من السذاجة وصف من صوت إلى جانب كتلة «إلا الدستور» بأنه باع المبادئ والقيم، ومن صوت للحكومة بأنه انبطاحي ـ د.حسن عباس
زاوية الكتابكتب يناير 10, 2011, 1:24 ص 880 مشاهدات 0
الراى
د. حسن عبدالله عباس / من واقع الحال / مع جوهر من جديد
بساطة شديدة وسذاجة كبيرة أن نتهم من يحدّد موقفه، ويصوّت بشكل معين بأنه منسجم فكرياً ومنحاز بدرجة الذوبان في الكتل السياسية التي وقفت في الاتجاه نفسه! فمن السذاجة الشديدة أن يُرمى شعيب المويزري والدكتور حسن جوهر مثلاً بأنهما باعا المبادئ والقيم، لمجرد أنهما صوّتا إلى جانب كتلة «إلا الدستور»، بالضبط كسذاجة من يتهم من صوّت في الطرف المقابل بأنه حكومي انبطاحي بائع لأخلاقه وشرفه وكرامته ووطنه!
الحديث والتشدد والتسرّع في إطلاق الأحكام، ظاهرة مرضية واضحة عندنا! ولا ادري إن كُنا نحن هنا في الكويت الوحيدين المبتلين بهذا المرض، أم أن الدول الاخرى خصوصا تلك التي سبقتنا ولها باع طويل في الديموقراطية تعاني منها أيضاً وبالدرجة والحدة نفسيهما! على العموم، ليس نقاشي اليوم عما إن كان تصويت شعيب المويزري وحسن جوهر وغيرهما تجاه عدم الثقة وعدم التعاون مع رئيس الوزراء صح أم خطأ، فالدفاع عنهما أو غيرهما شأن المكاتب السياسية للنواب ووسائلهم الاعلامية!
لكني اريد من إعادة ذكر موقف حسن جوهر تحديداً إبراز نقطتين مهمتين. الأولى السؤال عن السبب في توجه كافة الانظار وتسليط الاضواء على الثقل الشيعي ممثلاً بحسن جوهر بصورة خاصة والنواب الشيعة الآخرين وتجاهل غيرهم؟ فالانشقاق حصل لدى غيرهم، ففي الكتلة السلفية أناس صوتوا هنا وهناك، والامر نفسه تكرر لدى القبائل والحضر. فالطرفان الحكومي والمعارضة تشابها إلى حد كبير، فلماذا سرق النواب الشيعة هذه العناية في حين غُض الطرف عن غيرهم كعلي العمير وعبدالله الرومي؟
يمكن أن يكون السبب راجعاً إلى الاعتقاد السائد لدى الكثيرين بأن الشيعة شكل واحد، ولكن أظن أن الاحتمال الأرجح والأقوى يعود إلى الإحساس «بشيء ما»- وقد يكون بالذنب- لدى جماعة «إلا الدستور»! أقصد أن الكل في المجتمع ظل يراقب تحركات الشيعة طوال هذه الفترة، وكأن لسان الحال يقول ما هو موقف الشيعة بعد ما جرى عليهم، فهل سينتقمون؟ فسبب هذا الاهتمام وسبب ذهول أغلب أعضاء «إلا الدستور» لموقف جوهر تحديداً «بل ولا أستغرب أن يكون أكثرهم ذهولاً واندهاشاً أعضاء «الشعبي» أنفسهم، فالسبب أظنه هو هذه الخلفية التاريخية! فأغلبية جماعة «إلا الدستور» كانوا على يقين بأن هذا الانحياز له ما يبرره، ولذلك نفهم مغزى الابتسامة العريضة جداً والتي أخفت وراءها عدم التصديق!
أما الشيء الثاني وهو أننا نعيش في وطن ولسنا في مجمع ديني تخصصي يحمل فكرا أو طيفا واحدا. فهذا البلد يحوي أطيافاً متعددة ومذاهب ونوعيات فكرية متنوعة. لذلك علينا أن نحتكم إلى العقل في تسيير أمور بلدنا ولا نتركها لتعصباتنا القومية وعنصريتنا، وحبنا لأنفسنا ولشخوصنا وفي إدارة شؤون حياتنا اليومية وعلاقاتنا ببعضنا البعض. فمن المستحيل أن يُلغي أحدنا الاخر! هذا البلد حق للجميع ولا يجوز لأحد أن يتطرف في نظرته للآخر! فالعيش مشترك فرض علينا شئنا أم أبينا، واحترامنا وتقديرنا لبعض إن لم يكن نابعه العاطفة، فهو واجب عقلي ومطلوب لتستقيم أمور حياتنا اليومية. لهذا أرى بأنه من الضروري أن نحترم الرأي الآخر، ونجوّز على أنفسنا الخطأ كما نجوّزه على الطرف الثاني ولا تأخذنا العزة بالإثم والعفو عند المقدرة.
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات