حسمت، فاحسموا الصراع الديمقراطي داخل البرلمان
زاوية الكتابكتب يناير 7, 2011, 5:06 م 1260 مشاهدات 0
حسمت فاحسموها
لقد عاشت البلاد خلال الأسابيع الماضية فترة صعبة كان فيها الاحتقان السياسي قد بلغ ذروته وعشنا بوضيعة صعبة وجديدة علينا جميعا حيث انقسمت الناس إلى قسمين فقط لا ثالث لهما إما أن تكون مع الحكومة أو أن تكون مع النواب ويحرم ويجرم أي رأي أو موقف آخر لأن طبيعة الوضع لا تقبل بذلك.
بدأت الأحداث وتوالت ورأينا المظاهرات ونزول القوات الخاصة والضرب والسحل والمؤتمرات الصحفية وتقديم الاستجواب والشحن والتعبئة لكلا الطرفين وجاءت جلسة الاستجواب وتحولت إلى سرية وتم مناقشة الاستجواب بطريقة حضارية وتقدم بعدها عشرة نواب بكتاب عدم التعاون مع رئيس الحكومة. وجاء موعد الحسم في الخامس من يناير في بداية السنة الجديدة والتي نأمل أن تكون سنة خير على البلاد والعباد. جاء موعد الحسم بعد أن حشد كل من الطرفين لكسب هذه المعركة إن جاز التعبير، وكان من المؤكد حصول سمو الرئيس على الثقة وذلك لأن الحكومة لم تكن لتدخل هذه المعركة لو كان عندها أدنى شك بعدم كسبها هذه الثقة، وحصل بالفعل ولكن ما لم يكن متوقعا ارتفاع عدد مؤيدي عدم التعاون حيث وصل العدد إلى 22 وهو ما جاء برسالة واضحة إلى الحكومة لتعيد حساباتها جيدا للمرحلة القادمة فهذا الرقم يجعل من انتصار الحكومة انتصارا بطعم الهزيمة.
نعم لقد حسمت فاحسموها يا نوابنا الأفاضل ومارسوا الديمقراطية على أصولها بقاعة عبدالله السالم واحذروا دعوة نزول الشارع فهذه المظاهرات لن تجدي نفعا وقد يندس فيها من يسئ إليكم أو من يوقد شرارة التخريب أو حتى القتل. فأنتم أناس سياسيون وتستطيعون من خلال البرلمان وقوانين الدستور أن تحاسبوا وتقوموا الأداء الحكومي فالشارع في النهاية لن يصوت على القوانين ولن يصوت على طرح الثقة في أي استجواب.
لقد حسمت فاحسموها يا حكومتنا الرشيدة بالعمل الجاد لنلحق بركب التطور الذي نراه في الدول المجاورة لنعود إلى سابق عهد الريادة، وطبقوا القانون على الجميع بنفس المسطرة حتى يطمئن الناس ولا يحسوا بالتفرقة.
حسمت فاحسموها أيها الشعب الأبي فهذه الديمقراطية التي ارتضيتموها وحكومتنا لم تأتي من خارج المجتمع الكويتي بل أتت من رحم هذا المجتمع وتشكلت من نسيجه.
أما نوابكم فأنتم من أوصلتموهم إلى قمة البرلمان وقد بانت المواقف وخذلكم من خذلكم ودافع عنكم من دافع فحاسبوا كل نائب على موقفه عندما تفتح صناديق الاقتراع في المرة القادمة فلا تنسوا ولا تتناسوا هذه المواقف بعد سنتين حيث أنني أرى أن هذا المجلس سوف يكمل دورته كاملة.
إذا أعتقد أن الجميع موافق على أنها حسمت وهذه الديمقراطية الغلبة للأكثرية في التصويت، لذلك أرجو أن ننظر إلى المستقبل والى وضع الكويت في مكانها الذي تستحق بين الدول وخاصة أننا مقبلون بعد أيام على الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال فدعونا نلتف جميعا حول قيادتنا ونخلص العمل للكويت وأميرها وشعبها.
اضاءة:
من زمن وأنا أحترم آراء النائب الدكتور حسن جوهر وبعد مقابلته مع تلفزيون الرأي يوم الخميس 6/1/2011 أقول له انك نائب وطني حر تعبر عن وجهة نظرك بكل أمانة وصدق لمصلحة الكويت... فلك كل الشكر والتقدير.
الدكتور/ عبدالله الوطيب
07/01/2011
تعليقات