يبدو أن شعوبنا أعجمية اللسان حتى يحتاج حاكم عربي إلى 23 عاما حتى يفهم شعبه!!.. د. وليد الطبطبائي
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2011, 12:54 ص 1228 مشاهدات 0
الوطن
احتاج 23 عاماً حتى يفهم شعبه!!
كتب , د.وليد الطبطبائى
في خطابه الأخير الى الشعب التونسي يوم الخميس الماضي تحدث الرئيس الهارب زين العابدين بن علي الى مواطنيه الذين اجتاحت مظاهراتهم المدن وكنست كل اجهزة الامن وتجاوزت كل حواجز القمع والتخويف فقال: «أنا فهمتكم»! سبحان الله، ضابط مخابرات صار رئيساً ويدير بلاده بالقبضة الحديدية ويملك جيشاً من عشرات آلاف من المخبرين والجواسيس ويصرف نصف ميزانية الحكومة على ذلك وهو يحتاج الى 23 عاماً من الحكم المطلق حتى يفهم شعبه!.
هل شعوبنا اعجمية اللسان حتى لا يفهمها زعماء العالم العربي؟ أم أن اللغة التي يفهمها بعض الزعماء هي القوة فقط ومالم يرفع الشعب قبضته ويفتح صدره للرصاص فان آذان الزعيم صماء عن سماع وفهم ما تقوله الشعوب؟
وسبحان الله مرة اخرى، فلو قيل قبل شهر فقط أن شعباً عربياً سيثور ويطيح بطاغيته لما ظن احد قط ان هذا البلد هو تونس، فلطالما قيل عن الأخوة التوانسة انهم شعب خانع لا يرفع رأساً لكنهم حين هبوا هبوا كالاعصار الذي لا يوقفه شيء، ولو قيل قبل اسابيع فقط ان نظاماً بلويسياً عربياً سيهوى قريباً لما ذهب الظن قط الى النظام التونسي، كيف وبن علي هو عراب الضبط البوليسي واستاذ فن السيطرة الأمنية حتى ان العاصمة التونسية هي المقر الدائمة لاجتماعات وزراء داخلية الدول العربية والتي تنتهي دوماً باتفاق تام بينهم خلافاً لاجتماعات وزراء الخارجية.
ما اغبى الحكومات التي لا تفهم شعوبها او لا تريد ان تفهمهم، وما أغبى الحكومات التي تنشئ اعلاماً منافقاً يدبج لها الاكاذيب فاذا هي اول من يصدق اكاذيبها، وما اجهل الحكومات التي تظن ان وحش الفساد حليف لها وضمانة لها في الحكم بينما هو اعدى اعاديها، وما احمق الحكومات التي تظن صمت الشعب قبولاً وولاءاً وان صبره الطويل طاعة وتسليما.
لله دركم احرار تونس لقد ضربتم المثل وارعبتم انظمة الاستبداد في عالمنا العربي، فلا نامت اعين الطواغيت.
د. وليد الطبطبائي
تعليقات