الملتقى الإعلامي العربي...ماذا يسوق حلف الناتو من خلالكم ؟

زاوية الكتاب

كتب 739 مشاهدات 0


أعلن الملتقى الإعلامي العربي عن عقد قمة إعلامية  مع حلف الناتو في بروكسل ،حيث صرح الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس إن هيئة الملتقى ستقيم ملتقا إعلاميا عربيا أوربيا كبيرا بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال شهر نوفمبر الجاري بمشاركة أكثر من سبعين شخصية إعلامية عربية بارزة . وأشار الخميس إلى أن نخبة من لإعلاميين والصحفيين والكتاب ورؤساء التحرير العرب سيلتقون في جلسات حوارية مع نظرائهم الأوربيين، ضمن إطار السعي الدءوب لهيئة الملتقى الإعلامي العربي لفتح أبواب الحوار الايجابي الذي يخدم قضايا الإعلام العربي ككل .

ومما يذكر ان حلف شمال الأطلسي قد توسع في السنوات الأخيرة في أجندته لتتحول على آثرها طبيعة حلف الناتو من القيام بمهام عسكرية تقليدية إلى مهام جديدة تتمثل في مهام حفظ السلام و الأمن الإقليمي بما يتطلب معه إقامة شراكة مع دول  خارج منظومته الأوروبية- الأميركية .

إن ما يقلقنا هو القصور في فهم مرامي دعوة حلف الناتو لعقد مثل هذا المؤتمر،وبصريح العبارة لا نجد في هذه الدعوة وهذا المؤتمر إلا رغبتان لا تلتقيان،الأولى رغبة المنظمين في حشد أكبر عدد من رجال الإعلام لينفض اجتماعهم بعد الاستمتاع بخدمات الفنادق الفخمة دون نتيجة تذكر لأيمان المشاركين أنفسهم بأن الشرق شرق والغرب غرب وقد سبقني وسبقهم إلى ذلك صموئيل هنتينغتون Samuel P. Huntington  حين قال بصريح العبارة في مجلة foreign affairs. إن حلف شمال الأطلسي  هو المنظمة الأمنية للحضارة الغربية فقط  وطلب أن يغلق  باب الدخول   أمام غير الغربيين [1] . وبهذا لايكون لهذه القمة من غرض إلا تسويغ تجاوزات حلف شمال الأطلسي في العالم أو التسويق لمشاركة جيوشنا في عملياته المشروعة من وجهة نظر أوروبا والولايات المتحدة فقط .

إن مانريده من حلف الناتو هو أن تكون بيننا شراكة عسكرية حقيقية كاملة نستفيد منها نحن أهل الخليج  بشكل خاص،واكرر شراكة عسكرية يقوم الحلف  فيها بدور ايجابي من خلال الضغوط المباشرة من جهة وتوفير الضمانات الأمنية من جهة أخرى لإزالة أسلحة  الدمار الشامل من منطقتنا  من إيران وإسرائيل بدون تمييز، وليس شراكة نكون فيها بوقا إعلاميا له يكون دورنا فيها بث حروبه النفسية.

إن قناعتنا بعدم جدوى المطالبة بالتعاون الكامل مع حلف الناتو هو صعوبة  تجاوز العديد من النقاط الحرجة التي وضعتها قيادة الحلف أمام دول مجلس التعاون للاستفادة القصوى من نظام الأمن الجماعي الذي يدعو إليه الحلف.

 ومن تلك المعوقات طلب حلف الناتو من الحكومات القيام بإجراءات الإصلاح العسكري من خلال ثلاث عناصر:

1.سيطرة الديمقراطية على القوات المسلحة...وضرورة أن تدار الدولة عن طريق جهات مدنية ديمقراطية .
2.ضرورة مناقشة ميزانية القوات المسلحة في برلمانات الدول .     
3. المشاركة مع قوات حلف الناتو في عمليات مشتركة في مناطق التوتر الدولي التي يشارك فيها الحلف .    

وهنا نتساءل كم دولة خليجية ناهيكم عن عربية لا تسيطر فيها الديمقراطية على القوات المسلحة،وكم برلمان في الدول العربية يتجرأ على السؤال عن ميزانية القوات المسلحة .

ولنأخذ الكويت مثلا حيث وجد الحلف أن إجراءاتها قاصرة عن هذه النقاط الثلاث السابق ذكرها رغم علو سقف الحريات والديمقراطية والشفافية في الكويت مقارنة ببقية الدول العربية،ورغم ذلك لم تنجح الكويت إلا في الحصول على فرصة التعاون مع الناتو من خلال صيغة 26+1 وليس كعضو في الحلف رغم أن الكويت   كانت في حاجة لصيغة أوضح من التعاون مع الحلف .

  خلاصة القول أن حلف شمال الأطلسي ينظر إلى العالم العربي كبؤرة لظواهر معادية للحضارة الغربية من المنظور الخاص بصموئيل هنتينغتون مثل الإرهاب والإسلام المتطرف وانتشار أسلحة الدمار الشامل و الهجرة غير الشرعية أو بمعنى آخر بؤرة لعدم الاستقرار المستقبلي ولن يتعدى دور الملتقى الإعلامي العربي دور المثقفين العرب في 'المربد' أيام صدام حسين

محمد الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك