يوسف الشهاب يثمن مقولة وزير الداخلية'ان الجنسية ليست كأسا يهدى'خاصة بعد ان حصل عليها بعض من لا يجيدون حتى العربية
زاوية الكتابكتب نوفمبر 22, 2007, 8:15 ص 424 مشاهدات 0
وزير الداخلية.. صح لسانك
أي حديث عن الجنسية والتجنيس، يجعلني اضرب واجمع واطرح، اثلاث بأرباع واخماس بأسداس وربما اسباع بأثمان، ايضا، ذلك لأن هذه القضية ذات علاقة مباشرة بتركيبة اجتماعية لها طقوسها وهويتها وقبل ذلك ذات علاقة في حاضر الكويت ومستقبلها واجيالها، وهي قضية لا تدخل او هكذا يجب في مساومات او ضغوط انتخابية يكون الرضوخ لها في نهاية الامر ولا تدخل في اسواق الواسطات الرخيصة او المجاملات والمحسوبيات لأن الامر فوق ذلك كله، بل هو خط احمر لا يجب الاقتراب منه الا وفق الضوابط والمعايير الموضوعة امامه، حتى لا يكون تخطي هذا الخط او الاقتراب منه على الاقل ميسرا لكل من هب ودب.
اكثر من مرة تناولت فوق مساحة هذه الزاوية قضية التجنيس، وكنت ولا ازال اضع ال يتو والخط الاحمر امامها، لقناعتي بأن الوطنية او المواطنة لا تباع وتشترى، ولا هي في حسابات اجتماعية تكون انعكاساتها السلبية أكثر من نتائجها الايجابية، وايضا وايضا لشعوري بأن 'التجنيس' لا يجب ان يكون على الصورة التي نراها، فالذي قدم حياته من اجل الكويت في الغوص والاسفار وفي المعارك التي شهدها تاريخها الطويل والذي بنى السور ونحت الصخر من اجل لقمة العيش، حيث كانت الكويت ارضا قاحلة، لا يدر الخير فيها الا من البحر، هؤلاء ومن قدم للكويت التضحية بعد ذلك، هؤلاء ومعهم قلة يستحقون ان يحملوا هوية الكويت. اما السعي من اجل الحصول على الجنسية لمآرب البيت الحكومي وتداول الاسهم واصدار التراخيص والكفالات والمصالح الاخرى، هؤلاء ليس لهم حق الجنسية لأنهم ينظرون اليها من باب المنافع، لا من باب المواطنة وحب الكويت.
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، كان صريحا وواضحا في هذه المسألة، فالرجل يقول ان الجنسية ليست كأسا يهدى، صح لسانك، ورغم انني لا اعلم ان كان المقصود هنا، كأسا من الماء او كأس بطولة رياضية، فإنني مع ذلك اقف محييا ابو نواف على صراحته في قضية تؤرقنا جميعا لخوفنا من المستقبل المجهول الذي تخفيه قضية التجنيس على الكويت، خاصة بعد ان حصل عليها بعض من لا يجيدون حتى العربية رغم ان الدستور ينص على ان الكويت دولة عربية وان اللغة فيها هي العربية.
صحيح ان هناك من يستحق الجنسية لأنهم حرموا منها لأسباب خارج ارادتهم، لكن الصحيح ايضا ان هؤلاء هم قلة قليلة لا تحتاج الى واسطة نائب ما دامت الشروط متوفرة فيهم فأبناء الشهداء ومن كان في الكويت قبل اكثر من 'سبعين عاما' لا غبار على تجنيسه، وفي اضيق الحدود حتى يمكن وضع فرامل على هذا الذي نراه في التجنيس.
الحياة الكريمة يجب توفيرها لمن لا تنطبق عليه شروط الجنسية ما داموا فوق الكويت، وعلينا كدولة تأخذ بالحق الانساني ان نوفر لهذه الفئة العيش الكريم والاقامة الدائمة وكل متطلبات استمرار الحياة لهم، بعيدا عن مزايدات بعض النواب وصراخهم المعتاد عن الجنسية والتجنيس، وهم يعرفون كل شيء حول هذه المسألة لكنهم يغمضون عيونهم عنها لأن فيها مصالحهم الانتخابية اكثر من مصالح ذوي العلاقة مع هذه المسألة.
استمرار فتح ابواب التجنيس مشرعة دون وضع او معرفة وقت اغلاق هذا الباب امر ليس في صالح الكويت ولا مجتمعنا على المدى البعيد، سواء في تركيبته السكانية او في توفير الخدمات اللازمة من تعليم وصحة واسكان وغيرها. ولا ادري ما سر هذا الاستمرار في التجنيس، هل هي دوافع لزيادة السكان ام ان الدولة تريد اعباء اخرى لها، ومهما تكن الاسباب فإنها ليست مقنعة واغلقوا هذا الباب، هذه امنياتنا جميعا، ومن لا تنطبق عليه الشروط هناك سبل اخرى عديدة غير الجنسية، وذوو الشأن ادرى بها منا.
***
نغزة
قرار تعيين الاخ العقيد محمد الصبر ناطقا رسميا لوزارة الداخلية قرار صائب لوزير الداخلية، فالوزارة تحتاج منذ سنوات الى ناطق باسمها قادر على ايصال المعلومات الى الناس بوضوح وصراحة بدلا من الاشاعات والقيل والقال، والعقيد ابو هاشم هو الرجل المناسب لمثل هذه المسؤولية وان كنت اتمنى الا يتوقف عن برنامجه الاسبوعي الناجح 'ارجع لنا سالم'، مع التهنئة بالتوفيق، خاصة ان جهاز الامن يعور الراس، طال عمرك.
يوسف الشهاب
القبس
تعليقات