المحمد حل المجلس مرتين، وبامكانه حله للمرة الثالثة ولكن.. بلا عودة وفقا للمادة 107 من الدستور الذي في جيبه.ـ عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 3480 مشاهدات 0



القبس

عبرها سباحة 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
مثل ما كان متوقعا ومحسوبا بدقة عبر رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد جلسة الاستجواب. كما كان متوقعا ايضا ومحسوبا بدقة اكثر، عبرها «سباحة»، ولم يعبرها على جسور متينة من الثقة، ولا حتى على اكتاف الاشداء والمخلصين.
يعتقد الشيخ ناصر ومعه من اوهمه بمواصلة العناد، ان عبور جلسة الاستجواب هو النهاية. وانه سيضمن السلامة وربما سيتحصن ـــ كما يتوهم ـــ اكثر، وستضيف اصوات الثقة مزيدا من القوة والقدرة على المواجهة له ولحكومته. لا نعلم كيف يفكر الشيخ ناصر ومستشاروه، لكننا على ثقة بأن الأمر لن ينتهي عند جلسة الامس. المسألة هنا ليست مالا عاما، تخصصت في التلويح به كتلة العمل الشعبي، وامتهن عزفه بحق او ـــ في احيان كثيرة ـــ من دونه النائب مسلم البراك، ليست «لحية» خمسة ملايين او اعواد بخور و«قراش» دهن عود. استجواب الامس للشيخ ناصر كان ولا يزال بسبب الانتقاص من سيادة الامة، والتعدي غير المشروع على سلطاتها. لهذا ان لم يكن يدرك الشيخ ناصر وحكومته حجم المواجهة نعيد تذكيرهم بأنهم يواجهون جميع كتل المجلس بلا استثناء. نتحدث هنا عن الكتل السياسية الفاعلة، وليست الكتل الطائفية او القبلية التي في الغالب تجمعها مصالح آنية، ولا يعول عليها في تنفيذ السياسات والبرامج التي تتطلع إليها الحكومة.
نتوقع بعد جلسة الامس ان تزداد حدة الاحتقان بين رئيس الحكومة وبين معارضيه. ونعتقد ان من حقهم، بل ربما، واجبهم ان يواجهوه بعناد اكبر من عناده، وثبات اجل من ثباته، وان تكون هذه المواجهة بفعل تنامي الاحتقان مواجهة غير عقلانية، ستسعى بسبب او من دونه لخلق الازمات وتعطيل اي مشاريع او برامج حكومية.
لن يجدي اتهام هذه المعارضة بالتأزيم، ولن يكون، وليس في الواقع من المفروض ان يكون لديها حساب لهكذا اتهامات. فالناس هم الذين سيطالبون وهم الذين سيرحبون بأي ازمات حقيقية او مفتعلة مع حكومة الشيخ ناصر. المعارضون سيعارضون اي شيء، وسيصطفون مع الشيطان وسيجبَر الشيخ ناصر في النهاية على ان يعلن هو وليس النواب عدم التعاون.. ونذكره هنا للمرة الثانية بانه حل المجلس مرتين، وانه بامكانه حله للمرة الثالثة ولكن.. بلا عودة وفقا للمادة 107 من الدستور الذي في جيبه.

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك