الحكومة أدركت أن 'عيالها' الذين صرفت عليهم دم قلبها، سيسقطون من الشرفات على جباههم الكريمة في الانتخابات المقبلة، ففتحت لهم حنفية 'اللا مانع'.. محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب 4685 مشاهدات 0


الجريدة

آمال:
كي لا يسقط العيال
محمد الوشيحي

 
في الأفلام العربية يرتدي اللصوص، الذين ينشلون ركاب المترو، فانيلّات مقلّمة، وفي 'الأفلام الكويتية' يرتدي اللصوص، الذين يسرقون محفظة البلد ودستوره وإرادة الشعب، بشوتاً ومشاريع وكراسي وأرائك. الاختلاف في اللبس وفي حجم السرقة والمكانة... وسابقاً كان السياسي الحرامي الكويتي مكسور العين، رأسه مربوط إلى صدره، واليوم يرفع اللصوص رؤوسهم إلى أعلى، كمن يتفقد السحب، كما كان يفعل البدو.

واليوم، أدركت الحكومة أن 'عيالها' الذين صرفت عليهم دم قلبها، سيسقطون من الشرفات على جباههم الكريمة في الانتخابات المقبلة، ففتحت لهم حنفية 'اللا مانع'، لكن بطريقة برازيلية. شلون؟... المعاملات يجب أن يتم انتقاؤها بطريقة نوعية، فالنائب القبلي سيركز على معاملات أبناء فخذه والفخوذ التي بجانب فخذه، بما يضمن له النجاح في الانتخابات الفرعية، طبعاً مع كثير من الربطات (أقصد ربطات العنق، طبعاً)، ومن يجتاز الفرعية لا يبقى أمامه إلا عقبة واحدة، 'اختيار لون البشت'... والنائب الحضري يختار عدداً من الناخبين يلهبهم بسوط معاملاته إلى أن تتمزق ظهورهم، وأيضاً مع كثير من ربطات العنق، أما النائب الشيعي... لن أكمل خوفاً من سطوة السيد الوكيل المساعد الذي ارتفع دولاره هذه السنوات، والذي لا يتهم خصومه بأقل من 'شق الوحدة الوطنية' و'معاداة آل البيت'. اللهم احفظ الوكيل.

فيا أبناء القبائل وبناتها ورجالها ونساءها ما الذي يقنعكم أن الفرعيات خزي وعار و'طيحة حظ' أكثر مما حدث في الأيام الأخيرة؟ ويا أبناء الإسلام وبناته ونساءه ورجاله ما الذي يقنعكم أن 'التدين السياسي' سور يختبئ خلفه الجبان والحرامي كما حدث في الأيام الماضية؟

ما علينا... في هذه الأيام التي يتكرر فيها اسم 'أمن الدولة' أكثر من اسم المنتخب الوطني، تعالوا نتخيل هذا المنظر... لو كان الغائبان الحاضران، النائب السابق وليد الجري والوزير السابق الدكتور أنس الرشيد، وزيرين في الحكومة، بدلاً من الوزيرين الحاليين البصيري والروضان. طبعاً مع عدم نسيان أن الجري رفض الانضمام إلى الحكومة مرات عدة ما لم تغيّر نهجها، في حين استقال الرشيد من الحكومة عندما فكرت، مجرد تفكير، في تعديل الدستور لتحمي نفسها... هل كان الجري سيصرح: 'كتلة العمل الشعبي صفحة طويت من حياتي'؟، وهل كان الرشيد سيستذبح على تحويل جلسات الاستجواب إلى جلسات سرية؟... سؤالان من خارج المنهج.

***

تلقيت اتصالاً من الزميل المصاب محمد السندان من ألمانيا، أراد فيه أن يطمئن المحبين على حالته الصحية... يقول السندان: 'أجريت لي العملية يوم الجمعة الماضي، ومكثت في العناية الفائقة ثلاثة أيام، واليوم (أمس الاثنين) أفقت من تأثير المخدر ونقلوني إلى الجناح، وقريباً سأدخل مرحلة العلاج التأهيلي والعصبي في مستشفى آخر'.

السندان تحدث، بأحرف تتزاحم مع الأنفاس على بوابة فمه، عن تفاصيل العملية، والغضروف الذي استؤصِلَ من الحوض ووضِعَ في الكتف، ووو... لكنني لن أغوص في بحر التفاصيل كي لا يتألم القارئ، ويكفي أن يعرف الناس أنه ردد 'الحمد لله' خلال المكالمة مرات ومرات.

لا بأس وطهور إن شاء الله أيها السمي... والمطار ينتظر ورودنا التي سننثرها عند استقبالك، فلا تتأخر، حباً في المطار.

تعليقات

اكتب تعليقك