفعاليات التي أقيمت والروح التي سرت في أعطاف الجدول على أكثر من صعيد، في إطار خطة متجددة ينفذها مثقفون حقيقيون ومؤمنون بالثقافة ودورها في تنمية الكويت وتكريس وجودها الحضاري تحديدا، خاصة انها كانت تمر في منعطف طرق جديدة تشابكت على ارض العولمة الجديدة.
لم يكن للكويت آنذاك كي تستمر في الطريق غير الاستمرار في خياراتها الثقافية الموروثة بآليات جديدة.
*** *** ***
ثم ماذا؟
ما الذي حدث لتنقلب الحالة على نفسها ويتلاشى المهرجان الاول ليصير الاخير.. قبل أن يختفي أو يكاد؟
*** *** ***
بعد سنوات قليلة على نشأة مهرجان القرين، حدث ان تغيرت الاسماء المشرفة على الحالة الثقافية، وتغيرت معها الاهداف، وقبلها السياسات، وبعدها الطموحات.. فانحرفت البوصلة، وصار المهرجان في سنواته الأخيرة عبئا سنويا يقرر فعاليته، في الوقت الضائع غالبا ومن دون خطة دائما، شخص واحد تقريبا، ومن منزله، فيوزع الدعوات على من يريد ويشتهي من قلة المثقفين العرب وكثرة من أشباههم وانصافهم والمدعين منهم، من دون أي تصور لما يمكن ان يقوم به هؤلاء أو أولئك غالبا. حتى كثرت شكوى الكثيرين من المثقفين العرب ممن يزورون الكويت في إطار ذلك المهرجان من دون ان يعلموا لماذا هم مدعوون أصلا.. حيث يجدون انفسهم جالسين في الفنادق يأكلون ويشربون.. بلا ثقافة ولا مهرجان.. ودعهم يحزنون!
والغريب ان القائمين على هذا المهرجان او المجلس الوطني للثقافة كله، يفرحون بكل ذلك الغثاء في أغلبه فيوثقونه في نشرات صحفية تصدر مليئة بالاخطاء المطبعية ومليئة ايضا بصور المسؤولين الثقافيين في الوقت نفسه، وفي العدد الاخير من هذه النشرة المكونة من 16 صفحة، وهو الموجود بين يدي الآن هناك 17 صورة فقط لا غير للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب السيد بدر الرفاعي شخصيا، أي ان صور الرفاعي اكثر من عدد الصفحات نفسها.
فأي «صورة» ثقافية يمكن أن يعكسها مهرجان القرين في هذه الحالة الأنانية المتضخمة؟ وأي كلام بعد يمكن أن نقوله ونكتبه لنصف الحالة المزرية التي وصلت اليها صورة واحدة من صور الحالة الثقافية الراهنة في الكويت، وهي مهرجان القرين الثقافي؟
الكلام الذي يمكن أن يقال كثير ومر.. ومضحك أيضا.. ولكنه ضحك كالبكاء!

سعدية مفرح

تعليقات

اكتب تعليقك