فارس الأربعاء الأسود، السجين عبيد الوسمي

زاوية الكتاب

كتب 2952 مشاهدات 0


الدكتور عبيد الوسمي - هو فارس كويتي من فرسان الحرية والعلم والكرامة والمبدأ - أستاذ جامعي مرموق في بلاده وخبير قانوني ودستوري لا يشق له غبار. يعتبره الكثير من أهل الاختصاص انه الوريث الشرعي علميا وعمليا لأستاذه الحجة في القانون الدستوري الكويتي د.عثمان عبد الملك الصالح عميد كلية الحقوق الأسبق رحمه. بدعم من أمير الكويت السابق رحمه الله غادر الكويت للالتحاق بأعرق الجامعات الأمريكية في مجال القانون وقد عاد للكويت بعد أن نال شهاداتي الماجستير والدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف ومنذ عودته وهو أستاذا جامعيا نشيط مجتهد في كلية الحقوق الكويتية الوحيدة.
 شخصيا تشرفت بمعرفته بالصدفة من خلال قناة فضائية كويتية قدمته لمشاهديها كشخص خارج على القانون ولكن كاريزمة هذا الشخص صاحب البشرة السمراء الجميلة والجسد النحيل الشامخ والعيون السود المتقدة والصوت المهاب الجهوري يخبر المرء بشيء آخر.
في يوم الأربعاء الموفق 8/12 من العام الفائت تم الاعتداء على هذا الأستاذ الجامعي والخبير القانوني بالهراوات من قبل قوات الأمن الكويتية بعد سحله خارج ديوانية احد نواب مجلس الأمة الكويتي على هامش مشاركته بندوة سياسية هي نتاج طبيعي للحراك السياسي والديمقراطي الايجابي الذي تشهده الكويت.
التجمهر خارج الديوانيات ممنوع وفق القانون الكويتي. تفاصيل ما حدث خلال الندوة و ما بعدها موثق بتسجيلات الفيديو والصور.
تلك التسجيلات تظهر قوات الأمن وهي تقوم بخطف وسحل الوسمي من داخل الديوانية والاعتداء عليه بالهراوات خارجها. غادرت قوات الأمن دون اعتقاله ولكن فيما بعد تم احتجازه والتحقيق معه بعدة تهم وهي بث أخبار كاذبة وتحريض رجال الأمن على مخالفة القوانين والتطاول على مسند الإمارة والتجمهر.
لقد استمعت لما قاله الوسمي خلال تلك الندوة، تركز حديثه على انتقاد أداء بعض المعنيين بالعمل العام ولم يتطرق بحديثه لذكر سند الإمارة.
انتقاد أداء رجال العمل العام من قبل المواطنين الذين هم أبسط من الدكتور عبيد الوسمي يعتبر من أدنى المؤشرات على حيوية وايجابية مناخ الديمقراطية والحريات لأي بلد يعتبر نفسه الأول عربيا في الحرية والديمقراطية. الوسمي، رجل القانون الإصلاحي، من أكثر المنادين بتعديل قانون المطبوعات والمرئي والمسموع الكويتي وخاصة فيما يتعلق بالتعدي على الذات الأميرية بزيادة العقوبات، ويشدد دائما على ضرورة إبعاد وحماية مسند الإمارة عن التجاذبات السياسية وصراعاتها.
سجل القضاء الكويتي في اليوم الأول من محاكمة عبيد الوسمي أمام الجنايات رقما قياسيا في عدد المحامين المسجلين للدفاع عن متهم حيث سجل ١٨١ محاميا - ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع  الكويتي وإلى مختلف التيارات الفكرية والسياسية- أنفسهم أمام هيئة المحكمة للدفاع عن سجين الرأي عبيد الوسمي.
من داخل  قفص الاتهام قال لأحد محاميه ' لقد زاد من همتي رؤيتي لهذا الكم الهائل من حضور المحاميين والمحاميات وأساتذة الجامعة ، وأحسست بالفخر بطلبتي في الجامعة عندما وجدتهم في قاعة المحكمة ،وأدعو من الله تعالى أن يظهر الحق'.
من جهة أخرى و أمام هيئة المحكمة قال  مدافعا عن نفسه ' أنني احتجزت ولا أعلم أسباب حجزي وأنني سجنت ولا أعلم مبررات سجني وكل ما قلته كان دفاعا عن الحقوق الدستورية للشعب الكويتي كما أنني دافعت في حديثي عن القضاء الكويتي وعن هيئة المحكمة التي تحاكمني الآن حينما طلبت بألا  يزج القضاء في الصراع السياسي لهذا أطالب بإخلاء سبيلي لأتمكن من الدفاع عن نفسي'.
قررت محكمة الجنايات استمرار حجز الخبير الدستوري عبيد الوسمي وتأجيل الدعوى إلى 17 يناير المقبل.
هيئة الدفاع عن الوسمي فندت قانونيا مبررات الحبس الاحتياطي معتبره أن التهم الموجه لسجين الرأي عبيد الوسمي ما كانت إلا رداً على الشكوى التي تقدم بها ضد من قام بالاعتداء عليه اللذين لا يزالون أحراراً طلقاء رغم أن العالم قد شاهد صورهم وهم يعتدون عليه في حين أن المجني عليه  يقبع خلف القضبان.
نؤمن بان أمير الكويت الأكرم هو الأب الحاني والحامي الحريص على كرامات وحريات أبناء الكويت، المتواجد على خط الدفاع الأول عن الدستور والقانون وحرية الرأي. والقارئ المحايد المنصف لسيرة الدكتور عبيد الوسمي يدرك تماما مدى إخلاصه لمؤسسة الحكم و وطنه الكويت الذي يأبى أن يراه بغير صورته الجميلة، بلد يحترم ويطبق دستوره و قوانينه و يرفض أي ممارسات تسيء أو تهين لكرامات أو حريات أبناءه .
أقول للسجين عبيد الوسمي بعد الانحناء أمامه احتراما واعتزازا وتقديرا .... ما أجمل أن يهان أو يضرب أو يسجن الإنسان في سبيل الحرية والتقدم ورسم صوره جميله لوطنه ، وتذكر دوما قوله تعالى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ) صدق الله العظيم.
نتضرع لله عز وجل أن يحمي الكويت من كل شرور.

والله من وراء القصد

ابراهيم الدعجة

الآن - رأي: ابراهيم الدعجة

تعليقات

اكتب تعليقك