بين خصخصة الحروب وخصخصة السياسات
عربي و دوليمنتدى الأمن الداخلي والعالمي -الشرق الأوسط
نوفمبر 22, 2007, 1:21 م 318 مشاهدات 0
يعقد في البحرين هذه الأيام منتدى الأمن الداخلي والعالمي -الشرق الأوسط، والذي بدأ أعماله يوم 19 نوفمبر 2007م ويستمر لمدة أربعة أيام ، بحضور نحو 600 شخصية من 60 دولة من بينها دول خليجية .
المهم في هذا المنتدى هو أن الجهة المنظمة والتي هي بالضرورة من يضع محاور النقاش شركة غربية اسمها كرانس مونتانا Crans Montana Forum وقد تحددت نقاط النقاش لهذا العام لتشمل ستة محاور هي الجيواستراتيجية، تقييم المخاطر وأدوات تحليلها، القضايا الزمنية التي تشغل الشرق الأوسط، التحديات التي تواجه الحكومة، وضع وتطوير نظم متكاملة، تأمين تبادل البيانات وطرق حفظها، والإشراف على الحدود ومراقبتها.
وكانت تقارير عدة قد تطرقت قبل فترة لعمل وتجاوزات شركة بلاك وواتر الأمنية الأميركية BlackWaterUSA وكيف أن هذه الشركات الخاصة من مثيلات بلاك وواتر ما هي إلا أدوات جديدة لتنفيذ العمليات الأمنية للدول الكبرى دون أن تتلطخ يدي الحكومات بآثار جرائم هذه الشركات. ومخطئ من يعتقد أن بلاك وواتر هي الأولى أو الوحيدة في بلادنا، فشركة دينا كورب DynaCorp الأميركية كانت موجودة مع رجالها للدعم العملياتي والفني في معسكرات دول الخليج منذ مطلع الثمانينات ومثلها الكثير من الشركات الفرنسية والبريطانية.
ومما سبق يتساءل المراقبون: ما الذي يجعل شركة كرانس مونتانا Crans Montana Forum تختلف عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية Center for Strategic and International Studies (CSIS لصاحبه أنتوني كوردزمان أو معهد راند Rand institute وكيف ننسى أن معهدا مماثلا لهم قد أوصى بتقسيم السعودية وأوصى معهد آخر بتقسيم العراق وثالث بتعويم مصطلح الشرق الأوسط لتذويب سيطرة العرب عليه ثم فك عزلة إسرائيل من خلال الشرق الأوسط الكبير.
وهل خلت دول المنطقة من رجال السياسة القادرين على وضع أولوياتهم وتنظيم مؤتمراتهم ؟
إذا كان الجواب بالإيجاب فلنغلق وزارات الخارجية ومجالس الأمن الوطني والقومي ولنعطي ما نحتاج معرفته للقطاع الخاص، والأولى أن تعطى لمراكز الدراسات الأمنية والإستراتيجية الخليجية . إن مراكز الأبحاث الخليجية وهي كثيرة ونشيطة وقادرة على معرفة ما نحتاجه فعلا ، ولن تضع مراكز الأبحاث الخليجية الحرب على الإرهاب في قائمة همومنا الأمنية انقيادا للسياسات الخارجية التي تتبعها مراكز الأبحاث الغربية ، بل ستضع عملية تنمية القوى البشرية في قطاعاتنا العسكرية على رأس همومنا الأمنية .
إن خصخصة الهاجس الأمني بشقية العملياتي ومن ناحية وضع السياسات هو دخول إلى نفق طويل من الابتزاز الغربي بحجة مكافحة الإرهاب، وهو سلب لدول الخليج لسيادتها في تقرير أولوياتها الأمنية ، وتسويق فاخر للقرار الغربي للتدخل في شؤوننا من خلال قطاعهم الخاص .
تعليقات