بعد سقوط طاغية. جيل الشباب سيأخذ بزمام المبادرة بعد سقوط كثير من الرموز السياسية والدينية أمامهم في مستنقع السلاطين والحكام برأى د. الخنة

زاوية الكتاب

كتب 530 مشاهدات 0



الوطن

سقوط طاغية

 
كتب , د.فهد صالح الخنـة
 

شهراً كاملاً ونظام الرئيس التونسي المخلوع بن علي يقتل المواطنين العزل بالرصاص الحي، شهراً كاملاً والاعلام ينقل مأساة الشعب التونسي الأبي الذي ثار على جلاديه، سكتت أوروبا وأمريكا ثم بعد شعورهم بقوة الثورة وقرب حصدها ثمار التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب التونسي الحر صرخت الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية وبعد انتصار الثورة باركت أمريكا للشعب ونسيت حليفها وكان موقف فرنسا المخزي المشين بدعم نظام بن علي بتصريحات تؤكد فيها انه من أفضل الأنظمة في المغرب العربي بحقوق المرأة ومستوى المعيشة، تتحدث فرنسا عن مستوى التنمية وشرارة الثورة كانت بسبب القهر والفقر والجوع، عندما شب محمد بو عزيزي النار بجسده رحمه الله وعفا عنه (الانتحار حرام شرعاً) يائساً من أوضاعه المعيشية بعد مصادرة عربة يبيع عليها الخضار ليسد بها رمقه وأمه المسكينة وعائلته، وبعدها شبت النار في النظام الظالم القمعي المستبد وقدمت تونس شهداء نحسبهم عند الله حتى تتحرر من نظام الاستبداد والدكتاتورية بعدها فقط صرحت فرنسا دولة التطرف اليميني أنها تحترم إرادة الشعب التونسي ورفضت استقبال الطاغية بن علي وطردت أسرته من أراضيها ونظمت لقاء يجمع ساركوزي اليميني المتطرف وأركان حكمه لترتيب أوضاع تونس حتى لا يصل للحكم الا من هو موال لها، وفي خضم هذه الأحداث وجسامة التضحيات التي قدمها الشعب التونسي وقتل الأبرياء لم تنطق دولة عربية واحدة ولا زعيم بأي كلمة تستنكر ظلم الطاغية بن علي للشعب التونسي ورفضهم قتل المدنيين العزل بالرصاص الحي وبعد سقوطه وهروبه بدأت التصريحات على استحياء والحزن يخيم عليهم لأنهم يخافون من الشعوب ويرون انتصار ارادة الأمة على آلة قمع الطغاة خطراً يتهدد عروشهم الخاوية، ان الأمة تمر بمرحلة مخاض خطيرة قد تطول ولكنها باذن الله ستكون لمصلحة الأمة وارادتها وكرامتها وحريتها وجيل الشباب سيأخذ بزمام المبادرة بعد سقوط كثير من الرموز السياسية والدينية أمامهم في مستنقع السلاطين والحكام، ان الجيل الجديد سيأخذ حقه ان عاجلاً أو آجلاً باذن الله وما لم تبادر الحكومات العربية الى اعطاء الشعوب حقها في العيش الكريم والحرية والعدالة والمساواة فان رياح التغيير آتية لا محالة والتي نأمل ان تكون سلمية وعلنية حتى نضمن نتائجها لمصلحة الأمة ان شاء الله وحتى لا تسرق جهود الأمة من أصحاب المصالح والأجندات السرية والتنظيمات السرية فتبدل دكتاتورا بآخر.
والله المستعان

د.فهد صالح الخنه 

تعليقات

اكتب تعليقك