الحصار يغتال مرضى غزة والعشرات على قائمة الانتظار

عربي و دولي

447 مشاهدات 0

الشاب نائل الكردي احد ضحايا الحصار


لا تزال كلمات المرحوم نائل الكردي يتردد صداها وهو يناشد ملايين العرب والمسلمين وأصحاب الضمائر الحية عبر شاشات محطات التلفزيون المحلية والفضائية لمساعدته بمغادرة قطاع غزة المحاصر ليتمكن من تلقي العلاج من مرض السرطان الذي كان يعاني منه.
الكردي -20 عاما- الذي ظهر ضعيف البنية هزيلا وشاحب الوجه وهو يتحدث لوسائل الاعلام والصحفيين، قال إنه يعاني من مرض السرطان، ويناشد العالم أجمع الضغط على اسرائيل لفتح المعابر التي تعتبر منافذ القطاع الوحيدة على العالم الخارجي حتى يغادر للعلاج الذي نفذ ولا يوجد في غزة ومستشفياتها مثله.
وكان من المقرر أن يسافر الكردي الأحد لتلقي جرعة علاج كيماوي، إلا انه فارق الحياة قبلها بيوم واحد بعد ان منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مروره عن طريق معبر بيت حانون 'ايرز'.
ووقع خبر وفاة الكردي يوم السبت الماضي كالصاعقة على الفلسطينيين الذي تفاعلوا مع قصته، خاصة أن أمه ظهرت إلى جانبه يملأ قلبها الحسرة والمرارة فاقدة الامل في ايجاد حل لابنها الذي كان يموت أمام عينيها في كل لحظة بسبب مرضه.
وبوفاته يكون ترتيب نائل الثاني عشر الذي يسبق إليه الموت من مرضى قطاع غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع ورفض اسرائيل للعشرات منهم الخروج بحجة 'الرفض الامني'.
ويهدد خطر الموت، قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة كالقلب والكلى والسرطان والحمى الشوكية جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع بسبب الحصار المطبق.
ومنذ نحو عشرين شهرا تفرض إسرائيل والدول الغربية حصارا اقتصاديا وسياسيا خانقا على قطاع غزة، تحديدا بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' في الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون ثاني يناير 2006، وتشكيلها منفردة للحكومة العاشرة، كما لم يفلح تشكيل الحكومة الحادية عشرة .

ولم تكتف اسرائيل بذلك، بل عمدت إلى تشديد حصارها على القطاع منذ منتصف يونيو الماضي وأغلقت كافة المعابر بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس هناك.
وصباح الاثنين أعلنت المصادر الطبية في غزة عن وفاة الضحية الثالثة عشر للحصار وهو الطفل امير اليازجي (9 سنوات) متأثرا بحمى شوكية أصابته قبل 13 يوماً ولم يجد الأطباء الأمصال لمعالجتها في قطاع غزة بسبب الحصار.
وقد تفاقمت حالة الطفل امير الى ان اصيب بالتهاب في خلايا المخ أدت إلى وفاته، بعد أن أجرت عائلته تنسيقاً لإدخاله إلى مستشفى 'ايخلوف' داخل اسرائيل قبل خمسة ايام ولم تتلقى بعد رداً عليه.
وسبق اليازجي والكري وفاة الطفلة الرضيعة سناء محمد الحاج البالغة من العمر (ستة أشهر)، في يوم الأربعاء بتاريخ 14/11/2007 والتي كانت تعانى من مرض خطير، حيث توفِّيت في مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة، بعد رفض سلطات الاحتلال السماح لها بالعلاج في الخارج.
وقد توفيت أيضا يوم السبت بتاريخ 10/11/2007 المواطنة عايدة زهير حافظ عبد العال (31عاماً) من سكان مدينة غزة التي كانت تعانى من مرض السلطان. وعايدة هي أم لسبعة أطفال، وأكبر أولادها يبلغ من العمر 12 عاما وأصغرهم يبلغ 10 أشهر.
كما توفي الطبيب نظمي مصطفي عاشور( 50عاما) يوم الأربعاء بتاريخ 7/11/2007، حيث كان يعانى من جلطة دماغية، وتوفي على حاجز 'أيرز' بسبب منعه من تلقى العلاج المطلوب، وفي يوم الثلاثاء 6/11/2007 توفي المواطن حمدي يونس حرارة (36 عاما) من سكان حي الشجاعية حيث كان يعانى من فشل كلوي منذ أربعه شهور. وسبق كل أولئك مرضى آخرون توفوا لذات السبب.
 
 

 

الضفة الغربية- الان- سامر خويرة

تعليقات

اكتب تعليقك