د. خالد القحص يسجل ملاحظات على بيان قبيلة عنزة!

زاوية الكتاب

كتب 5551 مشاهدات 0


  الوطن

  ملاحظات على بيان قبيلة عنزة!

 
كتب , د.خالد القحص
 

يحق لنا على اعتبار يوم أمس الثلاثاء يوم قبيلة عنزة الاعلامي حيث تم نشر بيان صحافي احتل نصف الصفحة الأولى لجريدة «الوطن» وعدة صحف اخرى باسم الشيخ مسلط زبن الهذال، كما احتل الصفحة الخامسة من نفس الجريدة بيان بأسماء بعض أهالي الدائرة الثانية يؤكدون فيه على صحة موقف النائب خلف دميثير العنزي الداعم للحكومة الرشيدة (هكذا جاء)، وأخيراً في الصفحة السابعة بيان من السيد خالد سعود العويهان العنزي ينعي فيه على نواب «الا الدستور»، ويطالبهم بتحكيم العقل والضمير بدلاً من التشهير والتسفيه.. انه بحق اليوم الاعلامي لقبيلة عنزة.
وكوني أحد أبناء هذه القبيلة العريقة (و هذه العراقة تنسحب على جميع القبائل والعوائل في الكويت)، فان لي بعض الملاحظات التي أراها لازمة ويستحثها المقام، ومع ثقتي بحصافة القارئ وفهمه، الا أني أجد نفسي ملزماً (قبل ذكر ما عندي) بتأصيل مسألة بدهية وواضحة، حتى تتم قراءة المقال ضمن سياقه المنطقي.
شخصياً لا أحب الخطاب الذي يترك عباءة الوطن ولحافه ليتدثر بلحاف بالٍ عفا عليه الزمن، أو ليستفز فيني المذهب الديني، ويجعله أساس التمييز والتفاضل، وبالتالي المواطنة. لذا أرفض بشدة التصنيف الفئوي أو الطائفي الذي غدا اللغة الرسمية للمجتمع الكويتي في السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن بما ان الحكومة رضيت (أو ربما شاركت) بأن يكون الحال هكذا، فاني أجدني مضطراً للتدثر بعباءة القبيلة مؤقتاً لكي أستطيع ان أتعامل مع المجتمع، لذا أرجو قراءة المقال ضمن هذا السياق.
أولى الملاحظات على بيان قبيلة عنزة ان القبيلة في بيانها هذا الذي أعلنت فيه رفضها لزج القبيلة في الصراع، فانها من حيث تدري أو لا تدري، زجت نفسها في الصراع، ولم يكن مطلوباً منها ان تبدي رأيها في مسألة سياسية صرفة، خاصة وان ما قام به النواب المستجوبون كان دستورياً ومن ضمن صلاحياتهم، ولم يفتئتوا فيه على أحد.
القبيلة في بيانها لا تقر القفز على الدستور، مع انه لا يوجد في الدستور أو القانون أي اعتراف بالقبيلة أو بكيانها، بل توجد المواطنة، وعليه فبيان قبيلة عنزة (أو أي قبيلة أخرى) لا صفة دستورية أو قانونية له.
البيان نفسه لم يكن متوازناً أو حيادياً بحيث يستوعب وجهتي النظر، بل جاء منحازاً بالكامل للموقف الحكومي، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن المستفيد الحقيقي من صدور مثل هذا البيان، وفي مثل هذا التوقيت. كما نعتب على الشيخ مسلط الهذال ووجهاء القبيلة (مع التقدير الشخصي لهم) الذين لم يصدروا بياناً يعلنون فيه اعتراضهم على ما حصل في ديوان أحد أبناء القبيلة، وهو النائب الفاضل جمعان الحربش حين تم الاعتداء بالضرب والسحل والاهانة لضيوفه! بل حتى نواب القبيلة (مع التحفظ على التسمية) خلف دميثير وعسكر العنزي لم يصدرا بياناً صحافياً أو تصريحاً ينتقدان فيه تعامل القوات الخاصة مع مواطنين عزل في ديوانية أحد أبناء قبيلتهم.
وما دمنا نتحدث عن البيانات الصحافية، فاني أستغرب عدم صدور بيان من قبيلة عنزة وبقية القبائل حين استمرأت بعض وسائل الاعلام الكويتية من قنوات فضائية وصحف الهجوم المنهجي والمنظم على أبناء القبائل، ووصفهم بالطراثيث والمزدوجين والتشكيك بولائهم وانتمائهم للوطن، والطعن في أعراضهم وعرض ملفاتهم السرية التي تملكها الحكومة!
ان قبيلة عنزة تشهد حراكاً سياسياً غير مسبوق، وخطاباً سياسياً متطوراً يحمل روح المعارضة المنضبطة، ويبشر بمخرجات جديدة في الجهراء والدائرة الرابعة، يقود هذ الحراك مجموعة من الشباب في الدواوين والمنتديات الالكترونية. يجب علينا استغلال مثل هذا الحراك وترشيده لكي يؤتي أكله.
ختام القول، لا يوجد لنا غير أمير واحد وشيخ واحد وهو سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، أما بالنسبة للقبيلة، فمع التقدير الكامل للشيخ مسلط الهذال، فكل شخص في القبيلة، بل كل شخص في منزله هو شيخ نفسه، ومن دخل داره فهو آمن. فلا يتحدث أي شخص باسمي أو يحدد لي موقفي مسبقاً فقط لكونه يحمل مشيخة شرفية. أنا شيخ نفسي، وعقلي يدلني على الحق، بتوفيق الله، وأعرف ليلي من نهاري، وغثي من سميني، وصحيحي من سقيمي، والكويت هي قبيلتي.

د. خالد القحص

تعليقات

اكتب تعليقك