د. عبداللطيف محمد الصريخ يروى ما سيفعله ( في حلم يقظة) فى حال اختير أول رئيس وزراء شعبي!

زاوية الكتاب

كتب 964 مشاهدات 0


الراى

د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / ماذا لو أصبحت أول رئيس وزراء شعبي؟
 

 د. عبداللطيف محمد الصريخ 
 

 
العنوان أعلاه كان لافتة لحلم يقظة انتابني لحظات قليلة، فسألت نفسي بعد أن استرخيت قليلا من عناء العمل، مرتشفا كوبا من الماء، أردفته برشفات أخرى من الشاي الأخضر، ماذا ستعمل يا عبداللطيف لو أصبحت أول رئيس وزراء شعبي؟ قفز جزء من ذاتي كان قابعا في قعر بئر عميقة، وقال: وهل من الممكن أن أكون رئيس وزراء؟! ما هذا الهراء؟! ذلك منصب من مناصب السيادة؟! لا تحلم... ولا حتى في المنام.
فرددت عليه بعد أن انتهضت واقفا، وشددت صدري، وفتلت شنبي كما «الأبضاي»، ولم لا؟! فأنا متعلم ومثقف وشاب طموح، ما زالت فيَّ روحٌ تحب العطاء والبقاء، أحب وطني، ولا أوالي غيره ما حييت، وأحب إخواني المواطنين جميعهم، ولا فرق عندي بينهم، ولم أحاول يوماً أن أنتقص من أحد، أو أستهزئ بمواطن، فأنا فرد أنتمي لهذا البلد، وكلنا سواسية في الحقوق والواجبات، والدستور نص على هذه الحقيقة، فأكرمنا بسكوتك يا هذا، ودع عنك التقوّل على الدستور، والتذاكي على عقلي.
تصاغر ذلكم الجزء ولم ينبس ببنت شفة، فرجعت مرة أخرى واستلقيت على أريكتي محاولا الاسترخاء أكثر، وأغلقت عيْنَيَّ سارحاً في خيال جميل.
سأختار وزراء «تكنوقراط»، نعم «تكنوقراط»، يفهمون كل دهاليز وزاراتهم، بشرط أنهم لم «يُسلِّموا النِّمرَ» حتى الآن، كما يقول المصريون، ستكون وزارتي شابة، تفهم روح العصر، وتتعاطى مع التكنولوجيا بشكل سلمي.
سأختار وزرائي على أساس مصلحة الوطن، ولن تجد المحاصصة مكانا لتجلس فيه إلى جانبي، سأحاربها، سأقف في وجهها، سأتحمل ما يواجهني في سبيل الكويت، نعم سأتحمل، لأن الوطن يستحق أن نقدم له الكثير.
سيكون الفرد الكويتي ورفاهيته على قمة هرم أولوياتي، بل سيكون محور خطتي، وقطب رحاها الأساس، لأن المباني أوعية المعاني، ولا معنى لمبانٍ إسمنتية وعمارات وأبنية ضخمة إذا ساحت كرامة الإنسان، وفقد قدرته على العيش وفق أبسط معايير حقوق الإنسان.
ممم... وماذا أيضا يا عبداللطيف... نعم نعم... سأرسِّخ مفهوم الشفافية، وأدعم الحريات لمجالات أرحب، سأتقدم بقانون لمجلس الأمة لتجريب خطابات الكراهية من كل نوع، لأحفظ نسيج الكويت، ممم... وماذا أيضا يا عبداللطيف؟
طُرِقَ بابُ مكتبي فجأة! وإذا بالفراش «مأمون» يسألني وقد رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه، «شنو يبي بابا، شاي والا قهوة تركي؟»، فقلت له: أريد قهوة عربية مخلوطة بالحرية والكرامة يا طمأمون».


د. عبداللطيف الصريخ

تعليقات

اكتب تعليقك