معتبرا الجويهل نجم التمزيق الطالع..الحكومة برأى نواف الفزيع نجحت فى تفتيت التيار الوطني بإفساده بالمشاريع والمناقصات والمناصب

زاوية الكتاب

كتب 1520 مشاهدات 0



 الوطن

 نجم التمزيق الطالع

 
كتب , المحامي نواف سليمان الفزيع
 

استكمالا لما قلناه بالأمس فإننا مقتنعون ان غبار كل ما يحصل الآن سببه ما يقال في قناة (الجويهل) وما قيل في القناة كشف لنا مدى هشاشة هذا المجتمع.
هذه الهشاشة التي اخذت تنهش في البلد رويدا رويدا تحديدا من بعد الغزو وبسبب ممارسات حكومية سيئة ارادت تجفيف منابع الديموقراطية لحدها الادنى بعد ان فرضت ظروف الغزو عودة الديموقراطية من جديد.
هنا كان حل المواءمة يدور في تجويف الديموقراطية اكثر فأكثر وجعلها مجرد واجهة للمجتمع الدولي بدلا من ان تتطور وتذهب في مرحلة احسن مما كانت هي عليه.
الخطوة الاهم كانت في ضرب التيار الوطني عبر افساده بالمشاريع والمناقصات او المناصب الحكومية واقصاء الكم الاوسع عبر محاربتهم والتضييق عليهم.
تفتت التيار وذهب اصحابه مع المشاريع والملايين في فترة الفائض المالي وأدخل البعض الآخر في المناصب الوزارية واصبحوا من المقربين.
في موازاة هذا الخط دعمت الحكومة القبائل والدماء الزرقاء وفئات من الطائفة الشيعية.
دعمتهم عبر غض النظر عن الفرعيات بالنسبة للقبائل وشراء الاصوات بالنسبة للدماء الزرقاء والمناصب والشركات والمناقصات بالنسبة للبعض من الشيعة.
دعمتهم على حساب تيار وطني لا يؤمن الا بمفهوم المواطنة الكويتية لا سنية لا شيعية لا حضرية لا بدوية.
هذا التيار الذي كان في اوجه في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت وعبر تجمعات مهنية ونقابية كان صوته الهادر ينطلق من افواه كويتيين لم يروا انفسهم في يوم من الايام الا حصيلة مجتمع كويتي واحد.
تناقض هذا المفهوم وارتفع نجم القبلية والفئوية والطائفية اكثر في الكويت ولكن الى اين سيتجه هذا النجم؟ من المنطقي ومن المعقول انه سيتجه ليكون له صوت في شكل النظام.
الفلسفة الحكومية كسرت تطبيق القانون ومبدأ المساواة ارضاء لنجم التمزيق الطالع.
الواسطة كانت سيدة الموقف وفتحت بشكل واسع لنواب القبائل والطائفة والمناقصات كانت من نصيب نواب الدماء الزرقاء.
غض النظر عن رشاوى كثيرة حتى استفحلت وغض النظر عن جرائم خطيرة حتى اسفتحلت كل هذا في سباق محموم حتى تتسيد الفئوية ديموقراطيتنا ويسهل بالتالي السيطرة عليها عبر التلاعب في تناقضات واختلافات تلك المجاميع المتوحدة على مفاهيم فئوية اقتصادية وبالتالي لا يمكن ان تجتمع على وحدة وطنية تكون مؤثرة.
ان ما يمارس اليوم من صراخ عال وتهديد بالعصيان بل عصيان فعلي كمخزون من ردود افعال اختزلها الغضب على قناة «الجويهل» وصمت الحكومة أو تغاضيها من قبل بعض ابناء القبائل هي الضربة القاضية التي كانت تريدها التحركات المتآمرة على الديموقراطية.
لقد نجحوا في جعل القبيلة تيارا سياسيا بعد ان كان كيانا اجتماعيا كما جعلوا من الطائفة كيانا سياسيا بعد ان كان توجها دينيا وجعلوا من تجار الغرفة قوة سياسية وهم فئة بسيطة من اصحاب مهنة اسمها التجارة.
في المحصلة ان كل ما يحصل من تمزيق وفتنة هو تعجيل مبكر لنهاية شيء اسمه دولة.
عندما نقول دولة فإننا نعني ان هناك دولاً موجودة على ارض واقع القانون الدولي والمنظمات الدولية لكنها في حقيقة الامر ما هي الا كيانات ممزقة تتوحد فئاتها وطوائفها ضمانا لتقليل خسائرها عبر توزيع مناطق النفوذ.
الصومال، اليمن، العراق، لبنان، السودان، واليوم الدور على الكويت.
لقد نجحت المساعي وجروا الشعب الى ان يتنادى كل من فيه بانتمائه القبلي أو الطائفي أو الفئوي.
العشائر والاحزاب المتناحرة في العراق تنادي بالعراق والمذاهب والاديان والاحزاب المتناحرة في لبنان تنادي كذلك بلبنان، لكن هل ما ينادون به منع هذه الحرب الاهلية الطاحنة التي عاشتها وتعيشها لبنان والعراق؟؟
لذلك نحن نقول ان تجارب الدول الممزقة علمتنا ان الشعارات ليست بالضرورة هي المعبرة عن حال اصحابها.
نعم صرنا شعبا ممزقا نسينا الكويت وصار فخرنا قبيلة وعائلة وطائفة.
من لا يبرز وقفته وفزعته لطائفة أو قبيلة أو فئة صار منبوذا؟
فرحانين «بابن عمي» و«قبيلتي» و«احنا الحضر» و«الشيعة المضطهدين»؟
الدول المحيطة بنا والتي كانت متخلفة عنا تقدمت علينا، فهل سمعنا في السعودية عن نعرة قبلية أو في الامارات عن ظلم شيعة أو في قطر عن حضر أو دماء زرقاء.. اصحى يا شعب لقد سعيت في ضياعك وضياع الدولة.. اصحى يا كويتي عار ما يحصل…
< ملاحظة: تريدون معرفة اذا كانت هناك دولة، اسئلة بسيطة حاولوا ان تجيبوا عليها حتى تعرفوا ان الكويت ما عادت دولة بمفهوم الدولة… هل تحصل فواتير الكهرباء والماء في الامارات وفي الكويت؟ أم في الامارات فقط؟
هل تستطيع ان تدخن في مكان ممنوع فيه التدخين بالامارات وفي الكويت؟ أم في الكويت فقط؟
هل تستطيع ان تهدد بالعصيان والنزول للشارع في قطر أو في لبنان أو في الكويت؟ أم في الكويت ولبنان فقط؟ وهل لبنان اليوم دولة؟ ضايعين والله يعين عيالنا على مستقبل أسود نراه! وللحديث بقية

المحامي نواف سليمان الفزيع 


 
 

تعليقات

اكتب تعليقك